سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
في جولة عربية هامة، بدأها ولي العهد السعودي، بزيارة للإمارات حفلت بالمكاسب وحملت عدة رسائل سياسية واقتصادية، وصل الأمير محمد بن سلمان للبحرين، الأحد في المحطة الثانية من جولته، حيث كان في استقباله الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في زيارة حظيت بترحيب رسمي وشعبي. وتأتي تلك الجولة العربية قبل انطلاقه للأرجنتين لحضور قمة مجموعة العشرين. (1)
حظيت الزيارة على المستوى الرسمي باستقبال وترحيب حافل، حيث كان الملك حمد بن عيسى آل خليفة في استقبال ولي العهد السعودي، صباح الأحد عند وصوله للمملكة البحرينية .
مستشار الديوان الملكي البحريني، نبيل الحمر، كتب عبر حسابه على تويتر: “يعلن الديوان الملكي أن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، سيكون في مقدمة مستقبلي أخيه سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، بالمملكة العربية السعودية الشقيقة لدى وصوله إلى البلاد”. (2)
فضلاً عن حديث الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير الخارجية البحريني، حول الزيارة، والذي تضمن عدة نقاط ورسائل هامة:(3)
– زيارة الأمير محمد بن سلمان للبحرين هي تجسيد عميق لخصوصية العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين وللنهج الثابت القائم على التواصل المستمر والتنسيق الوثيق والتلاقي الدائم بينهما.
– الزيارة تعكس ما لمملكة البحرين من مكانة، وتؤكد أن المملكة العربية السعودية ستظل كما هي دائمًا بجانب البحرين.
– هذه المواقف الأخوية تبرهن على وحدة الهدف والمصير المشترك الذي يجمع بين البلدين وشعبيهما.
الترحيب الشعبي بزيارة ولي العهد السعودي، كان حاضرًا إلى جانب نظيره الرسمي، وهو ما نستدل عليه من حديث شخصيات عامة بحرينية بارزة، ويتضح ذلك من حديث المستشار السياسي لتجمع الوحدة الوطنية د. عبدالله الحويحي، الذي قال إن شعب البحرين يكنُّ كل التقدير لهذه القيادة الواعية للمملكة العربية السعودية، في ظل المشاريع التي تطرح من أجل تقدم المملكة.
المحامي فريد غازي، رحب – أيضًا – بزيارة ولي العهد السعودي، وهو ما يتضح من قوله إن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للبحرين، تأتي في إطار العلاقات المتينة بين البلدين، بالإضافة إلى أن هذه الزيارة تأتي – أيضًا – في إطار التعاون الاقتصادي والسياسي والاجتماعي بين الشقيقتين.(4)
الإعلام البحريني سلط الضوء على الزيارة بشكل ملحوظ، إذ أعلنت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية، في بيان لها، مساء السبت “أنَّ الأمير محمد بن سلمان سيجري مباحثات مع الملك حمد، تتناول العلاقات بين البلدين، إضافة إلى تطورات الأحداث على الساحات الإقليمية والعربية والدولية”.(5)
وركزت الصحف البحرينية، ومن أهمها صحيفة الأيام، على نقاط هامة تمثلت في:
-الزيارة تتم في ظروف استثنائية للوضع الاقتصادي في المنطقة.
– الزيارة دليل على دعم القيادة السعودية للبحرين سياسيًا واقتصاديًا، إذ إن البحرين جزء لا يتجزأ من تطلعات القيادة السعودية .
– الأمير محمد بن سلمان هو مستقبل الخليج وليس السعودية فقط، لذا يمكن القول إن هذه الزيارة هي بداية لمرحلة جديدة من تعزيز الشراكة بين البلدين.(6)
لا شك في أن العلاقة بين الرياض والمنامة لها خصوصية؛ إذ إن جذور تلك العلاقات ضاربة في عمق التاريخ، فطالما وقفت السعودية مع البحرين فيما تتعرض له من تهديد من قبل الدول المعادية في المجتمع الدولي، ووقفت مملكة البحرين كحائط صد للدفاع عن المملكة العربية السعودية، فضلاً عن أن ما يربط السعودية والبحرين على المستويين الشعبي والأهلي، هو علاقة وثيقة ضاربة في الجذور، بيد أن السعودية قد فتحت أسواقها للمنتجات البحرينية عن طريق جسر الملك فهد الذي يعتبر رافدًا اقتصاديًا للبحرين.(7)
وعلى الجانب التاريخي، فإن الزيارات بين البلدين تقليد دبلوماسي قديم، فقد شهد عام ١٩٣٠ أول زيارة رسمية للمؤسس الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه – للبحرين، وفي عام ٢٠١٠ زار الملك عبدالله – رحمه الله – البحرين.
وما يؤكد متانة العلاقة هو استجابة المملكة العربية السعودية لنداء البحرين في عام ٢٠١١ عندما أرسلت قوات درع الجزيرة.
العلاقات الاقتصادية بين البلدين تمثل – أيضًا – نموذجًا جيدًا من نماذج التعاون.. فالمملكة هي الشريك التجاري الأول للبحرين؛ إذ تصدر لها الأطعمة والمنتجات المعدنية، وتستورد منها الحديد والصلب والألمونيوم، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام ٢٠١٧ حوالي ٢٧ مليار ريال.
لعل زيارة ولي العهد السعودي للمنامة، في جولة عربية هامة، تحمل دلالات عدة وتبعث برسائل على جميع الصُعُد والمستويات:
– الزيارة تعكس بوضوح حرص المملكة وولي عهدها على تعزيز دورها العربي واستكمال مشروع الإصلاح في الداخل والمواجهة في المنطقة .
-تمثل الزيارة تأصيلاً للعلاقات التاريخية بين البلدين والتواصل بين قيادتي وشعبي البلدين انطلاقًا من الثوابت والرؤى والمصير المشترك.
-التأكيد على مسألة الحرب على الإرهاب ومحاولة درء أي خطر يحيط بالمنطقة من خلال كون الزيارة تشمل دول التحالف العربي: الإمارات والبحرين ومصر.
– الترحيب الشعبي الهائل على وسائل التواصل، الذي قُوبلت به الجولة، شكّل صفعة في وجه حملات إعلامية تستهدف كل المنطقة.
– التأكيد على أن الدعم السعودي للبحرين هو نهج ثابت في كل المواقف والأحوال، وأن رخاء وازدهار البحرين هو من رخاء وازدهار السعودية.
– فتح أسواق وعلاقات جديدة للمملكة من خلال زيارة دول الشمال الإفريقي: الجزائر وموريتانيا.
– المملكة لن تتخلى عن مسؤوليتها العالمية ودورها كركيزة هامة لتحقيق الاستقرار لكل الدول والشعوب، ولن يُثنيها عن أداء هذا الدور مهاترات أو مؤامرات.
وحدة الرصد والمتابعة*
1- محمد بن سلمان يزور البحرين ثاني محطات جولته العربية، إرم نيوز.
2-ملك البحرين يستقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عند وصوله غدًا، اليوم السابع.
3-آل خليفة: زيارة ولي العهد السعودي للبحرين تجسيد عميق لخصوصية العلاقة بين البلدين، الخليج365 .
4-خصوصية تاريخية وأسرية في العلاقات البحرينية السعودية، الأيام.
5- جلالة الملك المفدى في مقدمة مستقبلي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لدى وصوله إلى المملكة، وكالة أنباء البحرين.
6- المرجع السابق.
7- المرجع السابق.
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر