سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
فنّد الزخم الذي بدا عليه مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السعودي الذي اكتسب لقب «دافوس الصحراء»، كل المخاوف التي أثيرت خلال الأيام الماضيةحول إمكانية تأثر الحدث الضخم محليًا ودوليًا بأية تطورات سياسية، ما يشير إلى أنّ رأس المال ينقل الواقع إلى الضفة الأخرى من الزخم السياسي أو تداعيات محتملة لقضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ويمكن عدُّ المشهد والنتائج الأولية للمؤتمر الاستثماري الضخم، طاردًا للضغوط التي مورست على المملكة العربية السعودية خلال الأيام الماضية، باعتبار تأثر المؤتمر بالتداعيات السياسية، فإنّ ثمة رسائل عديدة جاءت من بين سطور الحدث الذي يشارك فيه أكثر من 4 آلاف ممثل اقتصادي ومصرفي وتجاري وأكثر من 100 متحدث يمثلون أكثر من 140 مؤسسة مختلفة، عبر 40 جلسة وورشةعمل،إضافة إلى منتديات جانبية. (1)
تحوّل اقتصادي
المؤتمر الذي يحمل ثلاث رؤى مستقبلية ومشروعات ضخمة، دفع بـ90 بلدًا إلى إيفاد ممثلين عنها لاستكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة في المملكة، وهو ما يجعل المؤتمر مناسبة لبناء شبكة من المؤثرين الدوليين اقتصاديًا وتجاريًا، وهو ما يعطيهم الفرصة لتسليط الضوء على القطاعات الناشئة لوضع إطار جديد لمستقبل الاقتصاد العالمي.
إزاء ما سبق يمكن القول إنّ المؤتمر بمثابة نقطة تحوّل رئيسية في الاقتصاد العالمي، لأسباب عدة،من بينها:-
1-اجتماع كل المؤثرين في المشهد الاقتصادي العالمي في منصة واحدة لمناقشة مستقبل النمو العالمي وفرصه والمآلات والحوافز، فضلاً عن التحديات المصاحبة لذلك. (2)
2-ماهية المحاور المطروحة للنقاش تشير إلى أن المؤتمر يضع تصورًا لبناء جديد للاقتصاد العالمي، خاصة أنّ الحدث الضخم يلقي الضوء على دور الاستثمار في تحفيز فرص النمو.
3-يبحث المشاركون في المؤتمر عن أطر اقتصادية جديدة تُغاير البرامج والمناهج الاقتصادية التقليدية، على رأسها القطاعات الناشئة وتعزيز الابتكار والاقتصاد الرقمي والتكنولوجي. (3)
4-تطرُّق المؤتمر إلى آليات مواجهة التحدّيات العالمية يشير إلى أنّ إطارًا جديدًا للاقتصاد العالمي سينطلق هذه المرة من الرياض، عندما يتحدث ممثلون عن كبرى المؤسسات الدولية سواء التجارية أو الصناعية والمصرفية وقطاعات التمويل والتأمين عن تلك التحديات وكيفية مواجهتها مستقبلاً.
5-محاولة السعودية وهي أحد أكبر الدول النفطية البحث عن روافد أخرى للاقتصاد، يضع تحديات أخرى أمام الدول الاستهلاكية، بالإضافة إلى تقديم الدول الاقتصادية الكبرى مبادراتجديدة وعقوداًبمليارات الدولارات للمشاركة في التحول الذي ترغب فيه السعودية لتنويع اقتصادها المرتهن على النفط.
6-اهتم المؤتمر بالتحول الرقمي في الاقتصاد، خاصةمع تركيزه على «الاستثمار فى التحول، والتقنية كمصدر للفرص، وتطوير القدرات البشرية»، وهو ما يشير إلى أن الرؤية التي طرحها المؤتمر يمكن وصفها بـ«المجددة للأنشطة الاقتصادية» عالميًا. (4)
شجاعة الاستثمار وغياب السياسة
النتائج الأولية لانطلاقة المؤتمر تشير إلى أن الاقتصاد والاستثمار يغردان دائمًا في منأى عن التداعيات السياسية أو التحولات التي تشهدها المنطقة، وذلك لمقدمات عدة من بينها:-
1-باتت المملكة العربية السعودية وجهة تجارية مربحة، خاصةمع التحولات الاقتصادية والاستثمارية التي تشهدها خلال الفترة الأخيرة،وهو ما يدلل عليه زيادة التراخيص الممنوحة للمستمثرين في المملكة بنسبة 90% مؤخرًا. (5)
2-توقيع السعودية اتفاقيات بمليارات الدولارات خلال الفترة الأخيرة لتجعل من نفسها مركزًا إستراتيجيًا أمام حركة التجارة والاستثمار الدولية.
3-كثير من الشركات الغربية فضلت عدم المخاطرة بالتخلي عن أكبر اقتصاد في العالم العربي، وهو ما دفع العديد منها لإرسال مسؤولين تنفيذيين لتمثيلها في المؤتمر. (6)
4-الموارد المالية للسعودية حاليًا مدعومة بالارتفاع الأخير في أسعار النفط، والذي تجاوز 80 دولارا للبرميل، وهو ما رفع الرغبة للتوجه نحو السوق السعودية، بالإضافة إلى قدرة المملكة على إدارة اقتصادها ذاتيًا وتقليل الحاجة للحصول على تمويل خارجي. (7)
5-ثقة المجتمع الاقتصادي الدولي في منهج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يتبع سياسة حازمة في الملفات الرئيسية في المملكة، وهو ما يعطي ضمانة أكثر للاستثمار الأجنبي في السعودية. (8)
6- الضغوط التي تعرضت لها السعودية خلال الأيام الماضية لم تؤثر على رغبة الشركات الكبرى في الاقتراب إلىالمملكة لكونهاواجهة تجارية واستثمارية مربحة بالنسبة لها.
7-الظاهرة البارزة في اليوم الأول للمؤتمر تتمثل في غياب الحديث عن السياسة مقارنة بالمساحة الشاسعة التي أتيحت للنقاشات الاقتصادية والتجارية، بالإضافة إلى حضور مقتضب لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي أتاح الحديث للمشاركين الاقتصاديين واقتصر حضوره على تفقد أعمال التجمع الاقتصادي. (9)
نتائج كبيرة
بجانب ما سبق فإن الزخم الذي ظهر عليه المؤتمر في جلساته الأولى والحضور الطاغي للممثلين الدوليين، أسفر عن نتائج أولية عدةبعضها استثماري والبعض الآخر على مستوى التخطيط الإستراتيجي، من بينها:-
1-حقق المؤتمر في ساعاته الأولى ما وصف بـ«النتائج المذهلة» على المستويات كافة، خاصة التي جاءت مصاحبة لتصريحات ممثلين دوليين أشادوا بالسوق السعودية بكونهاسوقًا واعدة للمستثمرين كافة.
2- توقيع 25 اتفاقية بقيمة 50 مليار دولار في مختلف القطاعات الاستثمارية، في الساعات الأولى من المؤتمر. (10)
3-استثمرت المملكة العربية السعودية الحضور المكثف للشركاء الدوليين، وطرحت أمام الأجانب الاستثمار في الخدمات الصوتية والمرئية والنقل البري، في واحدة من الخطوات التي تعمل على إحداث نقلة نوعية في تلك القطاعات. (11)
4- حصدت السوق السعودية أولى نتائج المؤتمر بالإعلان عن قرب تسجيل ما يقرب من ضعف عدد المؤسسات الأجنبية المسجلة، حين أعلنت رئيسة السوق أنّنحو 320 مؤسسة أجنبية مسجلة كمستثمرين أجانب مؤهلين في سوق الأسهم السعودية، ومن المتوقع تسجيل 200 أخرى. (12)
5-واحدة من النتائج التي شملتها الساعات الأولى للمؤتمر تمثلت في الإعلان أنّ السعودية قد تستثمر حوالي 5 مليارات دولار في مشروع الغاز الطبيعي المسال 2 بالقطب الشمالي، وهو المشروع الذي يمثل نقلة نوعية للشركاء الدوليين قبل المملكة العربية السعودية في قطاع الطاقة. (13)
6-بدأت المملكة خطة تحويل 50% من أصول الصندوق السيادي لـ”أصول عالمية” بحلول 2030، وهو الهدف الذي جرى متابعته خلال لقاء جمع الأمير محمد بن سلمان وعدد رؤساء الصناديق السيادية والشركات الصناعية والتقنية من روسيا والصين وفرنسا واليابان وإيطاليا وجنوب إفريقيا وتركيا، على هامش المؤتمر، حيث جرى طرح عدة مبادرات بمختلف المجالات الاستثمارية. (14)
اهتمام وإشادة
كما حظي المؤتمر باهتمام إقليمي ودولي عالي المستوى، على المستويات الاقتصادية كافة بوصفه واحدًا من أهم الأحداث التي تؤثر بشكل كامل في المنطقة، وهو ما تزامن مع إشادة مماثلة من المتحدثين الرئيسين في المؤتمر بالاقتصاد السعودي والتحول الذي شهده خلال الفترة الأخيرة.
الاهتمام الدولي بدا واضحًا من التغطيات الإعلامية لوكالات الأنباء العالمية، وعلى رأسها الأمريكية، فضلا عن الصحافة الإقليمية، والتي أتاحت مساحة واسعة للمؤتمر وحجم الزخم المصاحب وتصريحات الممثلين الدوليين، والاتفاقات الموقعة على هامشه، بالإضافة إلى الأفكار التي جرى تداولها. (15)
الإشادة الدولية تزامنت مع تصريحات ممثلين مؤثرين في الاقتصاد العالمي، من بينها تلك التي جاءت على لسان المدير التنفيذي لصندوقا لاستثمار المباشر الروسي، والذي قال إنّ خطة تحويل الاقتصاد السعودي مهمة للعالم، في إشارة واضحة لحجم الثقل الذي يتمتع به الاقتصاد السعودي وتأثيره على مجمل اقتصادات المنطقة أولاً ثم الاقتصاد العالمي لاحقًا. (16)
النتائج
1-مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السعودي شهد زخمًا كبيرًا في يومه الأول بالنظر إلى النتائج الاستثمارية والتجارية التي كللتها المناقشات.
2-المؤتمر الذي يحمل ثلاث رؤى مستقبلية ومشروعات ضخمة، دفع بـ90 بلدًا إلى إيفاد ممثلين عنهالاستكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة في المملكة.
3-المؤتمر بمثابة نقطة تحوّل رئيسية في الاقتصاد العالمي بالنظر إلى اجتماع كل المؤثرين في المشهد الاقتصادي العالمي
4-تطرق المشاركون في المؤتمر إلى أطر اقتصادية جديدة تُغاير البرامج والمناهج الاقتصادية التقليدية.
5-النتائج الأولية لانطلاقة المؤتمر تشير إلى أن الاقتصاد والاستثمار يغرداندائمًا في منأى عن التداعيات السياسية أو التحولات التي تشهدها المنطقة.
6-كثير من الشركات الغربية فضلت عدم المخاطرة بالتخلي عن أكبر اقتصاد في العالم العربي.
7-شهد اليوم الأول توقيع 25 اتفاقية بقيمة 50 مليار دولار في مختلف القطاعات الاستثمارية.
8-حظي المؤتمر باهتمام إقليمي ودولي عالي المستوى، على المستويات الاقتصادية كافةبوصفه واحدًا من أهم الأحداث التي تؤثر بشكل كامل في المنطقة.
وحدة الدراسات الاقتصادية*
المراجع:-
1-الرياض: أكثر من 100 متحدّث و140 مؤسسة في «مستقبل الاستثمار».. الشرق الأوسط..
2-ولي العهد السعودي “راض” عن مؤتمر الاستثمار.. سكاي نيوز
3-السعودية تفتتح مؤتمر الاستثمار بالرياض في خضم تداعيات قضية خاشقجي.. فرانس 24.
4- الاستثمار في التحول والتقنية .. مصدر الفرص (الاقتصادية)
5- 90 % زيادة في أعداد التراخيص.. عكاظ
6- السعودية تحاول إنقاذ مؤتمر “مستقبل الاستثمار”.. سي إن إن https://cnn.it/2SdniTd
7- كيف ستنعكس أسعار النفط المرتفعة على موازنات دول الخليج؟.. سي إن إن https://cnn.it/2ScLEwE
8- محمد بن سلمان سياسة حازمة وراء نهج الإصلاح والانفتاح.. النهار
9- ولي العهد السعودي يغادر مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار.. رويترز
10-الفالح يوقع صفقات بـ50 مليار دولار في النفط والغاز والبنية التحتية.. المواطن
11-مجلس الوزراء يعد لقائمة أنواع النشاط المستثنمن الاستثمار الأجنبي.. الاقتصادية https://bit.ly/2yWPBfY
12-السعودية تسمح للأجانب بالاستثمار في الخدمات الصوتية والمرئية والنقل البري.. إرم نيوزhttps://bit.ly/2CYRY6D
13-مسؤولر وسي: السعودية تخطط للاستثمار في مشروع غاز مسال بالقطب الشمالي.. إرم نيوز https://bit.ly/2D143Ia
14-ولي العهد يلتقي رؤساء الصناديق السيادية والشركات الصناعية والتقنية حول العالم.. سبق https://bit.ly/2Jdg51n
15- السعودية تطمئن السوق بشأن معروض النفط وتقول إنها ستلبي الطلب. رويترز https://bit.ly/2ShNdtg
16- مدير صندوق الاستثمار الروسي: خطة تحويل الاقتصاد السعودي مهمة للعالم.. إرم نيوز https://bit.ly/2AozauI
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر