تفاؤل غربي بمستقبل اليمن مع انتفاضة صنعاء | مركز سمت للدراسات

تفاؤل غربي بمستقبل اليمن مع انتفاضة صنعاء

التاريخ والوقت : الأحد, 3 ديسمبر 2017

استحوذت التطورات التي شهدتها اليمن خلال الساعات الماضية على جانب واسع من اهتمام الإعلام الغربي، لا سيَّما بعدما بدا المشهد أكثر تفاؤلاً لليمنيين أنفسهم والمنطقة، حيث بدأ طموح جماعة الحوثي المتمردة تتبدد على وقع سيطرة الرئيس السابق علي عبدالله صالح على العاصمة صنعاء وتصريحاته التي أبدى فيها رغبة في “طي صفحة الماضي” و”تصحيح المسار” خاصة مع دول الجوار، في إشارة إلى المملكة العربية السعودية.

وفرضت الانتفاضة التي شهدتها صنعاء، وفتحت شهية الحقوقيين والجمعيات الأهلية لإنهاء معاناة الشعب اليمني وإنقاذ الحالات الإنسانية، نفسها بقوة على الرأي العام العالمي، فبرزت عدة زوايا من بين التغطيات التي رسمت – في المجمل – صورة إيجابية لصفحة جديدة لليمن، ربَّما تتضح معالمها خلال الأيام القليلة المقبلة، في وقت تشهد فيه البلد الأفقر في الشرق الأوسط، حالات إنسانية صعبة، بالتزامن مع انتهاكات ترتكبها جماعة الحوثي المدعومة من إيران، حيث تنوعت زوايا التغطية بين التركيز على تصريحات علي عبدالله صالح، الراغبة في تصحيح المسار، وبين التركيز على الحالة الإنسانية المتدهورة التي ستجد طريقًا للحل على وقع التطورات. وزاوية ثالثة تبرز الضربة القاسمة التي تلقاها الحوثي وأنصاره، بالإضافة إلى التعريج على كون تلك التطورات خنجرًا أيضًا في خصر إيران التي تتكبد خسارة جديدة في الشرق الوسط، وفق ما نقلت كلٍّ من: واشنطن بوست، وأيه بي سي، وسي إن إن، وبي بي سي، والجارديان، ورويترز، وغيرها من وسائل الإعلام والوكالات الدولية.

تصحيح المسار
بدا الاهتمام بالتطورات التي شهدها اليمن واضحًا من خلال تغطية صحيفة “أيه بي سي”، التي ركزت على تصريحات علي عبدالله صالح بشأن استعداده للتعاون مع السعودية، لبدء “صفحة جديدة” في العلاقات مع التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وهو التطور الذي رأته الصحيفة “يمهد الطريق لإنهاء ما يقرب من ثلاث سنوات حرب”، داعمة تصورها بتصريحات الرئيس السابق بأن “ما حصل لليمن كافٍ” للتعامل بطريقة إيجابية مع دول الجوار.(1)
كما رأت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” أن ترحيب التحالف العربي لدعم الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا بمبادرة صالح، أثار آمالاً في التوصل إلى حل للحرب الأهلية التي أودت بحياة أكثر من 10 آلاف شخص، وتشريد أكثر من 3 ملايين شخص، ودفعت أفقر دول العالم العربي إلى حافة المجاعة.(2)
التحول الجاري في المشهد اليمني، دفع صحيفة “تليجراف” إلى إبراز تلك الزاوية الإيجابية التي تمهد لإنهاء الصراع في اليمن، وفتح “صفحة جديدة” تنتشل البلد من مستنقع الانحدار الإنساني والمعيشي الذي وضع فيه خلال السنوات الماضية، وهي الرؤية التي تتسق مع تصريحات من أغلب الأطراف المؤثرة والمتأثرة بالأزمة اليمنية التي ترى بريقًا قد يشق طريقه لإنهاء الصراع لصالح اليمنيين وغلّ يد إيران في المنطقة.(3)

مستقبل التغيرات
لكنَّ صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” عادت لتطرح نقطة أخرى حول مستقبل تلك الصفحة الجديدة وإمكانية أن تنتهي تلك الجولة بتوافق بين التحالف العربي بقيادة السعودية وعلي عبدالله صالح، إذ نقلت عن “جون ب. التيرمان” الذي يرأس برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، قوله إن “صالح محارب قديم في المفاوضات مع جميع الأطراف في اليمن، تساعده هذه الخبرة على العمل من أجل حلٍّ، لكنه لا يزال يحتاج إلى استعداد للتفاوض بدلاً من جهد من جانب واحد”.(4)

ضربة للحوثيين
زاوية أخرى ركزت عليها صحيفة “واشنطن بوست”، عندما عنونت مقالها بأن “تحالف المتمردين اليمنيين في طريق الانهيار”، أبرزت خلاله التصدع الذي ضرب جبهة الميليشيات المتحالفة مع إيران، وهو بطبيعة الحال تحول رئيسي محتمل في الصراع لصالح الحكومة الشرعية ومستقبل اليمنيين بالتزامن مع تصريحات علي عبدالله صالح السابقة.(5)
جريدة “الجارديان” أيضًا صدَّرت تغطيتها بعنوان “تفكك تحالف الحوثيين”، ذاهبة إلى أن الأحداث التي شهدتها صنعاء، مؤخرًا، رسمت صورة جديدة لليمن أكثر تفاؤلاً بالقضاء على قوات المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، وتفكك تحالف المتمردين.(6)

خسارة إيران
كما اعتبرت صحيفة “تليجرام” أن ما يحدث يعدُّ “تحولاً رئيسيًا في أزمة اليمن”، بعد انشقاق الرئيس اليمني السابق عن تحالف المتمردين، وهو التحول الذي يمكن أن يغير مسار الحرب التي خلفت آلاف القتلى ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة، إذ بدا من التغطيات الغربية للأحداث أنّ تمرد الحوثيين في طريقه للانهيار، وهو ما فرض نظرة أكثر تفاؤلية لكتاب التقارير إزاء الأوضاع في البلد الفقير، الذي بدأ مرحلة الخروج من يد الوصاية الإيرانية.(7)

التركيز الدولي على ما بدا واقعيًا بخسارة إيران موطئ قدم لها في الشرق الأوسط، عقب سنوات من الدعم المالي واللوجيستي والعسكري للمتمردين الحوثيين، اقترن بانتظار مصير الصفحة الجديدة للتعاون بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا والمدعومة إقليميًا.

الوضع الإنساني
جانب آخر من التغطيات الغربية للحدث، لم تتطرق إلى تحليل التطورات بقدر اهتمامها بالجانب الإنساني للأوضاع اليمنية، وهو ما ركزت عليه أكثر من صحيفة من بينها “يو إن نيوز”، التي نقلت عن مسؤولين من منظمة الأمم المتحدة، تحذيرهم من أن “التهديد بمجاعة واسعة الانتشار في غضون أشهر حقيقية جدًا”، وهو ما يبدو محاولة، وفقًا للتطورات الإيجابية الأخيرة، لبناء جبهة تفاوض بين التحالف العربي والرئيس السابق، لا سيَّما أن الصحيفة نقلت عن مسؤولين بالأمم المتحدة أنّ وفدًا سيزور الرياض قريبًا لبحث أية مخاوف قد تكون لدى التحالف والسعودية كخطوة لرفع الحصار عن الموانئ، وهي جميعها تطورات إيجابية تشير إلى قرب التحوّل إلى “يمن جديد” أكثر استقرارًا بدفع كافة الأطراف لتدارك الوضع الإنساني.(8)

لكنّ المطالعة الكلية لمجمل التغطيات الصحفية للأحداث في اليمن، تشير إلى أن ثمّة تجاهلاً لعنصرين رئيسين في تلك الأحداث، وهما: ردود الفعل المحلية للقبائل والعشائر والمناطق، وموقف الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي لم يتضح موقفه إزاء تلك التطورات، غير أن النظرة المتفائلة بمستقبل إنهاء الصراع الدموي ربَّما كان مقدمًا على ما سواه من متابعات عاجلة للأحداث.

نتائج
– تشير مجمل التغطيات الإعلامية للتطورات الأخيرة في اليمن، إلى أن المشهد بدا أكثر تفاؤلاً لليمنيين أنفسهم والمنطقة، بعدما بدأ طموح جماعة الحوثي يتبدد على وقع سيطرة الرئيس السابق علي عبدالله صالح على العاصمة صنعاء ورغبته في “طي صفحة الماضي” و”تصحيح المسار”، خاصة مع دول الجوار، في إشارة إلى المملكة العربية السعودية.
– الاهتمام الغربي للتطورات، كان مقرونًا بالجانب الإنساني للأوضاع اليمنية، وهو ما ركزت عليه أكثر من صحيفة عندما تحدثت عن انتعاش آمال التوصل إلى حل للحرب الأهلية التي أودت بحياة أكثر من 10 آلاف شخص، وتشريد أكثر من 3 ملايين شخص، ودفعت أفقر دول العالم العربي إلى حافة المجاعة.​

– جانب آخر من التغطيات الغربية، أبرز التصدع الذي ضرب جبهة الميليشيات المتحالفة مع إيران، وهو بطبيعة الحال تحول رئيسي محتمل في الصراع لصالح الحكومة الشرعية ومستقبل اليمنيين، ويشير إلى فقدان إيران ذراعًا مهمة في الشرق الأوسط.
– الصحف الغربية تجاهلت ردود الفعل المحلية وبروز صورة الرئيس عبد ربه منصور هادي، بقدر اهتمامها بانتظار مصير الصفحة الجديدة للتعاون بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا والمدعومة إقليميًا.

وحدة الرصد والمتابعة *

المصادر:

1- https://ab.co/2Ap1sp0

2- https://ab.co/2Ap1sp0

3-

4- https://lat.ms/2Ap43PN

5-https://wapo.st/2Se4004

6-

7-

8-

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر