سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
على ما يبدو أن انسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول لحماية المرأة، والتي تم توقيعها عام 2011، لن يمر مرور الكرام في البلد الذي يشهد معدلات مرتفعة من جرائم العنف ضد المرأة.
هافين أوزكام، 20 عاماً، تحكي معاناتها قائلة إن سلطات أردوغان اعتقلتها 4 مرات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، كما أنها تلقت تهديدات بالقتل عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام العشرة الأخيرة، على خلفية اشتراكها في مظاهرات نددت بقرار الرئيس التركي تعيين ميليح بولو، رئيساً لجامعة البوسفور في مدينة إسطنبول، يناير الماضي.
“لا أريد أن أُقتل الآن؛ لذلك كل هدفي هو الخروج من هنا، أريد مغادرة البلاد”، تقول أوزكام.
تعبر الشابة التركية هافين أوزكام، عن معاناة الأكراد والمثليين في تركيا؛ فقد ولدت في مدينة دنيزلي لعائلة كردية، غير أن العلاقة انقطعت مع العائلة لأنها مثلية: “أرادت أُمي قتلي بسكين، ضربني أخي، ولم يعد أبي موجوداً. لو كانوا موجودين وقدموا الدعم لي اليوم لتغيرت أمور كثيرة، وأصبحت أقوى بطبيعة الحال”، تقول الفتاة صاحبة العشرين عاماً.
في السادسة صباح أحد الأيام، وبعد أن حددت الشرطة التركية موقعها من خلال حسابها على موقع “تويتر”، اقتحم الضباط المنزل، حيث تقيم أوزكام، مهددين إياها ومَن معها بالاغتصاب، ليطرح أحد الضباط سؤالاً بدا سخيفاً ومسيئاً: “هل تريدون عصا جافة أم مبللة؟”. “كنت أريد أن أبكي؛ لكني لم أستطع”، تصف أوزكام مشاعرها في هذه اللحظة.
لا حلم لدى أوزكام اليوم إلا مغادرة تركيا إلى بلد آخر، فرنسا أو كندا أو هولندا، غير أنها تؤكد أنها ستعود مرة أخرى إلى بلدها؛ “ولكن عندما تكون هناك حرية”.
ولكن، إذا كان هناك مَن يخطط للمغادرة مثل أوزكام، هناك أيضاً مَن سيبقى داخل البلاد في ظل جو خانق ومصادرة للحريات والحقوق كما يحدث مع إليف إيج، 33 عاماً، التي تعمل في مؤسسة “مور تشاتي” منذ عامين؛ وهي منظمة غير حكومية تعمل في مجال مكافحة العنف ضد المرأة منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً.
تعتبر مؤسسة “مور تشاتي” الهيئة الوحيدة غير الحكومية التي تعمل في مجال حرية المرأة في تركيا، وتقدم سنوياً مساعدات إلى مئات من النساء في البلاد ممن يتعرضن إلى أزمات تتعلق بالعنف؛ “ولذلك كان انسحاب أردوغان من اتفاقية إسطنبول بمثابة انتكاسة لحرية المرأة في تركيا، وفتح الباب أمام المسيئين لتعزيز دورهم بصورة أكبر”، تقول إليف.
“اركض يا أردوغان فالنساء قادمات”، كان هذا الشعار كافياً في نظر السلطات التركية لاعتقال فتاة تبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً، اسمها “بيلين بو”، وشاركت في تظاهرات العاشر من مارس الماضي ضد الانسحاب التركي من اتفاقية إسطنبول.
“كانت هذه الشعارات عادية جداً في التظاهرات قبل سنوات؛ لكنها أصبحت اليوم تعبر عن إساءة لرئيس الجمهورية”، تقول بيلين.
المرأة التركية لا تتعرض اليوم إلى القمع بسبب تعبيرها عن ميولها الجنسية أو السياسية أو مطالبتها بحقوقها كامرأة فقط، بل باتت ممنوعة من ممارسة أي حق سياسي أيضاً، حسب المدافعة عن حقوق المرأة ونائبة حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، فيليز كيريستجي أوغلو.
تم إدراج فيليز في قائمة السياسيين الذين تم حظر ممارستهم أية أنشطة سياسية لمدة خمسة أعوام، بطلب من النائب العام التركي: “إنهم يجرمون حزب الشعوب الديمقراطي منذ عام 2015، طردوا رؤساء بلدياتنا، ووضعوا قادتنا في السجن، والآن يريدون حل الحزب. إنهم يلاحقون الصحفيين والمحامين وأي شخص يخالفهم. يسموننا إرهابيين؛ لكننا لن نستسلم. لا يستطيعون أن يسلبوا أملنا وسنبقى نقاتل”. تقول نائبة حزب الشعوب الديمقراطي.
المصدر: كيو بوست
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر