سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
مدني قصري
تُعدّ الجمهورية الإسلامية اليوم، واحدة من أكثر الدول في العالم تأثراً بفيروس كورونا؛ حيث يتم التشكيك علناً في الأرقام الرسمية التي تُقدّمها؛ فهل تكذب إيران حول حصيلتها من ضحايا فيروس كورونا؟ وهل أخفت السلطات بداية الوباء؟
وفقاً للبيانات التي قدّمتها الحكومة في الأيام الأخيرة؛ تسبّب “كوفيد – 19” بوفاة 2898 شخصاً في إيران، من بين حوالي 44 ألف شخص مصاب، وكان الناطق باسم وزارة الصحة، كيانوش جهانبور، قد ذكر يوم الخميس الماضي أنّ معدل الإصابة يصل إلى 50 حالة جديدة كل ساعة، مقابل وفاة واحدة كل عشر دقائق.
وفي مقال نشره موقع “ouest-france.fr” الفرنسي، يتحدّث حول هذا الموضوع المحلل الإيراني ماجد رفيزاده، وهو إستراتيجي واستشاري أعمال، خريج جامعة هارفارد، وعالم سياسي، وعضو مجلس إدارة مجلة هارفارد إنترناشيونال ريفيو، ورئيس مجلس الولايات المتحدة الدولي للشرق الأوسط، ومؤلف لعدة كتب عن الإسلام والسياسة الخارجية الأمريكية.
بعد الصين، تأتي جمهورية إيران الإسلامية بالمرتبة الثانية في انتشار فيروس كورونا؛ حيث جعلت أكاذيب وتستّر الملالي هذا البلد أحد المراكز الرئيسية لانتشار الفيروس في بقية أنحاء الكوكب، وقد أصبح الوضع خطيراً لدرجة تجرؤ بعض أعضاء البرلمان الإيراني على التحدث علانية، وإدانة عيوب المؤسسة الثيوقراطية، فيما وصف المرشد الأعلى الإيراني، خامنئي، مؤخراً، فيروس كورونا بأنّه “نعمة”.
كورونا “النعمة” في عيون خامنئي
ساهمت أكاذيب القادة الإيرانيين في انتشار فيروس كورونا بدول أخرى، ومن خلال اعتباره فيروس كورونا “نعمة”، يقترح المرشد الإيراني الأعلى أنّ هدفه هو نشر الفيروس إلى دول أخرى، وخاصة الغرب وإسرائيل، حسب ادعائه.
وتُعدُّ جمهورية إيران الإسلامية، ثاني أهم بؤرة لانتشار فيروس كورونا في العالم بعد حليفتها الصين؛ إذ جعلت أكاذيب وتستّر الملالي في إيران، من هذا البلد أحد المراكز الرئيسية لانتشار الفيروس في بقية أنحاء الكوكب؛ فقد زعمت السلطات الإيرانية أولاً عدم إصابة أي مواطن إيراني بالمرض، لكن سرعان ما كشفت التسريبات أنّ مسؤولين إيرانيين كبار قرروا إخفاء الحقيقة.
وظلّت السلطات الإيرانية، كلما وجدت نفسها في وضع يحتمُ عليها تقديم معلومات عن تطور الوباء في إيران، تُعلنُ أنّه لا يُسمح لها بالتواصل بشأن العدد الفعلي للأشخاص المصابين أو المتوفين، على سبيل المثال، قال رئيس كلية الطب في قُم، محمد رضا غدير، للتلفزيون الإيراني العام، إنّ وزارة الصحة حظرت نشر إحصاءات عن وباء فيروس كورونا.
كورونا أداة جهاد عالمي
السؤال المطروح الآن هو؛ هل يرى الملالي الحاكمون فيروس كورونا كأداة للجهاد العالمي، وهل يحاولون نشره عمداً في دول أخرى؟ وإلا كيف نفهم وصف أول ملا إيراني فيروس كورونا بأنّه “نعمة”؟
لا يرفض النظام الإيراني إبلاغ السكان والمجتمع الدولي بتأثير وباء فيروس كورونا في البلاد، فحسب، ولكنّه بالإضافة إلى ذلك، لا يتخذ الإجراءات والاحتياطات اللازمة لوقف هذا الوباء، حيث إنّ قُم الآن أصبحت مركزاً لانتشار الفيروس على الصعيدين؛ الوطني والدولي، لكنّ الرئيس الإيراني حسن روحاني أوضح أنّ الحكومة لا تنوي عزل المدينة أو أي مدينة أخرى.
غياب الإحصائيات الدقيقة
من المهم تذكير الجمهور بأنّ الخطوط الجوية الإيرانية، لا سيما شركة “إيران للطيران” وشركة “ماهان إير”، قد استُخدِمت للنقل غير المشروع للأسلحة والأفراد العسكريين، بما في ذلك أعضاء فيلق الحرس الثوري الإيراني “CGRI”، فيلق النخبة في فيلق القدس وميليشيا الباسيج، وتخدم طائرات هذه الخطوط الجوية عموماً دولاً مثل سوريا دون أن يتم الإعلان عنها، ويُحظر على طيران “ماهان” الطيران في عدة دول بما في ذلك ألمانيا وفرنسا.
لا تمتلك الجمهورية الإسلامية الوسائل لقياس أثر المرض في إيران، وفي هذا الشأن أكّد محمد رضا غدير؛ أنّ “معظم الاختبارات يجب أن تجرى في طهران”، وأنّ “الإعلان يتم بعد ذلك في طهران”، فكما يبدو؛ إنّ النظام غير قادر على إجراء فحوص طبية فردية كاملة، بعد وفاة عدة أشخاص في مستشفى كامكار في قم، إذ يقول موظف في المستشفى؛ “ليس لدينا إحصائيات دقيقة، لدينا حالات وفاة مشبوهة منذ 10 أيام، وحتى قبل يومين، تم دفنهم جميعاً دون فحص دقيق، الاحتمال القائم أنّ هؤلاء الأشخاص أصيبوا بالفيروس”.
برلمانيون ينتقدون المؤسسة الثيوقراطية
أصبح الوضع محفوفاً بالمخاطر لدرجة أنّ الأعضاء المنتخبين في البرلمان الإيراني تجرأوا على الظهور علناً وانتقاد المؤسسة الثيوقراطية لفشلها في التعامل مع الأمر بجدية؛ فقد كشف أحمد أميربادي، عضو البرلمان الإيراني، عن العديد من الحقائق الخفية، خلال مقابلته مع وكالة أنباء العمل الإيرانية “ILNA”، قائلاً؛ “فشلت جميع الإجراءات المتخذة للسيطرة على فيروس كورونا، وفشلت قمّ في منع انتشاره”.
وأضاف أميربادي؛ “تفتقر الممرضات إلى ملابس الحجر الصحي المناسبة ويشعرن بالخوف الشديد عند رعاية المرضى، الممرضات لديهن العديد من المشاكل ولا يملكن سوى القليل من أدوات التمريض، كما تفتقر “قم” أيضاً إلى مجموعات المختبرات، علينا البقاء هادئين، ولكن بالنظر إلى حجم الأزمة، لا شيء يُجبرنا على التصرّف كما لو لم يحدث شيء، وباء كورونا موجود في قم منذ 3 أسابيع، وتم الإعلان عنه في وقت متأخر”.
لقد ساهمت أكاذيب القادة الإيرانيين بطرق ملتوية في انتشار فيروس كورونا خارج حدود إيران، من خلال وصف فيروس كورونا بأنّه “نعمة”، يبدو أنّ المرشد الأعلى الإيراني يشير إلى أنّ هدفه نقل الفيروس إلى دول أخرى، وخاصة إسرائيل والغرب.
المصدر: حفريات
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر