سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
سيلفيا أمارو
يشعر صندوق النقد الدولي بالقلق بشأن العملات المشفرة، لا سيَّما أن السوق الناشئة تتوسع بشكل سريع وأن اللوائح التنظيمية لا تواكبها.
وفقًا لما أظهرته البيانات التي جمعها صندوق النقد الدولي، تجاوز إجمالي القيمة السوقية لجميع الأصول المشفرة تريليوني دولار في سبتمبر العام الماضي، وهو ما يمثل قفزة قدرها عشرة أضعاف المستويات التي شهدها في بداية عام 2020.
صرح “إيفان باباجورجيو”، وهو نائب رئيس قسم في صندوق النقد الدولي لقناة “سي إن بي سي” في أكتوبر أن “المنظومة الإيكولوجية للعملات المشفرة توسعت بشكل ملحوظ.. إذ تُظهر العملية مرونة ملحوظة ولكن هناك أيضًا بعض اختبارات التحمل المثيرة للاهتمام”.
إحدى المشكلات التي ألقى صندوق النقد الدولي الضوء عليها هي أن العديد من الأشخاص والمؤسسات المالية التي تتجر بهذه الأصول “تفتقر إلى ممارسات قوية في مجالات التشغيل والحوكمة والمخاطر”.
وعلى ذلك، أفاد الصندوق بأن المستهلكين معرضون للخطر، مضيفًا أنه ببساطة “لا يوجد إفصاح أو رقابة كافيين” في هذا المجال. علاوة على ذلك، فإنه يرى أن الأصول المشفرة تخلق بعض “الفجوات في البيانات”، و”يمكن أن تفتح أبوابًا غير مرغوب فيها لغسيل الأموال، فضلاً عن تمويل الإرهاب”.
وقد دعت مؤسسات أخرى إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لجعل هذه الاستثمارات أكثر أمانًا، وقد تكون العملات المشفرة موضوعًا مثيرًا للجدل؛ إذ يزعم البعض بأنها مستقبل المال، في حين يقدم البعض الآخر حججًا أكثر تشككًا في مخاطرها.
المؤثرون المقترنون بالعملات المشفرة
حذرت سلطة السلوك المالي باعتبارها المنظم المالي في المملكة المتحدة، من الصلة بين وسائل التواصل الاجتماعي واستثمارات العملات المشفرة.
وصرح “تشارلز راندل”، رئيس سلطة السلوك المالي في خطاب ألقاه في سبتمبر الماضي، قائلًا: “تُدفع أموال للمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل معتاد من قبل المحتالين لمساعدتهم على ضخ ونشر رموز جديدة على خلفية المضاربة البحتة”. وأضاف: “إن بعض المؤثرين يروجون عملات معدنية يتبين ببساطة أنها غير موجودة على الإطلاق”.
وأضاف أيضًا أنه نظرًا لحداثة هذه التكنولوجيا، “لن نرى ما سيحدث خلال دورة مالية كاملة؛ لأننا ببساطة لا نعرف متى أو كيف ستنتهي هذه القصة، ولكن كما هو الحال مع أي مضاربة جديدة قد لا تنتهي على نحو جيد”.
دُفع لـ”كيم كارداشيان”، وهي احدى المشاهير ولديها أكثر من 200 مليون متابع على “انستغرام” للإعلان عن رمز تشفير على حسابها في العام الماضي. لكن سلط النقاد الضوء على قلة التفاصيل المعروفة عن مطوري “إيثريوم ماكس” وهي العملة التي أعلنت عنها. “هذه ليست نصيحة مالية ولكني أشارك معكم ما أخبرني به أصدقائي الذين قرؤوا منشور كارداشيان عن رمز إيثريوم ماكس!”. كما أضافت هاشتاقات مختلفة، بما في ذلك #ad لتوضيح أنه دُفع لها مقابل منشورها.
قام مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الآخرون الذين لديهم أعداد هائلة من المتابعين، والمعروفون باسم المؤثرين، بالإعلان أيضًا عن أصول تشفير على حساباتهم.
وصرح “مايرون جوبسون”، ناشط التمويل الشخصي في خدمة المستثمر التفاعلي (Interactive Investor) لقناة “سي إن بي سي” في أكتوبر: “غالبًا ما يُعلَن عن العملات المشفرة بجانب هذه المنشورات التي تنشر أسلوب الحياة الساحر، وأعتقد أن الربط بينهما خطر جدًا وضار بالشباب”.
التوحيد القياسي
وقال “جوبسون” إن واضعي السياسات بحاجة إلى النظر في الإعلان عن العملات المشفرة والتأكد من أنهم يوضحون للناس المخاطر المرتبطة بالاستثمار في مثل هذا الأصل المتقلب، إذ يمكن أن تتقلب الأسعار بشكل كبير حتى في يوم تداول واحد.
هناك مشكلة أخرى تواجه صانعي السياسات وهي أن الشباب مهتمون جدًا بهذه السوق وغالبًا ما يقومون بأول استثماراتهم على الإطلاق في العملات المشفرة، مستعينين بالقروض وبطاقات الائتمان للقيام بذلك.
وأظهرت البيانات التي نشرتها سلطة السلوك المالي في يونيو الماضي أن حوالي 2.3 مليون شخص في المملكة المتحدة لديهم عملات مشفرة، وهناك 14% منهم يستخدمون الائتمان لشرائهم لها، ويعتقد 12% منهم أنهم سيحصلون على الحماية من قبل سلطة السلوك المالي إذا حدث خطأ، لكن سلطة السلوك المالي قالت إنها لن تحميهم.
أظهر استطلاع للرأي شمل 1000 شخص من البالغين في المملكة المتحدة تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا في يوليو 2021، أن 27% منهم استخدموا بطاقات الائتمان للاستثمار في عملة “ميم كريبتو دوجكوين” (meme crypto dogecoin)، واستخدم 17% قروضهم الطلابية، وقال 12% إنهم استخدموا أنواعًا أخرى من القروض.
قد يكون هذا سيفًا ذا حدين؛ لأنه من المحتمل أن يواجه المستثمرون خسائر في عملاتهم المشفرة، ومن ثم يكافحون لسداد القروض والائتمانات التي أخذوها للقيام بهذه الاستثمارات.
ووفقًا لصندوق النقد الدولي يجب أن يعمل المنظمون المحليون على وضع قواعد مشتركة على الصعيد العالمي، وتعزيز الإشراف عبر الحدود، والعمل على توحيد البيانات نظرًا لأنه مجال جديد.
إذ أفاد صندوق النقد الدولي في أكتوبر2021 بأن: “الوقت جوهري ويجب أن يكون العمل حاسمًا وسريعًا ومنسقًا جيدًا على الصعيد العالمي للسماح بزيادة الفوائد، ولكن في ذات الوقت يجب ألا نغفل أيضًا عن نقاط الضعف”.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: cnbc
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر