تعيين أول سفيرة.. تعزيز لمكتسبات المرأة السعودية | مركز سمت للدراسات

تعيين أول سفيرة.. تعزيز لمكتسبات المرأة السعودية

التاريخ والوقت : الخميس, 18 يوليو 2019

في ظل اتجاه المملكة العربية السعودية لتعزيز مكانة المرأة السعودية داخليًا وخارجيًا، جاء تقديم الأميرة ريما بنت بندر لأوراق اعتمادها كأول سفيرة سعودية في التاريخ إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب ليكون نقطة تاريخية فاصلة.

الأميرة ريما قالت إنها نقلت تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، للرئيس الأميركي، فضلاً عن كونها ستسعى لتعزيز مصالح وطنها ومواطنيه، وهو ما يصب في مصلحة تعزيز العلاقات السعودية الأميركية.

خلفيات مؤثرة

لعل مجيء الأميرة ريما من خلفية حافلة بالعمل الدؤوب كان له دور في توليها هذا المنصب، إذ إنها أصبحت مستشارة في مكتب سمو ولي العهد، وعملت كوكيلة للتخطيط والتطوير في الهيئة العامة للرياضة، وتمَّ تعيينها وكيلة رئيس الهيئة العامة للرياضة للقسم النسائي، وأصبحت أول امرأة تتولى اتحاد متعدد الرياضات في المملكة من خلال منصبها رئيسة للاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية. بيد أن الأميرة ريما بنت بندر لها دور كبير في التوعية بمشكلة سرطان الثدي، بالإضافة إلى دورها في قيادة التغيير الاجتماعي والعمل لصالح المرأة السعودية.

وهنا يمكن القول إن العمل الاجتماعي الذي تدرجت فيه الأميرة وصنعته مع المرأة السعودية، هو تعزيز كبير لرؤيتها التي تعمل من خلالها من أجل المرأة السعودية.

تطوير العلاقات السعودية الأميركية

من الواضح أن الأميرة ريما ستعمل على تعزيز العلاقات بين الجانبين السعودي والأميركي، إذ أن البيئة المحيطة بها عريقة في العمل الدبلوماسي، فوالدها الأمير بندر بن سلطان قد شغل منصب سفير السعودية بواشنطن نحو 22 عامًا، ليس هذا وحسب، فخالها هو الأمير الراحل سعود الفيصل “عميد الدبلوماسيين العرب”.

ولا شك أن العلاقات السعودية الأميركية تمثّل حجر الزاوية للاستقرار العالمي، وهو ما تدركه الأميرة ريما، الأمر الذي نستدل عليه من حديثها حين ردت على رسالة ترحيب من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو – هنأها فيها بكونها أول امرأة يتم تعيينها سفيرة للمملكة العربية السعودية – قائلة إن العلاقات السعودية – الأميركية هي حجر الزاوية للاستقرار العالمي وأنها تتطلع لتعزيز الشراكة التاريخية لصالح كلا البلدين.

اهتمام عالمي

قرار تعيين الأميرة ريما أثار اهتمام الإعلام العالمي والمحللين السياسيين. ولم تخلُ هذه التحليلات من اعتبار خطوة تعيين الأميرة بأنه انتصار للمرأة السعودية وتعزيز لدورها. بالإضافة إلى أنها خطوة هامة في طريق تعزيز العلاقات بين الرياض وواشنطن ، خاصة أن الأميرة ريما نشأت في واشنطن وتخرجت في جامعة جورج واشنطن.

ولعل ما أثار الاهتمام العالمي أيضًا هو كون تعيين أول سفيرة سعودية في هذا المنصب يهدف إلى بدء صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، والتأكيد على الإصلاحات الاجتماعية التي تقوم بها المملكة في عاصمة الحليف الأكثر أهمية لها، وهو الولايات المتحدة.

وإلى جانب ما تمثله الأميرة من الآفاق الجديدة للمرأة السعودية، فهي ابنة الأمير بندر بن سلطان، أحد الشخصيات البارزة في الدبلوماسية السعودية والذي كان مقربًا من عائلة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش.

بناء على ما سبق، فإنه يمكننا النظر إلى تعيين الأميرة ريما على أنه خطوة ممتازة على صعيد العلاقات العامة، وله بعد جديد في العلاقات بين البلدين والشعبين، تكون للمرأة فيه دور أكبر ومميز لتطوير هذه العلاقات.

تعزيز دور المرأة السعودية

* الأميرة ريما سيدة أعمال وناشطة اجتماعية بارزة في المملكة العربية السعودية، شغلت منصب الرئيس التنفيذي لشركة ألفا إنترناشونال/ هارفي نيكلز، والرئيس التنفيذي لشركة “الهامة المحدودة”. وكانت ضمن قائمة مجلة “فاست كومباني” الأميركية للأشخاص الأكثر إبداعًا عام 2014م. وتمَّ اختيارها لتكون في المرتبة السادسة عشرة ضمن قائمة مجلة “فوربس الشرق الأوسط” لأقوى 200 امرأة عربية.

* لعل المواقف الداعمة للمرأة من أكثر النقاط المعروفة عن الأميرة ريما، والتي عبرت صراحة عن رفضها لولاية الرجل، وعن تأييدها لقضايا مثل حضور النساء للمباريات الرياضية، وقيادة المرأة للسيارة. وكان لها موقف عند السماح للنساء بحضور مباراة كرة القدم لأول مرة في يناير من عام 2018، وهو ما اتضح من تغريدة لها جاء فيها “اليوم أدخلتم السعادة في قلب كل عائلة وامرأة سعودية بحضور المباراة الأولى. تعتبر لحظة تاريخية في المملكة”.

* تعيين الأميرة ريما كسفير في واشنطن هو تأكيد على الإصلاحات الاجتماعية، وحدث تاريخي هام، إذ يأتي في إطار التغيير الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، من أجل تعزيز حقوق ومكتسبات المرأة السعودية، من خلال اتخاذه لعدة قرارات كان أبرزها: السماح للمرأة بقيادة السيارة لأول مرة في تاريخها، والسماح للنساء بحضور المباريات داخل الملاعب الرياضية، وقرارات مهمة لحماية النساء من التحرش، ومنع الإساءة لهن في المسلسلات والبرامج التلفزيونية. وذلك استنادًا لـ”رؤية السعودية 2030″. ولعل القرارات التي اتخذها ولي العهد السعودي ساهمت في بلوغ نسبة النساء في سوق العمل من 22% إلى 30%.

ولي العهد السعودي وحقوق النساء

لا شك أن الأميرة ريما رمز لتمكين المرأة السعودية واتجاه المملكة لتعزيز دور المرأة داخليًا وخارجيًا، إذ تولت عددًا من المناصب الهامة من بينها عضو المجلس الاستشاري لولي العهد السعودي محمد بن سلمان. ودومًا يؤكد ولي العهد السعودي على حقوق النساء في العديد من المحافل التي يشارك فيها. وهو ما نستدل عليه من حديث مع مجلة “ذا أتلانتيك” الأميركية، والذي قال فيه: “في ديننا لا يوجد فرق بين الرجال والنساء. هناك واجبات على الرجال، وهناك واجبات على النساء، لكن هناك أشكال مختلفة من فهمنا للمساواة. لا نريد تفرقة المعاملة بين الأشخاص المختلفين”. مضيفًا أنه “قبل عام 1979، لم تكن هناك قوانين للولاية في السعودية، وأنا لا أتحدث عن زمن طويل في عهد النبي، بل في الستينيات. لم تكن المرأة ملزمة بالسفر مع وليها الذكر ما دامت في صحبة آمنة، لكنَّ هذا يحدث الآن، ونتمنى إيجاد طريقة لحل هذا الأمر بحيث لا يضر بالعائلات ولا يضر بالثقافة”.

 ويبدو أن رؤية ولي العهد السعودي لم تقتصر على منح المرأة المزيد من الحقوق التي حققت ارتياحًا كبيرًا، وإنما في رعاية حكومية للمرأة السعودية لضمان حقوقها والعناية بها والحفاظ على حياتها ودعم أحقيتها كامرأة على تلقي رعاية خاصة تضمن لها الكرامة، ففتح الباب أمام المرأة للعمل في مجالات عديدة، مثل المحاماة، بالإضافة إلى إنشاء صندوق لرعاية المطلقات، وتطوير القوانين الخاصة برؤية الأطفال في حالات الطلاق، والعديد من الحقوق الأخرى، وأهمها تجريم تزويجها بالإكراه.

توقعات مستقبلية

* قرار تعيين الأميرة ريما بنت بندر حدث مهم في تاريخ المملكة وتعزيز للحقوق التي حصلت عليها المرأة السعودية أخيرًا، وهو ما سيدعم المزيد من الحقوق وتعزيز نجاح المرأة في كافة المجالات باعتبارها نصف المجتمع.

* هذا التغيير سيجعل الأميرة ريما ملهمة لجيل جديد من السعوديات اللاتي يتطلعن للمستقبل والعمل الجاد لبناء المملكة العربية السعودية.

* القرار سيكون له تأثير على تطوير العلاقات السعودية الأميركية، فالسفيرة الجديدة تخبر الحياة الأميركية وعاشت فيها برفقة والدها الذي كان سفيرًا لمدة طويلة في واشنطن.

* يمكن القول إن العلاقات بين الرياض وواشنطن ستشهد تغيرًا يعزز مصالح البلدين وتقوية الدبلوماسية بينهما، والعمل على تطوير الملفات الثنائية والمضي قدمًا فيها ومواجهة التحديات المشتركة.

* بالطبع، ستشهد الأيام القادمة قرارات هامة أخرى بخصوص تمكين المرأة السعودية وتقلدها المناصب الهامة داخليًا وخارجيًا.

وحدة الرصد والمتابعة*

المراجع

١- من هي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان التي أصبحت أول سفيرة سعودية؟ البيان.

٢- من هي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان السفيرة السعودية الجديدة في الولايات المتحدة؟ فرانس 24.

٣- الأميرة ريما بنت بندر تقدم أوراق اعتمادها للرئيس الأمريكي كأول سفيرة للسعودية،سيإن إن عربي.

https://cnn.it/2XVa4QQ

٤- شاهد في دقيقة.. 5 انتصارات يحققها ولي العهد السعودي للمرأة،اليوم السابع.

٥- ولي العهد محمد بن سلمان: أنا داعم النساء،سيدتي.

٦- 20 قرارًا بخصوص المرأة السعودية في عام،سبوتنيك.

٧- “نيويوركتايمز”تعلق على تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للسعودية في أمريكا،إرم نيوز.

٨- ريما بنت بندر لـ”بومبيو”: العلاقات الأمريكية – السعودية “حجر زاوية” للاستقرار حول العالم،المدينة.

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر