تراجع معاملة العملاء والاعتزاز بالعمل والنزاهة المهنية الشخصية عبر الأجيال
التاريخ والوقت :
الأربعاء, 10 نوفمبر 2021
راهول مانشاندا
ذُكر كثيرًا أن كل جيل يلعن الأجيال اللاحقة بأجيالهم، ودائمًا ما تكون مع نفس الشكاوى التي تردد: “لم تكن الأشياء كما اعتدنا أن تكون”، بالإضافة إلى مشاركة “الجيل الحالي” في جميع أنواع القضايا والمشاكل الأساسية، لا سيَّما في مجال خدمة العملاء وأماكن العمل في الأعمال التجارية وجودة المنتج، وحتى في الأزياء ومعايير المظاهر الشخصية.
على الرغم من أن هذه المقولة في الواقع مزحة من الأجيال، وأنها كانت مستمرة بشكل أو بآخر لآلاف السنين على الأرجح، فإن هناك بعض الحقائق في هذه المناقشات والانتقادات من الأجيال التي يثبتُ لنا التاريخ تلكَ التي تنذر بالهلاك الوشيك ونهاية حضارة معينة التي يريد “السابقون” بشدة التشبث بها، ولكن يمكن أن يتجلى دائمًا مؤشر جيد إلى حد ما على “سقوط الحضارة” الباطني وغير المرئي في التدهور البطيء، ولكن السقوط المؤلم في الصفات المشار إليها أعلاه في أي حضارة.
بعض الخصائص الفيزيائية أو الواضحة الإضافية التي أظهرتها الأجيال الشابة من الحضارات العظيمة يمكن أن تشمل أيضًا، على سبيل المثال لا الحصر:
- التخلي بالكامل عن الأزياء المناسبة للحادث المطروح، سواء كنت في العمل أو المدرسة أو المناسبات الخاصة أو المطاعم وما إلى ذلك؛ مما يسبب خروقات وغيرها من الأشياء غير المناسبة التي يمكن أن تجعل الفلاح عجوزًا فزعًا.
- تداول مناقشة “الاستقالة الجماعية” كثيرًا من العديد من خبراء الأخبار في أعقاب أزمة جائحة فيروس كورونا، حيث يجد جيل الألفية والجيل الذي يليه البُلهاء أنه من المفيد جدًا التنقل من وظيفة إلى أخرى، وذلك باستغلال شركاتهم ورؤسائهم الذين يستثمرون بشكل روتيني عشرات الآلاف من الدولارات، إن لم يكن الملايين، في تدريبهم والوقت الذي يقضونه وتحمل أخطائهم الحتمية وأخطائهم التي تؤدي إلى فقدان العملاء أو خسائر الأموال أو السمعة أو إلحاق الأضرار، وذلك أن هؤلاء قليلو الخبرة ناكرون للجميل بشكل عام، نموا وترعرعوا بشكل كبير على “مشاعر عالية من الاستحقاق وتقدير الذات” وسط الآباء والمدارس منذ الصغر، إذ لا يمكنهم ارتكاب أي خطأ ولا توجد عواقب لأفعالهم السلبية، أو حتى البلد الذي نشؤوا فيه على التدليل، ويشجعون هذا النوع من السلوك الجماعي غير المسؤول لأنه يجعلهم أكثر اعتمادًا على الدولة (انظر حكومة الأقليّة والمصارف) في الحصول على القوت ومستويات المعيشة الأساسية، وبالتالي تحويلهم إلى عبيد مؤقتين يرتدون أقنعة رمزية لحجب آرائهم والتوقف عن إثارة الأمواج.
- الافتقار العام إلى الدوافع لدى الشباب لاغتنام أو إظهار أنظمة قيم معينة مما جعل أسلافهم السابقين وبلدهم في السابق “قوى عظمة”، من الرزانة والولاء والأمانة واحترام الآخرين، وخاصة القادة والشيوخ الذين لديهم خبرات كبيرة في التدريس والعمل الجاد و”الخروج من الأزمات”، والأمل في المستقبل، والصبر، والاجتهاد، والصمود، وإرجاء المتع الآنية، والتواضع وغيرها من السمات التي سبق أن حملتها الأجيال السابقة بدافع الضرورة لجعل بلادهم عظيمة في المقام الأول.
- التسامح مع التعدي الكامل والشامل على خصوصيتهم والدوس على حرياتهم المدنية وحقوق الإنسان الشخصية والأساسية، لدرجة أنهم يشعرون بعدم وجود خصوصية على أي حال، فيتصرفون علنًا من أنفسهم الأمارة بالسوء على أساس منتظم، وبالتالي جر المجتمع ككل إلى الأسفل، أو إظهار مثل هذه اللامبالاة المفرطة بقبول عدم وجود احترام لحقوق الإنسان الخاصة بهم، فلماذا يجب أن يتبادلوا ويحترموا الحريات المدنية للمجتمع أيضًا!
- الاستبدال الكامل للروحانية والإلهام الطبيعي والهبات التي تمنحها الطبيعة بالكنوز التي لا حصر لها والمتعددة التي توفرها أموال وثروة ومساعٍ لا حدود لها، مما يؤدي إلى التخلص من صخب الأجيال السابقة بأكملها، والتي أوفت أيضًا بتلبية احتياجاتهم الأساسية على الأجل الطويل، ولكن الجيل الحالي “يشعر بالملل” باستمرار ويبحث عن “الحلول والبدائل” التالية لتدفعهم إلى مستويات أعلى من الصخب، مهما كانت خطيرة ومدمرة (مثل المخدرات وممارسة الجنس غير المأمون وسلوكيات وأنماط الحياة المحفوفة بالمخاطر).
- رفض الزواج ونبذ الأسرة وذلك لممارسة الانخراط في نشاط جنسي بشكل متكرر مع شركاء مختلفين، ونبذ أي نوع من العلاقات طويلة الأمد وتجنبها باعتباره “تهديدًا لهويتهم أو حريتهم”، في حين أن كل ذلك يخلق اعتمادًا أكبر على الدولة من أجل الاستقرار والدعم المالي والمساعدات الأساسية.
إذا لم يكتشف المرء ذلك بالفعل، فإن كل الخصائص المذكورة أعلاه للمجتمع المتدهور والمخزي وجهة واحدة لشعب ذلك البلد، وهي الدكتاتورية أو الشيوعية؛ أي السيطرة الكاملة والتامة على الجماهير واستعبادها، من قبل المحظوظين القلائل الذين يتمتعون بالسلطة التي تشكل “الدولة”.
يولي السياسيون وأعضاء الكونجرس وأعضاء مجلس الشيوخ، وخاصة قضاة الأمة والسلطة التنفيذية، المزيد من الاهتمام لهذا التدهور المجتمعي الشامل الذي يحدث في كل مكان حولهم في تنفيذ سياساتهم وقوانينهم، وإلا فلا يوجد سبب يمنع الولايات المتحدة الأميركية (أو الدول الأخرى المشابهة) من اتباع إمبراطوريات الماضي في التراب والأرض لعشرات الآلاف من السنين الماضية.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: Eurasia Review