سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
فيصل إبراهيم الشمري
يمكن القول إن جماعة الإخوان في شمال أميركا استطاعت سرقة الحراك لمسلمي أميركا من خلال منظماتها: مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (CAIR)، والمجتمع الإسلامي لأميركا الشمالية (ISNA)، والدائرة الإسلامية لأميركا الشمالية (ICNA)، إذ تعتبر هذه المنظمات نفسها الممثل الشرعي الوحيد للمسلمين، إذ إن أعضاء الجماعة في المهجر لا يستطيعون العمل بشكل علني في البلدان التي هاجروا إليها تحت اسم الجماعة، فيكمن الحل في تبني مسمى (كير – إسنا) وغيرهما لخداع ٩٩٪ من جمهور مسلمي أميركا.
اللوائح الداخلية لهذه المنظمات تضمن سيطرة الإخوان عليها بتسجيل أعضاء مجلس الإدارة وأقربائهم كأعضاء كاملين؛ مما يعطيهم الأغلبية الدائمة في التصويتات الداخلية؛ لخدمة أجندة التنظيم العالمي الأم في الشرق الأوسط. وسعى الإخوان، منذ تأسيس الجماعة، للوجود في أميركا بعد الحرب العالمية الثانية، وبالأخص سنة ١٩٤٨م، ونشرت جريدة الإخوان في مصر خبرًا بشأن الاحتفال بالعيد السنوي الأول للأخوات المسلمات في مدينة نيويورك.
وفي السبعينيات تمَّ تأسيس الدائرة الإسلامية لأميركا الشمالية (ICNA) التي تعتبر فرع الجماعة بأميركا بعد قدوم المئات من شباب المسلمين إلى الولايات المتحدة للدراسة، وخصوصًا في جامعات غربية كبيرة في الينويس، وإنديانا، وميتشيجان، فأسست رابطة شباب المسلمين في 1963، ومع مرور الوقت سيطرت (إسنا) على أكثر من ٦٠% من دور عبادة المسلمين في أميركا وكندا، وأصبحت قوة توجه الجمهور المسلم في أميركا، وكونت علاقة قوية مع الحزب الديمقراطي والتيار اليساري الأميركي لتوجيه الصوت المسلم والعربي لصالح مرشحي الحزب الديمقراطي. الجيل الأول من إخوان أميركا، وهم كل من ينتمي لجماعة الإخوان في بلده، أو من المتدينين الذين كانت لهم أنشطة دينية، لم يكن لهم تمثيل في أميركا في المرحلة الأولى، وهي مرحلة التجميع والحراك المدني، ودخل في هذه المرحلة الكثير من المتطوعين من غير الإخوان لخدمة مسلمي أميركا. وكانت هذه، هي مرحلة غرس بذرة الإخوان في أميركا. بعد ذلك تأتي المرحلة الثانية وتشمل الحراك التنظيمي، حيث تمَّ عمل مجموعات على مستوى دول في إطار تنظيمي تنسيقي يسمى بـ”مجلس التنسيق”، الذي أولى اهتمامه بالتنسيق بين جهود فروع الإخوان في الدول والتحقق من مدى فاعليتها والخروج بتوصيات، لكنها غير ملزمة. بدأ الإطار التنظيمي لهذه الجماعة الناشئة على الأراضي الأميركية تحت شعار “الجماعة الثقافية”، وليس “الإخوان المسلمين”. وتفرع من ذلك جل المنظمات الكبيرة أمثال: (كير) و(إسنا) للتأثير على مسلمي أميركا، واستخدامهم للتقرب من القيادات الحزبية الأميركية، مثل: الحزب الديمقراطي، وتوجيه الشارع المسلم الأميركي، والتفرد بقيادة المجتمع المسلم الأميركي لاستخدام ثقل مسلمي أميركا، سياسيًا واجتماعيًا، فيما يخدم التنظيم الأم في الشرق الأوسط. الجيل الثاني من الإخوان في أميركا، وهم الأبناء والأحفاد، هؤلاء أصبحوا أميركيين، عاشوا وتعلموا وعملوا في أعرق الجامعات الأميركية، ومؤسسات المجتمع المدني الأميركي الحقوقية، وحتى الحكومة الفدرالية الأميركية، مثل وزارة الخارجية، وحتى في بعض الولايات، مثل: شيكاجو ومينيسوتا وميتشيجان، هؤلاء أصبحوا جزءًا من التركيبة الاجتماعية الأميركية؛ لهذا يتجنب صناع القرار في أميركا إدراج الإخوان كجماعة إرهابية. “ستيفن شوارتز” المختص بشؤون الإسلام، يعتبر “إسنا” أنها واحدة من “القنوات الرئيسية التي يمر عبرها الإسلام المتطرف للولايات المتحدة”. في عهد إدارة أوباما تمَّ استقطاب العديد من الجيل الثاني والثالث للعمل في إدارته.
الإخوان في أميركا لا يعني أنهم – بالضرورة – جزء من هيكل قيادة مركزية منسقة، لكن القصة تكمن في الهدف، وهو خدمة الجماعة في السيطرة على دول الشرق الأوسط المختلفة في أميركا. وهذه تشمل تقريبًا جميع الكيانات الرئيسية التي تمثل المسلمين في السياسة الأميركية المعاصرة؛ أمثال: المجتمع الإسلامي في أميركا الشمالية (إسنا)، ورابطة الطلاب المسلمين (MSA)، ومجلس الشؤون العامة الإسلامية (MPAC)، و(الجمعية الأميركية المسلمة ماس)، و(كير).
الصعوبات التي تواجه مسلمي أميركا في مواجهة الإخوان كبيرة جدًا؛ لأن الإخوان بأميركا في حالة قوة، مسيطرين على أكبر جمعيات المسلمين، ومقربين من الحزب الديمقراطي، حتى الرئيس ترمب لم يضع الجماعة في قائمة الإرهاب لتغلغل الجماعة في المجتمع الأميركي، فقام بوضع كيانات وقيادات فقط.
كاتب ومحلل سياسي*
@Mr_Alshammeri
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر