سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
كي إس بارثاساراثي
منذ 11 مارس 2020، عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن “كوفيد – 19” وباء، جذب هذا المرض انتباه وسائل الإعلام على مستوى العالم. كما أن المعلومات المتوالية حول المرض تغمر المجلات الطبية شهريًا وأسبوعيًا، إن لم يكن يوميًا. لقد بدأ بالفعل ذلك في إرهاق القارئ. ومع ذلك، بات من المتعين على المتخصصين والصحفيين في مجال الصحة نشر المعلومات بشكل متسارع لنشر الفائدة على الجميع، وخاصة الجمهور ومجتمعات الرعاية الصحية.
لقد نشرت أخيرًا ورقة بحثية بعنوان: “مضاعفات القلب والأوعية الدموية مع كوفيد – 19” في المجلة الأميركية لطب الطوارئ من قبل فريق من الباحثين شمل الدكتور “ويليام برادي” من جامعة فيرجينيا في شارلوتسفيل، أبرزت الحاجة الملحة للتواصل السريع والمُحَدَّث بين التخصصات المتعددة.
لكن، يبدو هناك تساؤل: هل هناك حاجة للجمهور لمعرفة مثل هذه التفاصيل؟ بالطبع، نعم. فقد يتعاون الجمهور والأطباء في الوصول إلى قرارات مشتركة. كما سيقدر الجمهور كيف يتخذ الأطباء القرارات على الرغم من التحديات التي يواجهونها من عدو مجهول. فالمعرفة المشتركة والاحترام المتبادل كلُّ ذلك يسهم في التخفيف من التوقعات المعقدة.
فبحث الدكتور “برادي” وزملاؤه منشور في مجلة Pub Med وGoogle Scholarعن مقالات مرتبطًا 15 كلمة رئيسية بما في ذلك “كوفيد – 19″ (COVID-19)وسارس”SARS-CoV-2” ، و”القلب”، و”إصابة عضلة القلب”، و”احتشاء عضلة القلب الحاد”، و”متلازمة الشريان التاجي الحادة”، و”قصور القلب”…إلخ. لقد كانت تلك الدراسة بالفعل مسألة جديرة بالثناء. فقد تضمنت تقارير حالة ودراسات بأثر رجعي ومستقبلي ومراجعات منهجية وتحليلات وإرشادات سريرية ومراجعات سردية تركز على “كوفيد – 19” وتأثيرات القلب والأوعية الدموية ومضاعفاتها. فقد قام الفريق البحثي بمراجعة الدراسات ذات الصلة بشكل نقدي وأدرجوا في دراستهم 45 حالة مختلفة.
مضاعفات القلب والأوعية الدموية
لاحظ الباحثون أن “كوفيد – 19” يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة في القلب والأوعية الدموية بما في ذلك قصور القلب والنوبات القلبية والجلطات الدموية التي يمكن أن تؤدي إلى السكتات الدماغية. كما حذروا من أن علاجات “كوفيد – 19” يمكن أن تتفاعل مع الأدوية المستخدمة وتؤثر في حالات القلب والأوعية الدموية الحالية للمرضى.
وتسعى تلك الدراسة لأن تكون بمثابة دليل لأطباء طب الطوارئ الذين يعالجون المرضى المصابين بـ”كوفيد – 19″. فقد أوضح المؤلفون أن المتخصصين أولوا اهتمامًا أكبر بمضاعفات الرئة المرتبطة بالتنفس لـ”كوفيد – 19″، وبدرجة أقل لمضاعفات القلب والأوعية الدموية التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة أو حالات دائمة من ضعف القلب والهزال.
ونقل بيان صحفي صادر عن الجامعة عن الدكتور “ويليام برادي” قوله: “بكتابتنا هذه الدراسة، نأمل في إثراء معرفة أطباء الطوارئ ووعيهم بهذا المرض المتفاقم وتأثيره على نظام القلب والأوعية الدموية”.
وأوضح: “ونظرًا لأننا نواجه المزيد من المرضى المصابين بأمراض مرتبطة كوفيد – 19، فإننا نزيد من فهمنا لتأثيره على الجسم بشكل عام ونظام القلب والأوعية الدموية بشكل خاص. إن معدل التعلم في هذا المجال يبدو متسارعًا بشكل مذهل. فالمعلومات تتغير أسبوعيًا، إن لم يكن يوميًا”.
“كوفيد – 19” وفشل القلب والسكتة الدماغية
يمثل قصور القلب مصدر قلق خاصًا لدى مرضى “كوفيد – 19”. ففي إحدى الدراسات، وجد الباحثون أن 24٪ من المرضى كانوا يعانون قصورًا حادًا في القلب عندما قام الأطباء بتشخيصهم أول مرة بفيروس كورونا. وأوضح الباحثون أن هذا لا يعني أن 24٪ من جميع مرضى “كوفيد – 19” يعانون قصورًا في القلب. وقد ذكر المؤلفون أنه لا يزال من غير الواضح إن كان قصور القلب ناتجًا عن “كوفيد – 19” على وجه التحديد، أو إن كان الفيروس يفاقم قصور القلب الذي لا يتم تشخيصه.
ومن بين مرضى قصور القلب، لم يُعرف ما يقرب من نصف المصابين بارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب والأوعية الدموية .(CVD)
وقد تبين للباحثين ما يلي:
من خلال إجراء التحليل لـ1527 مريضًا مصابًا بـ”كوفيد – 19″ تبين أن 17.1٪ يعانون من ارتفاع ضغط الدم، و16.4٪ يعانون من أمراض القلب، وأن هؤلاء المرضى كانوا أكثر حاجة إلى الرعاية الحرجة.
وقد وجدت دراسة أخرى أجريت على 44672 مريضًا مصابًا بـ”كوفيد – 19″، أن تاريخ الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية كان مرتبطًا بزيادات تقارب خمسة أضعاف في معدل الوفيات مقارنة بالمرضى الذين لا يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية (10.5٪ مقابل 2.3٪).
بينما تشير دراسات أخرى إلى نتائج مماثلة مع زيادة خطر الوفاة لدى المرضى المصابين بأمراض قلبية وعائية سابقة.
إن “كوفيد – 19” وغيره من الأمراض الأخرى التي تسبب التهابًا شديدًا في جميع أنحاء الجسم، تزيد من خطر تمزق الدهون المتراكمة في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى النوبات القلبية والسكتة الدماغية. وقد ذكر الباحثون أن الإنفلونزا وبعض الفيروسات الأخرى قد ارتبطت بزيادة المخاطر خلال الأسبوع الأول بعد تشخيص المرض.
التفاعلات الدوائية المحتملة
وصف الباحثون التفاعلات الدوائية المحتملة في مرضى “كوفيد – 19” على سبيل المثال، فوجدوا أن عقار الملاريا “هيدروكسي كلوروكوين” (HCQ)الذي تمَّ نشره على نطاق واسع يمكن أن يتفاعل مع الأدوية المصممة لتنظيم ضربات القلب، بالإضافة إلى التسبب في تلف القلب وتفاقم اعتلال عضلة القلب. وقد كشف المجلس الهندي للبحوث الطبية(ICMR) ذلك وأقر شروطًا صارمة للتعامل مع هذا العقار.
أمَّا الـ”ريمديسيفير”Remdesivir، وهو علاج مضاد لفيروس “كوفيد – 19″ ومصرح به من قبل إدارة الغذاء والدواء، يمكن أن يسبب انخفاضًا في ضغط الدم واضطراب القلب. لذلك حذر الباحثون من أن الأطباء يجب أن يضعوا هذه التفاعلات في الاعتبار عند علاج المرضى المصابين بـ”كوفيد – 19”.
وفي هذا يقول برادي: “مع اكتسابنا المزيد من الخبرة مع هذا الفيروس الجديد، بِتنا ندرك أن تأثيره الضار يمتد إلى ما وراء الجهاز التنفسي. إننا سنستمر في معرفة المزيد عن كوفيد – 19 والبحث عن أفضل الوسائل للتعامل معه.”
لقد أعاد المراجعون إنتاج قائمة مفيدة جدًا من الأدوية وآلية عملها وتأثيراتها على القلب والأوعية الدموية والتفاعلات الدوائية في ورقة بعنوان: “اعتبارات القلب والأوعية الدموية للمرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية والأنظمة الصحية في ظل وباء كوفيد – 19” نشرت في 18مارس 2020.
القيود المفروضة على الدراسة
أقر الباحثون بأن الأدبيات الحالية التي تقيِّم مضاعفات القلب والأوعية الدموية والتأثيرات المرتبطة بـ”كوفيد – 19″ تعاني العديد من القيود، بما في ذلك عدم التجانس الكبير في اختيار المريض والنتائج والمقارنات وتصميم الدراسة، فضلاً عن انخفاض عدد المرضى الذين تشملهم الدراسة، وارتفاع مخاطر التحيز. وأوضحوا أنه مع الوباء الحالي، تمَّ نشر عدد كبير من الدراسات؛ إلا أنها لم تستوفِ المراجعة الكاملة. لذلك، فإننا في حاجة للمزيد من البيانات حول مضاعفات القلب والأوعية الدموية التي تمت مناقشتها والمرتبطة بـ”كوفيد – 19″.
ويرتبط وباء “كوفيد – 19” بالعديد من مضاعفات القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك إصابة عضلة القلب، والتهاب عضلة القلب، وفشل القلب، وما إلى ذلك. كما أن بعض الأدوية المستخدمة في علاج “كوفيد – 19” لها أيضًا مضاعفات قلبية محتملة. لذا، يجب أن يكون أطباء الطوارئ على دراية بهذه المضاعفات عند علاج مريض “كوفيد – 19”.
كما يبدو أن تأثير “كوفيد – 19” على الأطفال لم يكن متوقعًا. فالدراسة لم تغطِ ذلك الجانب. لكن على أية حال، فقد قام الباحثون بعمل جدير بالثناء. إلا أنه لا يزال هناك حاجة لتحليل أوسع يتضمن التطورات اللاحقة.
عندما يسود الهدوء، يجب على الباحثين إعادة النظر في هذه الدراسة وتطوير المراجعة بإضافة معلومات جديدة باعتبارها دليلاً استرشاديًا ومرجعيًا. كما يفضل فحص تلك الدراسة من قبل جمعية مهنية مثل جمعية القلب الأميركية قبل الإصدار النهائي لها.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: أوراسيا ريفيو
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر