السيارات ذاتية القيادة.. الخيال الذي أصبح واقعا | مركز سمت للدراسات

السيارات ذاتية القيادة.. الخيال الذي أصبح واقعا

التاريخ والوقت : الثلاثاء, 29 مارس 2022

إليانور أولكوت 

 

في 2035، يجلس ديل سبونر، محقق أميركي، خلف عجلة قيادة سيارة أودي ذاتية القيادة في حين تسير السيارة الفضية القوية عبر ممرات مترو إنفاق شيكاغو.

توقع فيلم الخيال العلمي الشهير” آي، روبوت” أن انتشار السيارات ذاتية القيادة كان بعيدا بثلاثة عقود عندما عرض على شاشات السينما في 2004. لكن الأعوام التي تلت ذلك شهدت ضخ 330 مليار دولار في الصناعة، وفقا لأبحاث شركة ماكنزي، ما جعل هذا الخيال أقرب إلى الواقع.

افتتحت شركة وايمو المدعومة من شركة ألفابيت خدمة سيارات أجرة ذاتية القيادة بالكامل للعامة في أواخر 2020 في ضواحي فينيكس في أريزونا. في الإثنين الماضي، أعلنت أنها مستعدة لاستبعاد “سائقي الأمان” -سائقون يجلسون خلف عجلة القيادة مستعدون لتولي القيادة في حال حدوث موقف صعب أثناء سير المركبة- من مركباتها ذاتية القيادة في ظروف القيادة الأكثر صعوبة في شوارع سان فرانسيسكو الجبلية.

تتصدر شركة وايمو وشركة كروز المدعومة من “جنرال موتورز” الركب في الولايات المتحدة، بعد أن حصدتا أكبر عدد من الأميال المقطوعة وحصلتا على التراخيص التي تمكنهما من العمل في وضع ذاتي القيادة تماما دون سائق أمان.

يكمن جزء كبير من نجاحهما في الخبرة التكنولوجية والهندسية في وادي السيليكون. قال جيريمي كارلسون، محلل القيادة الذاتية في شركة أبحاث السوق آي إتش إس ماركت، “قادت صناعة التكنولوجيا المتقدمة في الولايات المتحدة كثيرا من الدفع الأولي في مجال تكنولوجيا القيادة الذاتية، حيث ابتكرت أجهزة الاستشعار والرقائق والكاميرات التي يمكن إدخالها في السيارات”.

قال أحد المطلعين على الصناعة إن القواعد المخففة في الولايات الأمريكية بما في ذلك كاليفورنيا ونيفادا، اللتان كانتا أول من سمح للسيارات ذاتية القيادة بالسير على طرقهما في 2011، كان لها أيضا دور مهم في دفع نمو اللاعبين المحليين.

أضاف “في الولايات المتحدة، -عند اختبار السيارات ذاتية القيادة- يمكنك فعل ما تشاء إلى حد كبير إذا لم يكن ذلك ممنوعا بشكل صريح. هذه ليست الطريقة التي تجري بها الأمور في أوروبا، حيث يتعين على الشركات الحصول على إذن صريح في كل مرحلة من مراحل النشر”.

كما يعمل النهج التنظيمي المخفف نفسه على تحفيز نمو الشركات المنافسة الصينية، مع قيام منافسين مثل منصة أبولو التابعة لشركة بايدو بتوسيع شبكتها من السيارات ذاتية القيادة في جميع أنحاء البلد.

قال وي دونج، نائب الرئيس وكبير مسؤولي العمليات الأمنية في “إنتلجنت درايفنج جروب” التابعة لـ”باديو”، إن الحكومة منحت الصناعة “بيئة فضفاضة نسبيا للتجربة” والنمو. أيضا تمتلك الشركة ثماني مخططات لسيارة أجرة ذاتية القيادة في المدن الصينية الكبرى، بما في ذلك شنغهاي وبكين وشنتشن، حيث يطلب الركاب سيارة أجرة بداخلها سائق سلامة يمكنه تولي زمام الأمور إذا كانت هناك أي مشكلات على الطريق.

سارعت الشركات الصينية أيضا بنشر سياراتها في كاليفورنيا، التي تعد المعيار الذهبي العالمي لاختبار السيارات ذاتية القيادة. كانت ثلاث شركات صينية – “بوني إيه آي” و”دي دي” و”أوتو إكس” – من بين الشركات العشر الأولى من حيث الأميال المقطوعة في وضع القيادة الذاتية على طرق كاليفورنيا العام الماضي. يقول محللون إن اللاعبين الأوروبيين كانوا غائبين بشكل ملحوظ عن القائمة، لأنهم يعانون قيودا تنظيمية أكثر صرامة تحكم اختبار تكنولوجيا القيادة الذاتية ونشرها.
شركات السيارة ذاتية القيادة الصينية قريبة جدا من نظيراتها الأمريكية، لكنها لا تزال تعتمد على التكنولوجيا المستوردة من الجانب الآخر من المحيط الهادئ. قال كارلسون، “خطت الصين خطوات كبيرة في دمج التكنولوجيا الأميركية في أنظمتها البيئية”، ولا سيما باستخدام رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي تنتجها شركة نفيديا الأمريكية لصناعة الرقائق لجمع البيانات حول بيئة السيارة وتحليلها.

لم يعد من المستبعد الآن أن تتجول شخصية ويل سميث، ديل سبونر، في أنحاء المدينة في سيارة معدنية ذاتية القيادة في 2035. السؤال الرئيس هو ما إذا كانت سيارته ستكون منتجا أوروبيا – أو على الأرجح من اختراع صيني أو اختراع أميركي.

 

المصدر: صحيفة الاقتصادية – خدمة فايننشال تايمز

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر