سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
ألان فريمان
بعد فترة قصيرة من انتخابه رئيسًا لوزراء كندا في أواخر عام 2015 أعلن جوستين ترودو أن “كندا عادت”، وتعهد باستعادة الحضور الكندي على المسرح العالمي.
تأثر “ترودو” سياسيًا بسبب بعض الأخطاء البسيطة، مثل: قيامه بزيارة عائلية لجزيرة في الكاريبي، فضلاً عن رحلة قام بها للهند؛ لكن التحدي الأكبر الذي يواجهه “ترودو” يرجع إلى ما قبل انطلاق الانتخابات الأخيرة بعام واحد من قِبَل زعيم الحلف العسكري القديم في كندا وشريكهم الاقتصادي.
والآن يشعر الكنديون بالقلق من أن حكومتهم قد تمَّ تهميشها في المحادثات التجارية المصيرية، إذ ربَّما يضطر الكنديون للتراجع عن القضايا الاقتصادية المهمة بعد أن تجاوزهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وبعد عدة جولات من المحادثات المتوترة حول اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) تمَّ استبعاد كندا من المحادثات؛ مما دفع وزير الخارجية “كريستيا فريلاند” إلى الذهاب لأوروبا وواشنطن والمشاركة في أول محادثات تجارية ثلاثية مع الولايات المتحدة والمكسيك خلال خمسة أسابيع.
وفي أحد استطلاعات الرأي التي أجريت في كندا، يقول أحد المستجوبين “حتى هذا الأسبوع كان لدى الكنديين ظن بأن لهم مكانة خاصة لدى أميركا، أمَّا بالنسبة لترمب فإن كندا والولايات المتحدة ليست لديهما علاقات ودية قوية، فالتاريخ المشترك لا يرتبط بهذا الموضوع”.
فالكنديون على دراية تامة بالعلاقات الاقتصادية غير المتكافئة التي تربطهم بواشنطن. وبصفة عامة، فإن عدد سكانها يقدر بعشرة أضعاف سكان كندا، فالولايات المتحدة أكثر أهمية بالنسبة لكندا، مقارنة بأهمية الأخيرة بالنسبة للأميركان.
ومع ذلك، فالكنديون فخورون، بل حتى إنهم قوميون في بعض الأحيان، حيث يميلون للتفاخر بخطابهم العام المرن والأكثر اعتدالاً، فضلاً عن نظام الرعاية الصحية، ومعدلات الجريمة المنخفضة وقوانينهم الصارمة المتعلقة بالبنادق، وما إن أصبح “ترودو” رئيسًا للوزراء، كان العديد من الكنديين محل اهتمام دولي.
لقد شعر الكنديون بالقلق بعد انتخاب ترمب، فمن خلال استطلاع أجرته مؤسسة إنفيرونيكس Environics Instituteهذا العام حول “أي البلاد تعتبر قوة إيجابية في عالم اليوم؟”، فإن 11% فقط من الكنديين الذين شملهم الاستطلاع قالوا الولايات المتحدة كأكبر قوة إيجابية في العالم، مقابل 15% كان لهم نفس الاختيار عام 2008.
أعقب ذلك اشتباك بين “ترودو” وترمب بعد قمة مجموعة السبعة الكبار في “كيبيك” في يونيو الماضي، حيث انتقد رئيس الوزراء الكندي التعريفات الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة على الألومنيوم والصلب الكندي؛ فخلال مؤتمر صحفي قال ترودو “أيها الكنديون، نحن مهذبون، نحن عقلانيون، لكننا لن ندفع”. وهو ما ردَّ عليه ترمب بإهانة واصفًا إياه بأنه “غير صادق” و”ضعيف”، فقد تمَّ استبعاد كندا من محادثات “اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية” بعد ذلك. لكن الكنديين احتشدوا حول رئيس وزرائهم متعهدين بمقاطعة المنتجات المصنوعة في الولايات المتحدة وعدم قضاء إجازاتهم فيها.
وقد أظهر استطلاع أجرته مؤسسة “نانوس” للأبحاث أن 71% من الكنديين الذين شملهم الاستطلاع وافقوا على أسلوب “ترودو” في التعامل مع الملف التجاري. لكن بالنسبة لمعارضي “ترودو”، فإن التحولات الأخيرة في المفاوضات دليل على ادعاءاتهم بأنه لا يمتلك المؤهلات الكافية لأن يصبح رئيسًا لوزراء كندا؛ وهو ما يؤكده “إيرين أو توول” عضو حزب المحافظين المعارض بقوله “هذا دليل على أن حكومة ترودو كانت تنهار على مدى العام الماضي”.
فالتحول الأخير في المحادثات يجعل سيناريو “عدم التوصل لاتفاق” أمرًا خطيرًا على كندا، خاصة إذا مضى ترمب قدمًا في تهديده بفرض رسوم جمركية على صادرات كندا الكبيرة من السيارات وأجزاء السيارات إلى الولايات المتحدة.
وهو ما يعني أن “ترودو” ربَّما يضطر إلى التنازل عن قضايا، مثل: حماية قطاع منتجات الألبان في كندا، وعملية تسوية النزاع في الفصل الـ19 ما لم تقرر الولايات المتحدة والمكسيك في الأيام القليلة القادمة، أن التوصل إلى اتفاقية مع كندا أمر ضروري، مما يمنح الكنديين المزيد من النفوذ مقارنة بوضعهم الحالي.
وردًا على سؤال للتعليق حول محادثات (نافتا)، قال ترودو: “إن كندا متفائلة بالتقدم الذي يحدث فيما يتم إنجازه في المحادثات بين الولايات المتحدة والمكسيك، ولا سيَّما فيما يتصل بالسيارات”. ويقول ترودو في المؤتمر الصحفي “سنشترك بطريقة إيجابية وبناءة كما كنا دائمًا، ونتطلع إلى توقيع صفقة في نهاية المطاف ما دامت مفيدة للكنديين”.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: washingtonpost
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر