سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
أربع سنوات تفصل بين قطر وتنظيم مسابقة كأس العالم لكرة القدم – المسابقة الأشهر في اللعبة الجماعية حول العالم – وسط اتهامات بالفساد في اختيار الدوحة مستضيفًا للبطولة، حيث أبرزت وسائل إعلام غربية خلال تغطيتها، تلك المخالفات، وأفردت لها مساحات واسعة من الأخبار والمقالات، بينها ما يطالب بتنحي قطر عن البطولة، والنظر في بدائل أخرى.
وعلى مدار أكثر من 3 سنوات كان “فساد” الملف القطري، هو الأبرز في المجال الرياضي، منذ بداية منافسة قطر على الحصول على حق تنظيم البطولة، التي شابها الحديث عن مخالفات قامت بها قطر، من أجل الحصول على الملف، لكن قطر كانت تنكر هذا، وكذلك اللجنة المنظمة لكأس العالم التي ادّعت أن الفوز في الانتخابات كان عادلاً.
“قطر .. مونديال الإرهاب”
وعلى الرغم من ظهور اتجاه لدى الإعلام الغربي من “التشكيك” في نزاهة فوز الملف القطري بتنظيم كأس العالم 2022، فإن حدة التعامل مع الأمر بدا في مقال نشر في صحيفة “ديلي تيليغراف” الثلاثاء نهاية يوليو الماضي، للكاتب “كون كولين”، تحت عنوان (قطر تموّل الإرهابيين وربَّما تكون قد سرقت كأس العالم – فلماذا إذن يمكن أن تكون تيريزا صديقة لها؟).
وقال “كولين”، في مقاله، إن قطر وجدت نفسها تواجه المزيد من الادعاءات عن مخالفات تتعلق بقرار الفيفا – المثير للجدل – بمنح الدوحة المباريات في مواجهة معارضة شديدة من الولايات المتحدة وأستراليا.
وأشار الكاتب إلى تورط الدوحة، فيما أسماه تقويض عروض المنافسين لاستضافة كأس العالم عبر عمليات سوداء، لكنه أكد أن أحد الاعتراضات الرئيسية على استضافة قطر لكأس العالم، هي علاقة القطريين الموثقة بالجماعات الإرهابية، مثل تنظيم “القاعدة.”
إضافة إلى علاقة قطر بالإرهابيين، قال الكاتب إن سمعة قطر قد أنتجت مواد مضحكة، كتلك التي تقول إن “داعش سيواجه القاعدة في مونديال 2022” بقطر.
وتعجب “كولين”، من العلاقة التي تربط بين رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي، وأمير قطر تميم بن حمد – الذي تربطه أيضًا علاقات بجماعات إرهابية – تشتبه السلطات البريطانية في مسؤوليتها عن تفجير مانشستر الدامي، الذي أودى بحياة 14 شخصًا العام الماضي.(1)
“قد يأتي العقاب”
أمَّا هيئة الإذاعة البريطانية، فنقلت مطالبات مجلس العموم البريطاني بإجراء تحقيق مستقل فيما وصفته بـ”مزاعم” مخالفات قطر للقوانين في حملة تنظيم كأس العالم 2022.
ونقلت “بي بي سي”، تصريحًا لرئيس لجنة الثقافة والرياضة في مجلس العموم البريطاني، يطالب فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بإجراء تحقيق مستقل في “المزاعم الخطيرة”، وأنه في حال أظهر التحقيق مخالفات قطر “فلا بدَّ من معاقبتها”.
كما نشرت “بي بي سي” تحليلاً لمحررها الرياضي دان راون، قال فيه إن الإدارة الجديدة للاتحاد الدولي لـ”الفيفا” ربَّما لا يكون لديها خيار آخر سوى إجراء تحقيق جديد في فوز قطر بملف تنظيم كأس العالم 2022، خاصة في ظل ضخ عشرات المليارات من الجنيهات مع انتظار المسابقة.(2)
“دور مخابراتي”
أمَّا صحيفة “الإندبندنت”، فقد تحدثت بشكل مباشر عن دور المخابرات المركزية في فوز قطر بتنظيم كأس العالم، وقالت الصحيفة إنه إلى جانب الاتهامات الموجهة للفريق القطري، فإنه استخدم عملاء سابقين في وكالة المخابرات المركزية ووكالة للعلاقات العامة، لنشر دعاية “مزيفة” عن الولايات المتحدة وأستراليا – وهما المنافسان الرئيسيان لهما – وفقًا لوثائق سربت إلى صحيفة “صنداي تايمز”.
لم تكتفِ قطر – وفقًا للاتهامات الموجهة لها – بتحمل إنفاق ما يقرب من 9000 دولار (900.9 جنيه إسترليني) من أجل كتابة تقرير عن التكلفة الاقتصادية لكأس العالم في الولايات المتحدة الأميركية، وتجنيد صحفيين ومدونين لتعزيز قصص سلبية في وسائل الإعلام الأميركية والأسترالية والدولية، ودعم وتنظيم احتجاجات شعبية في أستراليا، لكنها – أيضًا – جندت مجموعة من الأميركيين ليطلبوا من أعضاء الكونجرس معارضة كأس العالم على أساس أن الأموال ستنفق بشكل أفضل على رياضات المدرسة الثانوية، حسبما نقلت الصحيفة.(3)
“قطر عليها التخلي عن البطولة”
رأى “لورد تريزمان”، الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم البريطاني ورئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، أنه سيكون على قطر التخلي عن ملف كأس العالم 2022 حال تأكد مخالفتها لقواعد الفيفا.
وقال تريزمان، وفقًا لما نقلته “الإندبندنت”، إنه على الفيفا النظر إلى الأدلة بشكل كامل، بالإضافة إلى أنه لا ينبغي السماح لقطر بـ”التمسك بكأس العالم” إذا تبين أنها كسرت قواعد الـفيفا.
وقال للصحيفة: “أعتقد أنه لن يكون من الخطأ أن يعيد الفيفا النظر في إنجلترا في هذه الظروف … لدينا القدرات”.(3)
تصريحات تريزمان، جعلتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، مدخلاً لما هو بعد قطر، ومدى استعداد إنجلترا لتنظيم كأس العالم، سواء بدلاً من قطر – في حال ثبت تخليها – أو البطولة المقررة في 2030.
ففي الوقت الذي نقلت فيه مطالبة رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، للاتحاد الدولي، بمنح إنجلترا حق تنظيم مونديال 2022 حال تمَّ تجريد قطر، فإنها أبرزت – أيضًا – خطط المملكة المتحدة للفوز بتنظيم بطولة 2030.(4)
الصحيفة أشارت إلى إمكانية دخول إنجلترا في تحالف مع دول أخرى لتنظيم البطولة، قائلة إنه “قد يكون أي عرض من المملكة المتحدة في الواقع محاولة مشتركة باللغة الإنجليزية مع واحد أو اثنين أو ثلاثة من الدول الأم الأخرى، كما أن كل من رئيس الوزراء تيريزا ماي، وحزب العمل المعارض، أعطوا دعمهم لهذه الفكرة في الشهر الماضي”.
وتطرقت الصحيفة إلى إمكانية مشاركة الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في عرض مشترك مع أي مجموعة من إيرلندا الشمالية وإسكتلندا وويلز، لكنه اعترف رسميًا الآن أنه يدرس الخيارات.
ومع انطلاق بطولة 2026 في أميركا الشمالية، يبدو أن معركة 2030 ستكون بين محاولات شمال إفريقيا بقيادة المغرب، وهي محاولة مشتركة من الأرجنتين وباراجواي وأوروجواي وكل من يخرج من أوروبا، وفقًا لما ذكرته الـ”ديلي ميل”.(5)
“تفاصيل العمليات السوداء المتهمة بها قطر”
كانت صحيفة “صنداي تايمز” بداية الفتيل الذي أشعل ملف “الفساد القطري في الفيفا”، بعدما نشرت وثائق وصفتها بـ”السرية”، قالت إنها حصلت عليها، وتكشف تفاصيل العمليات “القذرة” التي قامت بها قطر للحصول عل مونديال 2022.
وقالت الصحيفة، إن الفريق المثير للجدل في بطولة كأس العالم في قطر، كسر قواعد الفيفا عن طريق إدارة حملة “عمليات سوداء” سرية لتخريب حملات منافسين يتنافسون لاستضافة البطولة، مشيرة إلى أنها حصلت على رسائل البريد الإلكتروني، تظهر كيف دفع العرض شركة علاقات عامة وعملاء سابقون في وكالة المخابرات المركزية لضخ دعاية “مزيفة” عن منافسيها الرئيسيين، الولايات المتحدة وأستراليا، خلال حملتها الناجحة لاستضافة كأس العالم المقبلة.
وشملت الحملة تجنيد أشخاص ذوي نفوذ لمهاجمة العروض في بلادهم، سعيًا لخلق الانطباع بأنه “لا يوجد أي دعم” لكأس العالم محليًا، خاصة أن الفيفا يشترط أن تحظى الحملات بدعم قوي.
وتنص لوائح الفيفا على منع الدول المتنافسة من “إصدار أي بيانات مكتوبة أو شفوية بخصوص الملفات أو الترشيحات أو أعضاء الاتحاد”.
وفي حين تواجه قطر تلك الاتهامات، لكنها متمسكة بمزاعمها حول مصداقية عملها، حيث قالت اللجنة القطرية العليا في بيان إن فريقها خضع لتحقيق شامل وقدّم جميع المعلومات المتعلقة بالملف، بما فيها التحقيق الذي قام به القاضي الأميركي، مايكل غارسيا، مضيفًا “وقد التزمنا تمامًا بقواعد الفيفا في ملف ترشحنا لتنظيم نهائيات كأس العالم 2022”.
النتائج
– تشير مجمل التغطيات الإعلامية في الصحف الغربية لملف “فساد قطر” في الفيفا، إلى إبراز كبير للاتهامات التي تواجهها قطر، ليس فقط لأنها ارتكبت مخالفات لقواعد الاتحاد الدولي، لكن لعلاقتها – أيضًا – بتمويل الإرهاب، وهو ما يظهر في تقارير عديدة تبرزها ذات الصحف في تغطيات أخرى.
– يأتي اهتمام الصحف الغربية بالحدث، باعتبار كأس العالم أكبر بطولة لكرة القدم في العالم، في حين أن الفوز بتنظيم البطولة يعني علاقات وترابطات دولية، تتعلق بالملف الفائز، وهو ما سيلقي ظلالاً أكبر على الدول الداعمة للملف القطري، التي ترتبط – أيضًا – بجماعات إرهابية.
– اعتمدت التغطيات في مجملها على تصريحات مسؤولين، دون تحليل معمق حول الأزمة التي استمر التحقيق في الفساد فيها عامين، وهي قيد النقاش منذ 2015. لكن على الجانب الآخر، مثل هذا النوع من التغطية، شكَّل ضغطًا على الاتحاد الدولي قد يدفعه لإعادة التحقيق في الملف القطري.
–بات الاهتمام بما بعد قطر، هو الأبرز في معالجة ملف قطر في الفيفا، فأيًّا كان مصير اتهامات “العمليات السوداء” التي تواجهها قطر، فإن الصحف بدأت تمضي قدمًا في النظر إلى المونديال المقبل، أو طرح البدائل.
وحدة الرصد والمتابعة*
المراجع
– Qatar funds terrorists and may well have stolen the World Cup – so why is Theresa May so friendly with it? telegraph
– World Cup 2022: Fifa need to conduct “independent investigation” into Qatar bid claims. bbc
– Qatar World Cup 2022 bid team accused of secret ‘black-ops’ campaign to sabotage rivals. independent
– Former FA chief Lord Triesman calls on FIFA to reconsider England as 2022 World Cup hosts if Qatar are stripped. dailymail
– England keen to host 2030 World Cup. dailymail
– Exclusive: Qatar sabotaged 2022 World Cup rivals with ‘black ops. thetimes
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر