سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
كل ما تحتاجه هو مجموعة من المتابعين الذين يواصلون الإعجاب بمنشوراتك والتعليق عليها.
يبرز جيل جديد من المهنيين في عصر ثقافة الصخب الذي نعيشه حاليًا والمعروفين باسم المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، أو كما يطلق عليهم “إنفلونسرز”، ويزداد عددهم بين الفينة والأخرى. ويتمثلون في الأشخاص الأذكياء ذوي المظهر الرائع الذين يعملون من المنزل ويجذبون الشباب للانضمام إليهم سواء كان حبًا في الشهرة أو الثروة أو النجاح! سمِّها كما شئت، فلديهم كل شيء يحتاجونه.
ولكن ما هي القدرة الحقيقية التي يمتلكونها للتأثير في الآخرين؟ ذلك هو السؤال الأكثر أهمية.
الحقيقة هي أن غالبية هؤلاء الأشخاص لا يزالون في مرحلة التعليم الجامعي، أو من الأشخاص الذين تركوا دراستهم الجامعية، أو اجتازوها فقط ليصبحوا مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
في السابق، كان يُعتقد أنه من أجل التأثير في الآخرين، يجب على الفرد أولاً التعلم، ثم خوض التجارب الخاصة به، وأخيرًا تقديم رأيه وخبراته للجمهور. كنا نظن أن هؤلاء المؤثرين هم في الأساس نشطاء اجتماعيون أو مثقفون أو سياسيون أو صناع تغيير في المجتمع. لم يكن يدعي هؤلاء الأشخاص أن لهم تأثيرًا على الناس العاديين، بل كانت لديهم القدرة الطبيعية على التأثير في الآخرين.
لقد ولت تلك الأيام! الآن هو عصر المؤثرين الذين فرضوا أنفسهم بأنفسهم. فإذا قمت بشراء رف كتب رخيص و50 كتابًا من منصة أمازون، فستصبح مراجعًا للكتب على الـ”يوتيوب”؛ وإذا بدأت الكتابة على موقع “لينكد إن” فستصبح كاتبًا؛ وإذا قمت بوضع بضع من الصور المميزة الخاصة بك على “إنستغرام” وأخبرت الناس بأنك عارض أزياء أو مدون أو أي شيء آخر، فستصبح مؤثرًا.
لا يهم مدى تأثيرك ما دامت لديك مجموعة من المتابعين الذين يواصلون الإعجاب والتعليق على منشوراتك، أو عندما تتواصل العلامات التجارية معك لإبداء إعجابك على منتجاتهم. ففي الوقت الحاضر، وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي، ليس من الصعب أن تصبح “شخصية عامة”. كما على الـ”إنستغرام”، يمكن لأي شخص تصنيف نفسه “كشخصية عامة”.
من المشجع أن نرى الجيل القادم يزدهر ويحقق نجاحات بمفرده دون الاعتماد على أحد. ولكن السؤال هو: هل يدركون هؤلاء أن الهدف ليس التأثير على الآخرين؟ ولكن الهدف هو التخصص في مجال واحد.
حقيقة كونك مؤثرًا قد تعود بالفائدة على الكثيرين، كما من الممكن أن تعود بالضرر على آخرين أيضًا، وذلك إن لم يكونوا على قدر كافٍ من التعليم.
كما قال “مارتن لوثر كينغ”: “لا يمكن للجميع أن يكونوا مشهورين، ولكن يمكن للجميع أن يكونوا عظماء، لأن العظمة يحددها العمل. فكل ما تحتاج إليه هو قلب مملوء بالنعمة وروح مولودة بالحب”. ولكن يبدو أن كونك مشهورًا أسهل كثيرًا هذه الأيام، وذلك بفضل وسائل التواصل الاجتماعي.
الجميع يطمح إلى أن يكون مشهورًا، لكن لا أحد يطمح إلى أن يكون عظيمًا. إن مقدار العمل والجهد المطلوب لتحقيق العظمة يُعدُّ مهمة صعبة هذه الأيام، خاصةً لجيل يتمتع بالإشباع الفوري!
علينا أن نفكر بجدية في النصيحة التي قدمها لنا “المؤثرون” الحقيقيون في الماضي، أو سيكون لدينا عدد متزايد من الأشخاص الذين يتدخلون في عقولنا دون أن يفيدنا ذلك، أو يفيد المجتمع بشكل عام.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: thehindu
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر