دور مراكز الفكر في التخطيط الاستراتيجي بالتطبيق على عدد من الدول العربية والأوروبية | مركز سمت للدراسات

دور مراكز الفكر في التخطيط الاستراتيجي بالتطبيق على عدد من الدول العربية والأوروبية

التاريخ والوقت : الثلاثاء, 22 سبتمبر 2020

هبة محروس بكري

 

يتناول البحث عرض مبسط لتعريف الأستراتيجية وأنواعها وأهداف الاستراتيجيات وطرق صياغتها وأيضا سوف يتناول البحث عرض وشرح مبسط للتخطيط  الأستراتيجي وأهميتة بالنسبة للدول ومن المسؤول عنة والطرق والخطوات الواجب أتباعها لكي يصبح التخطيط كائن علي الواقع وأيضا سوف يتم تناول تعريف مراكز الفكر ونشأتها التاريخية وأهمية مراكز الفكر ودورها في التخطيط الاستراتيجي ودورها في تقديم الدعم لصانع القرار السياسي ودورها في دعم وتقدم الدول وأيضا سيتم تناول نماذج لمراكز الفكر في بعض الدول  ودورها في دعم هذه  الدول وأيضا سيتم تناول الأزمات التي تواجهه هذة المراكز وماذا تحتاج هذة المراكز لكي تحقق ما تبتغاة.

المقدمة :

        يواجه العالم تحولات إقتصادية وسياسة وإجتماعية كبيرة، ولكن هذة التحولات تحولت في معظم الأحيان إلي تحديات معقدة أمام المنظمات المختلفة سواء الحكومية أو غير الحكومية وأصبحت أساليب التفكير غير ملائمه لمواجهة تحديات المستقبل حيث أنتهي تاريخ صلاحيتها، وذلك نتيجة للتغيرات المتلاحقة والسريعة فنهارت هذة الأساليب القديمة وظهرت أساليب جديدة ومبتكرة وأصبح هناك أهمية كبيرة التخطيط الاستراتيجي في وضع الأستراتيجيات لاستشراق المستقبل فأصبح التفكير الاستراتيجي يشكل أهمية كبيرة وأصبح هو الطريق الاكثر أبداعا في كيفية تحديد القضايا المستقبلية والفرص والتهديدات التي تواجه أي منظمه وكيفية التعامل معها لما يكفل أستمرارية وتطور المنظمة، حيث يقوم التخطيط الاستراتيجي علي فحص وتحليل عناصر البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة ويقوم بعمل تنبؤات دقيقة وأيضا رصد الفرص والتهديدات وبالتالي صياغة الأستراتيجيات وأتخاذ قرارات سريعة ومناسبة لحلها وأيضا تتناول الدراسة توضيح لمفهوم مراكز الأبحاث وأهميتها في التخطيط الاستراتيجي حيث يعد وجود مراكز الأبحاث في أي دوله دلالة علي تقدم الحياة المعرفية والبناء المؤسسي فيها ولكن هذا يتوقف علي أن تأخذ هذة المراكز دورها في محيطها الذي تعمل فية.

أهمية البحث:   

1-الأهمية العلمية(النظرية):

       تدور الأهمية العلمية للبحث حول بيان أهمية الأستراتيجية والتخطيط الأستراتيجي كما أنة يبحث بطريقة التحليل وضع مراكز الأبحاث في عدد من البلدان العربية والأجنبية وأيضا تسليط الضوء علي علاقة مراكز الفكر بعملية صنع القرار السياسي وأيضا معرفة مدي أهمية مراكز الفكر والرأي في صنع القرار السياسي ومعرفة كيف تتعامل الدول المختلفة مع هذة المراكز.

2-الأهمية العملية:

     تعمل الدراسة علي تزويد الباحثين والمهتمين بالشأن السياسي بمادة علمية ذات أهمية من الناحية النظرية والمنهجية لطبيعة الدور الهام لمراكز الفكر وخاصة في الفترة الأخيرة وأيضا تسليط الضوء علي بيان مفهوم مراكز الفكر وأيضا مفهوم صنع القرار.

أهداف البحث:

 تسعي الدراسة إلي معرفة دور الأستراتيجية والتخطيط الأستراتيجي وأيضا معرفة ودراسة الدور الذي تقوم به مراكز الفكر والبحث في ترشيد السياسات العامة وصنع القرار حيث تهدف الدراسة إلي بيان دورها في البحث العلمي وتطورها التاريخي ثم كيف أن هذة المراكز تسهم في صنع القرار وإعداد السياسات العامة  وبيان واقع مراكز الفكر والبحث في الدول العربية و التحديات التي تواجة مراكز الفكر في هذة الدول وتوضيح كيف يمكن لمراكز الفكر أن تؤدي وتمارس دورها الطبيعي في ميدان صنع القرار وإعداد السياسات العامة في ظل هذة الظروف و التحديات وتهدف الدراسة أيضا إلي توضيح الدور الذي تقوم به مراكز الفكر في بعض الدول العربية  والأوروبية وتوضيح ماهي التحديات التي تواجهها فيها وتعيق تأديتها لدورها وماذا تحتاج هذة المراكز لكي تقوم بدورها بشكل طبيعي.

حدود الدراسة:

 الاطار المكانى: الحدود المكانية للدراسة متعددة حيث يتم التطبيق علي أكثر من دولة في  البحث حيث يتم تناول أهمية الأستراتيجية والتخطيط الأستراتيجي وأهمية مراكز الفكر في هذا التخطيط ومن هذة الدول ( أمريكا، مصر، اليمن) .

الأطار الموضعي : تتضمن الدراسة توضيح تعريف الأستراتيجية وأنواعها وأهدافها وأيضا تتناول توضيح ماهو التخطيط الاستراتيجي وأهميتة بالنسبة للدول ودور مراكز الفكر في هذا التخطيط حيث تتناول تعريف مراكز الفكر ونشأتها التاريخية ودورها في صنع القرار السياسي وتوجيه سياسات هذة الدول.

منهج البحث:

تطبق الدراسة منهج صنع القرار حيث ينظر إلي النظام علي أنة المختص بصنع القرار في أي دوله.

مقولات المنهج:

1.      أن العملية السياسية ينظر إليها علي أنها نتاج مجموعة من القرارات التي تتخذها السلطات الرسمية في الدولة.

2.      صانع القرار هو محور العملية، وعادة ما يتم التركيز علي شاغلي المناصب الرسمية وفي مقدمتهم رئيس الدولة ومن زاوية كيفية إدراكهم للمؤثرات البيئية وكيفية استجابتهم لها.

المبحث الاولى:  الأستراتيجية وتعريفها وأنواعها.

كلمة إستراتيجية ترتبط بجذور تاريخية وعسكرية فكانت تعرف بأنها علم تخطيط وتوجية العمليات العربية والعسكرية فهي النهج المستخدم في التنفيذ فهي تأتي من رؤية شاملة لتحقيق الأهداف الأستراتيجية. و الأستراتيجية أيضا عملية يتم من خلالها وضع خطة لكل منظمة تختلف عن المنظمات الأخري تستخدمها المنظمات المختلفة لوضع خطط لها تجعلها مختلفه ومميزة عن المنظمات الأخري وأيضا هي عملية دعم متبادل بين الأنشطة المختلفة في أي منظمة 1

للاستراتيجية معاني كثيرة ولكن المفهوم الذي تستخدم له الأستراتيجية منذ القدم هو أعتبار أن الأستراتيجية هي الخطط العامه التي توضع لكسب الحرب والقضاء علي الروح المعنوية للعدو. وأيضا يقصد بالأستراتيجية أساسيات القيادة التي تشير بشكل منتظم  دون خلل وبالطبع سير العمل وفقا لأستراتيجية يقود الفرد لتحقيق أهدافة عبر أستغلالة لمجموعة من الأدوات ، ويمكن تعريفها أيضا بأنها عبارة عن مجموعه من الطرق والأساليب والمناهج المنظمة التي يتم السير بها من أجل الوصول إلي ماهو مطلوب في الوقت المحدد والأمكانيات المالية المحددة 2

أهمية الأستراتيجية:

تسعي  الأستراتيجية إلي تحقيق مجموعة من الأهداف :

1.      دراسة الوضع القائم للاعمال التي ستقوم الأستراتيجية بتنفيذها وبالتالي تحديد كافة جوانب الأستراتيجية.

2.      جمع الوسائل والطرق التي سيعتمد عليها من أجل تطبيق الأستراتيجية.

3.      تحديد نقاط القوة والضعف التي ترتبط بالأستراتيجية ومحاولة علاج نقاط الضعف وإيضا محاولة تحقيق أقصي أستفادة ممكنة من نقاط القوة بالشكل الذي يؤدي إلي التوازن

4.      تهيئة الظروف المناسبة من أجل القيام بتطبيق الأستراتيجية.

5.      وضع مجموعة من الأهداف المرحلية للوصول إلي تحقيق الأهداف الأساسية للاستراتيجية.

مميزات القرارات الأستراتيجية:

هناك مجموعة من الصفات والمميزات التي تميز القرارات الأستراتيجية عن غيرها من القرارات حيث تتميز بأنها قرارات ثابتة نسبيا وتحتاج إلي مجموعة من موارد مالية كبيرة حتي يتم تنفيذها وتتميز أيضا القرارات الأستراتيجية من حيث كونها لا تتكرر حيث أنها توضح الخطوط والمعالم الأساسية التي ستسير المنظمة وفقا لها.

أهداف ومبادئ  الأستراتيجية:

تهدف الأستراتيجية إلي معرفه الوضع الحالي للعمل الذي ستعمل الأستراتيجية علي تنفيذه والتعرف علي كافة العناصر المكونة لة وأيضا تحديد الوسائل والأدوات التي تستخدم في تطبيق العمل.

ويوجد مجموعة من المبادئ الخاصة بالأستراتيجية وهي تحديد كافة الأهداف المراد أنجازها، لابد أن تكون الأستراتيجية مرنة وذاك لكي يتم تطبيقها بسهولة دون تعقيد، ويجب أن الأستراتيجية شاملة كل الأجزاء المراد تنفيذها بحيث يتم الأهتمام بحيث يتم الأهتمام بتنفيذ كل جزء منها دون أهمال.

أنواع الأستراتيجيات:

الأستراتيجية العالمية:

هي فن أستخدام القوة ولكن أستخدامها علي مستوي عالمي في المجالات العسكرية و الأقتصادية والسياسية.

الأستراتيجية القومية:

هي علم وفن أستخدام وتطوير موارد الدولة لتحقيق الأهداف والمصالح القومية أو لتحقيق الأمن القومي تحت ظروف مختلفة وهي أيضا حشد الموارد المتاحة لتحقيق هدف معين خلال فترة محددة.

مراحل بناء الأستراتيجية القومية:

تحديد الغاية القومية العليا.

تحديد الأهداف القومية.

وضع السياسات والبرامج.

العقبات التي تعترض القرارات الأستراتيجية:

أغلب العقبات والمشكلات التي تعترض القرارات الأستراتيجية أنها في كثير من الأحيان يصعب برمجتها كونها ليست محددة وتركز في أعتمادها فقط علي المرتبطة بالمؤسسة.

المبحث الثانى: التخطيط الاستراتيجي وخصائصة:

مفهوم التخطيط الاستراتيجي هو عبارة عن تخطيط بعيد المدي ويأخذ في الأعتبار جميع المتغيرات سواء الداخلية أو الخارجية حيث يجيلك التخطيط الاستراتيجي علي تساؤل عام وهو إلي أين نحن ماضون؟ حيث يأخذ في الأعتبار الرؤيه المستقبلية للمؤسسات بالأضافة إلي الأنشطة المختلفة التي تقوم بها المنظمة والعلاقات التي تربط المنظمة بالبيئة المحيطة بها فبالتخطيط الأستراتيجي نستطيع أن نحدد مكاننا الحالي وإلي أين نريد أن نذهب؟ فالتخطيط هو إدارة للحاضر والمستقبل لاي منظمة فالخطة الأستراتيجية طويله الأجل تستهدف المستقبل وتخرج منها الخطة القصيرة ذات الميزانية السنوية للمنظمة. يعمل التخطيط الاستراتيجي علي تحليل البيئة الخارجية للمنظمة لتحديد كل من الفرص والتهديدات وكذلك تحليل كل من المقومات الداخلية لتحديد كل من أوجه القوة ونقاط الضعف وذلك من أجل تحديد رسالة المنظمة وتكوين السياسات والأهداف وتحديد المسار الذي يحققها 3

أتجاهات التخطيط الاستراتيجي :

التخطيط الاستراتيجي هو عملية مستمرة يبدأ بـ:

تحديد الأهداف، وضع الأستراتيجيات، وضع سياسات لتحقيقها.

التخطيط الاستراتيجي هو نظام متكامل يربط بين الخطط الأستراتيجية والبرامج متوسطة الأجل والموازنات قصيرة الأجل وخطط التشغيل 4

أهمية التخطيط الاستراتيجي :

تزويد كل مؤسسة بالفكر الخاص بها حيث يعمل التخطيط الاستراتيجي علي تخصيص الموارد، ويساعد علي تكوين رؤية إستراتيجية تساعد علي تكامل الأنشطة الأدارية والتنفيذية، يساعد علي أعداد كوادر للإدارة العليا، يؤدي إلي تطوير وتحسين الاتصال بين المؤسسات المختلفة.

أساليب التخطيط الاستراتيجي:

هناك أسلوبان للتخطيط الأستراتيجي :

1.      الأعتماد علي الحدس والتخمين ولكن هذا الأسلوب لة مجموعة من العيوب التي تعقية وهي أن القائم بالتخطيط يعتمد علي خبرته الشخصية وقدراته الذهنية ويتصف هذا الاسلوب أيضا بقصر المدي الزمني .

2.      الأسلوب الثاني :  الاعتماد علي الاسلوب العلمي أو العقل وهذا الاسلوب يعتمد علي مجموعة من الأجراءات التي تحدد دور كل فرد وعملة الذي سوف يقوم به ويعتمد هذا الأسلوب أيضا علي البيانات والخطط المكتوبة ( هلال ٢٠٠٨) .

العقبات التي تعيق التخطيط :

التغير المستمر في الظروف البيئية، تردد المديرين فهي وضع أهداف لهم ولوحداتهم التنظيمية، صعوبة إعداد الخطه الأستراتيجية ضرورة الأعتماد علي الدراسات والأبحاث، التكلفة والوقت الكبير.

المبحث الثالث: مراكز الفكر وتاريخ نشأتها وأهميتها :

ليس هناك شك في أن مراكز الفكر والبحث أصبحت تحتل مكانة هامة في العالم المتقدم وخاصة في مجال صنع القرارات السياسية وأصبحت تسمي Think Tanks.

مفهوم مراكز الفكر   لا يوجد تعريف شامل لهذة المؤسسات ولكن يمكن القول أن مؤسسات الفكر والرأي تسد الفجوة والفراغ بين العالم الأكاديمي من جهة وبين عالم الحكم من جهة ثانية، أن السمة الجوهرية لمراكز الفكر تكمن في كون هذة المراكز لا تلقي الأهتمام الذي يليق بها من قبل الباحثين ووسائل النشر.

نشأة مراكز الفكر ظهرت في البداية فيما يعرف ( الكراسي العلمية) حيث نشأت هذة الكراسي في بولونيا وباريس وروما ثم بعد ذلك ظهر ما يعرف بالوقفيات الأسلامية وأول وقفية أنشئت في بريطانيا هي وقفية «ديمورتنا » في جامعة أوكسفورد لتشجيع الدراسات الدينية بالتحديد.

أهتمامات مراكز الفكر تركز علي الأوضاع الأقتصادية والسياسية والأمنية والفكرية الداخلية متجاهلة ما أشاعتة العولمة من تكاملية ومن تدخل العامل الأقليمي بالدولي ومن تحويل العالم بأسرة إلي ما يشبة قرية كونية، أغلبية هذة المراكز تعالج أمورا مرحلية ذات تحديات مؤقته الإ البعض منها قد يكون مختص ببعض القضايا 5

دور مراكز الفكر في بعض الدول العربية والأوروبية :

دور مراكز الفكر في العراق تواجه مراكز الفكر العراقية شأنها شأن أغلب المراكز في العالم العربي واقعا غير محفز، لكنة لا يخلو من التفائل والامل بالتطور نحو الافضل لقد تأسست الكثير من المراكز البحثية في العراق بعد عام ٢٠٠٣ وكانت في شكل منظمات غير حكومية أستنادا إلي قانون المنظمات الغير حكومية ولكن بالرغم من هذا القانون لم تمنح هذة المراكز التصور الخاص بها كمؤسسة بحثية عالية الجودة حيث مازالت تعاني من عقبات كثيرة تحول بينها وبين النجاح الحقيقي في عملها  6

دور مراكز الفكر في مصر تقع مصر في الترتيب رقم ٤ علي مستوي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث عدد المراكز البحثية فيها حيث يوجد في مصر ٣٩ مركزا بحثية وبالنظر إلي مراكز الأبحاث الخاصة بالعلوم الأجتماعية و الأنسانية فتعد مصر رقم واحد في المنطقة العربية ولكن بالرغم من ذلك فأن مراكز الفكر في مصر لم تجد الأهتمام المطلوب حيث هي الأخرى تواجه صعوبات وتحديات كثيرة حيث هناك أربع قضايا تمثل تحديات حقيقيا لها وهي :

1.      الأعتراف بمكانتها ودورها المتميز .

2.      تعزيز علاقة هذة المراكز بالمؤسسات الحكومية ومؤسسات الدولة علي نحو يسمح بتوضيح التوجهات العامة للدولة لهذة المراكز .

3.      توفير الدعم الفني اللازم لهذة المراكز.

4.      شمول العاملين في هذة المراكز بجهود بناء القدرات البشرية التي تنفذها الحكومة 7

دور مراكز الفكر في اليمن يواجه الباحث اليمني عدة صعوبات تحول بينه وبين أنجاز أبحاثه ودراساته العلمية خاصة بعد تصريحات صدرت مؤخرا من قبل المسؤولين تشير إلي ضرورة رفع نسبة الأنفاق علي البحث العلمي إلي واحد بالمئة من الميزانية حيث لم تكن هناك أهمية كبيرة بمراكز الأبحاث في اليمن بل أيضا تواجه تحديات وصعوبات كثيرة تمنعها من القيام بدورها.

دور مراكز الفكر في أمريكا هناك أهتمام متزايد بمراكز البحث في أمريكا أو ما يعرف ( بالثينك ثانك ) في صنع السياسات الخارجية الأمريكية يرجع تاريخ هذة المؤسسات إلي وقت بعيد، لكن بدأ تأثيرها يتزايد مع أنتهاء الحرب العالمية الثانية وبروز الولايات المتحدة كقوة عظمي بلغ عدد مراكز الابحاث في والولايات المتحدة ١٧٧٦ مركزا ٢٠% من هذه المراكز تقع في العاصمة واشنطن. وتلعب مراكز الفكر دورا هاما في أمريكا في صنع السياسات العامة ويرجع ذلك إلى أن مراكز الفكر لديها الأجوبة علي  القضايا التي تشكل أهتمامات لصانع القرار السياسي 8

التحديات التي تواجه مراكز الفكر منذ نشأة مراكز الفكر في العالم العربي وهي تواجه مجموعة من التحديات والصعوبات وأبرز هذة التحديات وجود تعقيدات متزايدة في طبيعة العلاقات المتبادلة بين مكونات المجتمع المدني الواحد وإيضا مع المجتمعات المدنية المجاورة وسيادة التكنولوجيا ونظم المعلومات في الحروب والهيمنة السياسية.

سبل النهوض بمراكز الفكر والبحث بناء على ما تقدم وجدنا أن مراكز الفكر في حاجة ماسة إلي إعادة النظر في إرتباطاتها الأدارية والتنظيمية ودعم صناع القرار وذلك من خلال أستقطاب أفضل للعقول وتبني آليات عمل أكثر مرونة وتفاعلا مع المشاكل لان مراكز الفكر تعتبر ضرورة من ضرورات الحياة السياسية.

الخلاصة

تعد مراكز الأبحاث في عالمنا المعاصر من المؤسسات التطورية الرائدة، والتي لا يمكن قيام أي نهضة علمية في أي بلد بدونها كما أن هناك علاقة وثيقة بين عمل المراكز البحثية وعملية صناعة القرار السياسي فالأستعانة بخبرات المراكز يمنح صانع القرار الفرصة لأتخاد قرارات رشيدة مدروسة بعناية تحقق مصالح الدولة ولكن بالرغم من هذة الأهمية الإ أن مراكز الأبحاث تواجه تحديات وصعوبات كثيرة تعيق قيامها بأدوارها المنوطه لها حيث تحتاج إلي مجموعة من الإصلاحات والتسهيلات ومنها إصلاح البنية التحتية المعرقلة للعمل البحثية وإصلاح النظام القانوني السائد من خلال تشريع قوانين جديدة وإعادة النظر في القوانين والتعديلات الموضوعة بالفعل ولابد من التخلص من الفكر السائد حول إنه لابد من بناء الدولة أولا لتأخذ مراكز الفكر دورها حيث أن هذة السياسية تعتبر سياسة عقيمة، وأخيرا إن مهمه تفعيل مراكز البحث العلمي هي مهمه كبيرة جدا تحمل صعوبات كثيرة من أجل الوصول إلي النجاح وتحقيق الأهداف ولكن هي المعيار الأساسي لإثبات قدرة الأنسان والدولة علي أمتلاك الحق في السير إلي الأمام في عالم معاصر لا يحترم الجهلة ولا يشفق علي الضعفاء.

 

المصدر: المركز العربي للبحوث والدراسات

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر