سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
مع التقدم التكنولوجي وسيطرة الآلة على معطيات القرن الـ21، ظهر مصطلح “الاختراق الإلكتروني”. ويُعرف الاختراق في العالم التقني بأنه “قدرة الوصول إلى هدف تكنولوجي بطريقة غير مشروعة، عن طريق ثغرات في نظام الحماية الخاص بالهدف”؛ إذ يعمل من خلالها المخترق على التجسس، ومن ثَمَّ سرقة المعلومات ونشرها للعامة، ومن الممكن أن يعمد المخترِق إلى تعطيل النظام.
ولعل اللافت في الأمر، هو ازدياد تلك الهجمات الإلكترونية في الفترة الأخيرة، وهو ما نستدل عليه مما أكدته شركة (كاسبرسكي لاب) الروسية في تقريرها، إذ أكدت أنها استطاعت خلال الربع الثالث من عام 2016، صدَّ أكثر من مليون هجمة مالية خبيثة على المستخدمين، مشيرة إلى أن نسبة الهجمات ازدادت في الربع الأخير من عام 2016 بنسبة 15.6%؛ إذا ما تمت مقارنتها بالربع الثالث من العام ذاته، وما كشفته شركة ” اّي بي إم” أن متوسط الخسائر التي تتكبدها الشركة جراء عملية الاختراق الحالية ارتفع بنسبة 6.9% (1).
حوادث تاريخية
الاختراقات الإلكترونية ليست وليدة اللحظة.. فكثير من الوقائع التاريخية شاهدة على تطبيق البعض لذلك المصطلح. ومع كثرة المستخدمين لشبكة الإنترنت، صارت مسألة الحصول على بيانات هؤلاء المستخدمين تمثل فرصةً كبيرةً للمخترقين.
-في عام 2010 تمَّ إطلاق “فيروس ستكسنت” داخل محطات الطاقة النووية في إيران, وفي لحظات أصبح من الصعب التحكم في أنظمة التحكم داخل المفاعل. إذ قام هذا البرنامج بالسيطرة على أكثر من 5000 جهاز طرد مركزي, من أصل 8800 جهاز داخل المفاعل، وهو ما أدى إلى تدمير الآلاف من عينات اليورانيوم سرًا.(2)
اختراقات روسية
يبدو أنه وسط الحرب التكنولوجية الدائرة بين دول العالم الكبرى والمتعلقة بتوسيع النفوذ في العالم، وتصارع الولايات المتحدة الأميركية وروسيا على تصدر الهيمنة والظهور بمظهر القائد الأول لدول العالم، انتهجت الاستخبارات الروسية طرقًا إلكترونية عدة لمراقبة ما يحدث في دول أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ما جعلها تدخل قفص الاتهام في عدة دول غربية بشن عمليات قرصنة إلكترونية، ووصل الأمر لذروته عندما أعلنت وزارة العدل الأميركية عن توجيه اتهامات لـ7 أشخاص قالت إنهم أفراد من الاستخبارات العسكرية الروسية بالتورط في شن عمليات اختراق إلكتروني في إطار مؤامرة تخريبية شملت مختلف أنحاء العالم(5).
الاختراقات الروسية، فتحت النار عليها وأعادت للأذهان ملفات هامة رُجح أن موسكو كان لها يد بها، ومن أهم تلك الملفات: ما يتعلق بالاختراق الإلكتروني المنسوب لروسيا في عام 2016 بتهمة التدخل لدعم التصويت لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويتمثل الآخر في الاتهامات بالتلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016 عن طريق الاختراق الإلكتروني للعملية الانتخابية.
جهات دولية أخرى عانت – أيضًا – من الاختراقات الروسية، إذ قالت وكالة المخابرات السويسرية إن أنشطة التجسس الروسي تتزايد في البلاد، وذلك بعد ضبط عملاء روس يشتبه بأنهم حاولوا اختراق مواقع في سويسرا. وكذلك قالت وزيرة الدفاع الفرنسية “فلورنس بارلي” في 7 سبتمبر الماضي إن روسيا حاولت اعتراض الاتصالات التي يبثها قمر فرنسي إيطالي مشترك يستخدمه جيشا البلدين لتأمين الاتصالات(6).
حلول لمواجهة الاختراق الإلكتروني
من المؤشرات السابقة يبدو أن الاختراق الإلكتروني قد أصبح آفة العصر وأداة طيعة في يد جهات عدة للوقوف في وجه منافسيه وهو ما فعلته روسيا أخيرًا. لذا، فإنه يجب البحث عن حلول عدة لمواجهته أو محاولة تقليل أخطاره المحتملة في الفترة القادمة.
إضافة إلى فكرة هامة تعتمد على ما يسمى بـ”جغرافيا الأرض” أثارها الباحث السعودي، الدكتور زياد السلوم، وهي تتعامل مع منتج يتيح للمستخدم الحصول على كلمة مرور، تعتمد على جغرافيا الأرض، ضاربًا في ذلك مثلاً بأن يكون منزلك أو موقع عملك أو أي مكان آخر، حتى لو كان معلمًا سياحيًا، كلمتك الخاصة للوصول لحساباتك، مبينًا أن لكل مكان رمزًا خاصًا به يحصل عليه الشخص عند التسجيل بالخدمة.(8)
بعد الحديث السابق، نتوقع أن تحتل التكنولوجيا جانبًا هامًا من صراعات الأيام القادمة بين دول العالم، وخاصة بعد الاختراقات الروسية للعديد من الدول، واستخدام روسيا للأداة التكنولوجية لإكسابها ميزة تنافسية.
وحدة الدراسات الاجتماعية
المراجع
1- اي بي إم: متوسط خسائر الشركة من حوادث الاختراق في المنطقة يبلغ 4.94 مليون دولار،البوابة العربية للأخبار التقنية
2- أعظم عمليات الاختراق والقرصنة الإلكترونية حتى الآن، عرب فيد.
3- أكبر حوادث الاختراق حجمًا وتأثيرًا في الألفية الجديدة على الإطلاق، أراجيك.
4- أشهر 10 عمليات قرصنة حول العالم في السنوات الأخيرة، رصيف.22
5- موسكو في قفص الاتهام.. هل تقف روسيا وراء الهجمات الإلكترونية على الغرب؟ صوت الأمة.
6- التجسس.. أداة روسية لاختراق الدول الأوروبية، الحرة.
7-المرجع السابق.
8- وداعًا للهكر.. تقنية جديدة تمنع الاختراقات الإلكترونية، الأسواق العربية.
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر