سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
فاي فلام
في نهاية المناقشة حول مدى الخوف الذي يجب أن نكون عليه من متحور أوميكرون، ما يهم هو وضع قدرتنا بحلول مجدية، واتخاذ إجراءات مهمة على المستوى الشخصي والمطالبة بإجراءات فعالة من قادة العالم.
يسعى العلماء جاهدين بالفعل لمعرفة مدى فعالية لقاحاتنا الحالية ضد هذا النوع الجديد من فيروس كورونا. ويمكن أن يساعد ذلك في التنبؤ بمدى الفائدة التي يمكن أن تتحقق من تسريع حملات التطعيم والتعزيز في جميع أنحاء العالم، وما إذا كانت جوازات سفر اللقاح ستحمي الناس أو تعطي إحساسًا زائفًا بالطمأنينة.
تُعدُّ التقارير التي تفيد بأن معظم حالات متحور “أوميكرون” خفيفة ومطمئنة للعديد من الأفراد، ولا سيما أولئك الذين ليسوا كبار السن أو يعانون من نقص المناعة ولديهم حق الوصول إلى حقن مقوية، ولكن بعض العلماء مستاؤون من مثل هذا التفاؤل. وإذا استمر هذا المتحور في الزيادة بشكل كبير وأصاب ملايين الأشخاص في وقت قصير، فستنهار الأنظمة الصحية، حتى لو كان جزءًا أصغر من الحالات خطيرًا.
تتزايد الحالات بسرعة في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا، مما يشير إلى أن متحور “أوميكرون” يختلف عن متحور دلتا، البديل السائد حاليًا لفيروس كورونا. وقد يكون السبب هو أنه بطبيعته أكثر قابلية للانتقال، أو أنه قادر بشكل أفضل على تجاوز المناعة لدى أولئك الذين أصيبوا بالعدوى أو التطعيم، أو مزيج من هذه العوامل.
تختلف جينات متحور “أوميكرون” بشكل غريب عن المتحورات السابقة، ويبدو أنه ليس له صلة بمتحور دلتا. ولا أحد متأكد من مصدره، ربَّما ظهر من النمو لأشهر في المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة، أو من الانتقال من مضيف حيواني إلى البشر.
قالت عالمة الأوبئة الجزيئية “إيما هودكروفت” من جامعة “برن” في مقابلة إن لديه 21 طفرة في الجزء العلوي من بروتين سبايك. وبعض هذه الطفرات مقلقة لأنه تمت ملاحظتها في المتحورات السابقة التي كانت جيدة في التهرب من المناعة من اللقاحات أو العدوى السابقة.
في غضون أسبوعين فقط، جمع العلماء قدرًا هائلاً من البيانات الأولية. وذكرت “هودكروفت” أن بعض المعامل جمعت نسخًا وهمية من متحور “أوميكرون” عن طريق التلاعب جينيًا بمتحورات أخرى لتحمل بعض الطفرات الرئيسية للمتحور الجديد. ويمكن للباحثين زراعة هذه “الفيروسات الزائفة” في أطباق بتري واختبار مدى قدرتها على مقاومة الأجسام المضادة المستخرجة من دم الأشخاص الذين تم تطعيمهم أو المصابين سابقًا.
وفي الأسبوع الماضي، احتل مختبر في جنوب إفريقيا عناوين الصحف بنتائج عن سلوك عينات فعلية من متحور “أوميكرون”. ووُجد أن الفيروس قد تهرب إلى حد ما من المناعة الناتجة من حقنتين من لقاح فايزر، ولكن تم تحييده جيدًا عن طريق الأجسام المضادة المأخوذة من المرضى الذين تم تطعيمهم وإصابتهم سابقًا بمتحورات سابقة. وفي نفس الوقت تقريبًا، أعلنت الشركة المنتجة للقاح فايزر أن الأجسام المضادة من جرعة معززة ساعدت في إيقاف متحور “أوميكرون” في التجارب المعملية، على الرغم من أن النتائج لم تتم مراجعتها من قِبل النظراء، ولم يتمكن باحثون من الخارج من رؤية البيانات.
في مؤتمر صحفي، قال اختصاصي الأمراض المعدية بجامعة هارفارد، “يوناتان جراد” إنهم ما زالوا لا يعرفون تفاصيل أي من هذه التجارب. هل أتى الدم من أشخاص تم تطعيمهم الشهر الماضي أو قبل 10 أشهر؟ هذه المسألة مهمة لأن دراسات أخرى أظهرت أن الأجسام المضادة من لقاحي فايزر وموديرنا تتضاءل بشكل ملحوظ خلال ستة إلى تسعة أشهر.
وذكرت “هودكروفت”: “قد يكون الأمر أكثر تعقيدًا للأشخاص الأسوياء، لكنني أعتقد أنه يمكننا القول على الأرجح أننا نتوقع المزيد من العدوى أو العدوى الخارقة بمتحور أوميكرون أكثر مما رأيناه مع المتحورات الأخرى”.
لم يتضح مدى شدة هذه العدوى. وقد تتسبب اللقاحات (أو العدوى السابقة) في إصابة الأشخاص بخلايا مناعية تختبئ في نخاع العظام والعقد الليمفاوية، ويتم تنشيطها إذا كانت هناك عدوى جديدة وتنتج مجموعة من الأجسام المضادة الجديدة. ولن تلتقط التجارب المعملية بالضرورة هذه الظاهرة.
مع المعرفة الجزئية فقط بمخاطر متحور “أوميكرون”، بدأت الدول الغنية مثل الولايات المتحدة في بذل المزيد من الجهد للحصول على جرعات ثالثة للجميع. على الرغم من أننا سننقذ المزيد من الأرواح بالحصول على جرعات أولية في البلدان ذات الإمدادات المنخفضة. كما سيعرف العلماء الكثير في غضون ثلاثة أو أربعة أسابيع، عندما يُتوقع ظهور حالات مرض شديد، بعد انتشار متحور “أوميكرون” وإتاحة الوقت للحالات للتقدم، ويمكن لعلماء الأوبئة قياس مدى سرعة انتشار المتحور الجديد خارج جنوب إفريقيا.
كيف وأين ينتشر المرض سيعتمد على الحالات السابقة في السكان، وأخذ اللقاح، والدورات الموسمية وعوامل أخرى لا يفهمها أحد حتى الآن، حيث كانت التصرفات الماضية مفاجئة.
ارتفعت المتحورات السابقة، بما في ذلك متحور ألفا، بسرعة في شرق الولايات المتحدة في النصف الثاني من عام 2020، ثم تراجعت في النصف الثاني من عام 2021. وبالكاد لمست تلك المتحورات المبكرة الهند، لكن متحور دلتا انفجر في الانتشار فجأة هناك في النصف الأول من عام 2021. وبلغت تلك الموجة أيضًا ذروتها وهدأت فجأة.
ومع انتشار متحور “أوميكرون”، سيكون من الصعب تحديد شدة المرض بشكل خاص دون الانتظار حتى يصيب عددًا كبيرًا من الأشخاص من مختلف الأعمار. وكانت النسخة الأصلية من “فيروس كورونا 2 المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم” خفيفة في معظم الناس وكانت مدمرة للغاية في نفس الوقت.
ذكرت “هودكروفت”: “حتى لو كان متحور أوميكرون أكثر اعتدالاً، ولا نعرف في الوقت الحالي، إذا كان ينتشر بسرعة حقًا، فحتى نسبة أصغر من العدد الكبير تعتبر رقمًا كبيرًا”. و”نحن أيضًا، في معظم أنحاء الغرب، غير مستعدين إلى حد ما لذلك، نظرًا لأن حالات متحور دلتا لدينا تتقدم بسرعة جدًا، ولم يتبقَّ لدينا سوى مساحة صغيرة للمناورة”.
وعلى ذلك، فإن أفضل سيناريو سيكون إمَّا أن متحور “أوميكرون” ليس قابلاً للانتقال كما ظهر أول مرة وأنه يتلاشى، أو أنه أكثر قابلية للانتقال من متحور دلتا وأكثر اعتدالاً؛ لذا فإن أعراضه خفيفة لدرجة أنه لا يتعين إدخال أي شخص تقريبًا لوحدة العناية المركزة.
وأضافت “هودكروفت”: “سيكون أفضل شيء يمكن أن نأمله”، لكنه ليس شيئًا تراهن عليه هي أو خبراء آخرون.
الأمل جيد ما دام أنه لا يدفع الناس إلى التقاعس عن العمل أو يقلل من الشعور بالإلحاح. ويمكن فعل الكثير الآن، بما في ذلك إنتاج لقاحات خاصة بمتحور “أوميكرون” والقيام بعمل أفضل في توزيع اللقاحات الموجودة على البلدان التي هي في أمس الحاجة إليها. ويجب أن يكون الناس مستعدين لمزيد من القيود إذا ظهرت أسوأ السيناريوهات.
هناك بعض الأدلة على أن اللقاحات تقلل من انتقال العدوى. وهذا يعني أنه كلما زاد عدد الجرعات التي يمكننا الحصول عليها في جميع أنحاء العالم، قلت فرص العثور على الفيروس في متغير جديد.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: bloomberg
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر