سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
ماجدة السويح
مقيم يفطر مع سعودية، وفتاة تتعرى أمام الكاميرا .. وغيرها العديد من الهاشتاقات والتغريدات الصفراء التي سيطرت، مؤخرًا، ووصلت للعالمية عبر الترند، والصحف الغربية التي سارعت بالنشر، والتعليق على الحوادث الشاذة، التي تعكس وتعمّق من الصورة النمطية عن المجتمع السعودي.
“تويتر” اليوم أصبح المنصة الأكثر ضجيجًا في العالم، والمكان الأكثر استخدامًا لفهم الخطاب العام، والاهتمامات المجتمعية لأي مجتمع. فسوق الأفكار الذي يعج بالحيوية والتجدد، ما زال يواصل تميزه بالقدرة على الإشباع السريع، والتغذية الفورية في تتبع الأخبار واستهلاك المعلومات، حتى ولو كانت غير حقيقية، أو لا تعكس الواقع الفعلي.
يا للأسف أن يشترك المثقف، والمتعلم، والواعي في عملية تدوير المحتوى المسيء والشاذ وتسويقه، أو المشاركة فيه، بهدف الإصلاح أو استنكار حالات فردية لا تعكس ولا تمثّل الموظفات السعوديات، على سبيل المثال، ليتلقفها أصحاب الهوى والمصالح لتصفية صراعات حزبية، أو يستثمرها أعداؤنا في الخارج، لتصدير مزيد من الصور المشوهة عن المجتمع السعودي، الذي يعاني حقيقة من أمية البعض، أو محدودية تفكيره في نشر حوادث فردية لا تمثل المجتمع.
والسؤال الهام – الآن – بعد متابعة “العواصف التويترية”: هل تغير رأيك بناء على التغريدات التي تقرأها؟
وجد باحثون أن الرأي العام ينمو ويتطور بسرعة، ويتحول إلى قوى مسيطرة عبر مجموعات تملك التأثير أو كثرة الأتباع، وكيفية تحريك الأتباع، ليتصدر رأي على حساب رأي آخر، قد يكون أكثر صحة وفعالية من الرأي العام المتصدر، الذي لا يعكس الواقع ويعتمد على التضليل وتزوير الرأي.
البحث سلَّط الضوء على كيفية عمل “تويتر” بتشكيل الرأي العام من خلال استخدام المنهج التجريبي، حيث عمد مجموعة من الباحثينفي الصين إلى جمع ما يقارب من 6 ملايين تغريدة على مدى ستة أشهر، وقاموا بتحليلها والتحقق من كيفية تطور الآراء على “تويتر” من خلال برامج خاصة. وقد كشفت الدراسة عن نتائج لم تكن متوقعة، فالجمهور أكثر استعدادًا لمشاركة تغريدة بدلاً من قراءتها؛ وهذا يوضح لنا طبيعة النموذج الاستهلاكي الجديد للمعلومات، فالناس تميل إلى الملخص أو موجز الملخص، دون بذل جهد في القراءة والتمحيص، والتعمق فيما كتب، يساعدهم في ذلك طبيعة الوسيط الذي يعتمد على الإيجاز والاختصار، وميل الناس إلى إغلاق أفكارهم بسرعة. وهذا ربَّما يفسر سبب استقرار الرأي العام بسرعة على “تويتر”، بحسب رأي المعدِّينللدراسة، فبمجرد أن يستقر الرأي العام يصعب تغييره.
وسم الفتاة السعودية والمقيم بعد نشر الفيديو المسيء، ارتكبوا مخالفة دينية واجتماعية،الناشر الذي نشر الفيديو بقصد التبليغ وإثارة الرأي العام، أخطأ في نشر وتصدر الفضاء الإلكتروني، فالأولى التبليغ دون النشر. وتداول المقطع وإنشاء وسم، الهدف منه الإثارة أو الشهرة، وفي أحيان أخرى تسويق الجانب المثير دون التفكير بالتبعات المستقبلية، أو تأثير تداول مثل هذه الحوادث الشاذة على مجتمعنا.
انتشار هذه الوسوم وتداول أخبارها في الصحافة الغربية والصحف الكبرى، تُرى لمصلحة من؟! لذا، فكِّر دائمًا من المستفيد لتقرر بعد أن تسأل نفسك: لمصلحة من تريد المشاركة؟ ولماذا؟ وفي نفس الوقت، فكِّر في التبعات القانونية للمخالفات التي قد ترتكبها كالتشهير مثلاً، وقد تكلفك كثيرًا
العواصف التويترية، فدعها تمر بسلام دون مشاركة سلبية تساعد فيها جاهلاً ومشهرًا دون تفكير بالعواقب، أو عدوًا خارجيًا يقتات على “التغريدات الصفراء” لينفذ أجندته السياسية أو الثقافية في تشويه المجتمع السعودي، ويربطها بالمستقبل وبالخطط التطويرية، حقدًا وحسدًا على التقدم والأمان الذي ينعم به الشعب السعودي.
أكاديمية وكاتبة سعودية*
@AlsewaiahMajedh
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر