سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
توماس بوش
كانت صناعة السياحة تنمو منذ عقود، ولا تظهر أي بوادر لتوقف ذلك. ونظرًا لأن الأفراد من جميع أنحاء العالم لديهم أموال أكثر من أي وقت مضى لينفقوها، ويمكنهم رؤية العديد من عجائب العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فليس من المستغرب أنهم يريدون السفر. ولكن: هل النظرة المستقبلية لصناعة السياحة مشرقة حقًا كما تبدو؟
سوف نجيب عن هذا السؤال وغيره في هذه المقالة باستخدام تحليل البيئة الخارجية والمحيطة PESTLE، الذي يراجع العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية والقانونية والبيئية التي تؤثر على النشاط التجاري.
العوامل السياسية
فيما يلي العوامل السياسية التي تؤثر في صناعة السياحة:
الحدود المفتوحة
بفضل قرارات العديد من الحكومات بفتح الحدود أمام الأجانب، أصبح السفر إلى بلدان جديدة أسهل من أي وقت مضى. في حين لا يزال الوصول إلى بعض البلدان صعبًا (وهو ما يكون في الغالب لأسباب سياسية)، إذ يمكن الآن زيارة الغالبية العظمى من الوجهات من قبل السياح من جميع أنحاء العالم. وفي كثير من الحالات، من الضروري الحصول على تأشيرة من نوع ما. ومع ذلك، فقد تم تسريع عملية التقدم للحصول على تأشيرة في العديد من البلدان، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى استخدام التكنولوجيا.
استقرار الحكومة
إن الاستقرار السياسي عامل رئيسي في نجاح المقاصد السياحية. فالمسافرون يشعر – بطبيعة الحال – بالفضول لزيارة جميع أنحاء العالم، ولا يمكن أن يتأثروا إلا بالمخاطر. وتعتبر الوجهات السياحية الأكثر شعبية آمنة؛ ومع ذلك، هناك عدد من الوجهات الغنية ثقافيًا التي من شأنها أن تكون مواقع سياحية شهيرة لولا عدم الاستقرار السياسي. ومن الأمثلة على ذلك سوريا والعراق، ومؤخرًا هونغ كونغ.
الحوافز الضريبية
إن العامل السياسي الآخر الذي يؤثر في صناعة السياحة في جميع أنحاء العالم، هو الحوافز الضريبية. ففي العديد من البلدان يمكن للسائحين المطالبة باسترداد الضريبة على المنتجات المشتراة أثناء رحلتهم عند المغادرة. ورغم أنه نادرًا ما تكون هذه الحوافز الضريبية هي السبب الوحيد لزيارة السائح، لكن لا شك في أنها “حافز” لجميع السائحين!
العوامل الاقتصادية
فيما يلي العوامل الاقتصادية التي تؤثر في صناعة السياحة:
ارتفاع الدخل المتاح
في جميع أنحاء العالم، يبدو الدخل آخذًا في الارتفاع. فمع نمو الاقتصاد العالمي، يصبح الأفراد قادرين على الكسب كثيرًا. ومع تزايد نفقات المعيشة في أي مكان قريب من الوضع الحالي، أصبح لدى العديد من مواطني العالم أموال للإنفاق أكثر من أي وقت مضى. وقد أدى ذلك إلى زيادة استخدام السلع الإلكترونية (التي يمكن الوصول إليها بشكل متزايد أيضًا بفضل انخفاض تكاليف المنتج)، لكنه أدى أيضًا إلى زيادة عدد الأفراد القادرين على السفر. ومن الواضح أن ذلك يعد عاملاً إيجابيًا لصناعة السياحة.
الاقتصاد التشاركي
إن الاقتصاد التشاركي هو الاسم الذي يطلق على اتجاه الأعمال حيث يتبادل الأفراد السلع والخدمات مباشرة مع بعضهم البعض باستخدام خدمات التسهيلات مثل: شركة أوبر Uber، وأباندوب Airbnb. وكما يلاحظ من هذين المثالين، فإن صعود الاقتصاد التشاركي يغير طريقة سفرنا. ولمَّا باتت خدمات “أوبر” وسيلة موثوقة للسائحين للسفر إلى جميع أنحاء العالم، وتوفير أباندوب بديلاً أرخص من أماكن الإقامة التقليدية للسفر (الفنادق وبيوت الشباب بشكل أساسي)؛ فإن الاقتصاد التشاركي يجعل السفر أكثر سهولة، لكنه يضر ببعض الشركات الصناعية.
العوامل الاجتماعية والثقافية
فيما يلي العوامل الاجتماعية والثقافية التي تؤثر في صناعة السياحة:
الضغوط الاجتماعية
ليس هناك شك في ذلك، فالسفر يعد موضة، ذلك أنه مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح للأفراد الآن وجود دائم على الإنترنت، وهم يريدون استخدام ذلك لإثارة إعجابهم. وتتسبب العوامل الاجتماعية للسفر في سفر الأفراد، في حين ربما كانوا سيبقون في المنزل لولا ذلك. وبالطبع، تعد هذه الحركة إيجابية لصناعة السياحة، لكنها قد لا ترى نموًا مستدامًا إذا ابتعد المجتمع عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
القبول العرقي
ثمة عامل اجتماعي ثقافي إيجابي آخر لصناعة السياحة هو القبول العرقي. إذ يتقبل الأفراد من جميع أنحاء العالم بشكل متزايد أولئك الذين ينتمون إلى الأعراق والأديان الأخرى. وهذا يجعل السفر تجربة أكثر راحة؛ لأنه لا داعي للقلق بشأن تحديد السمات أو الاستهداف نتيجة لون بشرتهم أو معتقدهم، أو أي سمات شخصية أخرى لديهم.
العوامل التكنولوجية
فيما يلي العوامل التكنولوجية التي تؤثر في صناعة السياحة:
تحسُّن وسائل النقل
يعد تطوير النقل من أكبر العوامل التكنولوجية التي تؤثر في صناعة السياحة. ولا يقتصر الأمر على توفر خيارات نقل للمسافرين أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع ظهور الطائرات، ولكنها أرخص وأسرع من أي وقت مضى. فقد أصبحت الحافلات والقطارات والطائرات أكثر راحة من ذي قبل، وتتميز بوسائل راحة جديدة مثل خدمة الواي فاي WiFi أو منافذ الشحن.
العوامل البيئية
فيما يلي العوامل البيئية التي تؤثر في صناعة السياحة:
التلوث الناجم عن النقل
ربما يكون أكبر عامل بيئي يؤثر في صناعة السياحة هو التلوث الناتج عن وسائل النقل مثل الحافلات والقطارات والطائرات أكثر من غيرها. فمع استخدام وسائط النقل هذه في كثير من الأحيان، يزداد تأثيرها على الكوكب. وتؤدي هذه العناصر الثلاثة إلى تكوين كميات كبيرة من الملوثات (مثل ثاني أكسيد الكربون) التي تساهم في الاحتباس الحراري والظواهر البيئية الأخرى.
الإهمال السياحي
بالإضافة إلى التلوث على المستوى العالمي، يمكن للسياحة أن تسبب التلوث على المستوى المحلي. ففي بعض الحالات، قد يكون السائحون أقل احترامًا للوجهة من مسقط رأسهم، وهو ما يتسبب في نثر النفايات والتلوث. وسواء كان الأمر يتعلق بإلقاء الزجاجات في الريف أو استخدام الشامبو العادي في البحيرات، فإن هذا من الآثار الجانبية المؤسفة لصناعة السياحة.
تحليل البيئة الخارجية المحيطة لصناعة السياحة PESTLE: الملاحظات النهائية
هناك عدد من العوامل الإيجابية التي تؤثر في صناعة السياحة. فالحدود المفتوحة، والحكومات المستقرة، والحوافز الضريبية كلها مزايا سياسية للسياحة. علاوة على ذلك، فإن التغييرات الاقتصادية، مثل: زيادة الدخل المتاح، وصعود الاقتصاد التشاركي، تجعل السفر أكثر سهولة. كما أن العوامل الاجتماعية والثقافية، مثل: ضغوط وسائل التواصل الاجتماعي، وزيادة القبول العرقي، تساعد أيضًا صناعة السياحة، كما هو العامل التكنولوجي لتحسين النقل.
أما العوامل السلبية الوحيدة التي كشف عنها تحليل العوامل الخارجية والمحيطة PESTLE، فهي العوامل البيئية. فللأسف، نجد أن السياحة لها تأثير سلبي على البيئة على المستويين المحلي والعالمي. فإذا تمكنت الصناعة من معالجة هذه المشكلات، فلن تواجه أي تباطؤ في النمو!
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: pestle analysis
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر