سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
أمجد المنيف
تقريبًا، مرَّ ثلث رمضان، وهذا الوقت كفيل بإطلاق الأحكام تجاه ما تقدمه القنوات التلفزيونية، التي تعتبر هذا الشهر موسمها الرئيس، وملعبها الأساسي للإبداع والاستعراض والإعلان.
أتحدث اليوم عن الـSBC، بعدما فوتت الفرصة الثانية لها، وقدَّمت قائمة البرامج والمسلسلات بتقييم (فاشل)، بنظري. عادت هذا العام، لتكرر أخطاء السنة الماضية، وتؤكد أنها لم تستفد من التجربة، وأن التطوير الذي تقوله وتقول به مجرد شعارات، لا تشبه واقع ما نراه.
مشكلة القناة كما أعتقد، أنها تناست دورها القيادي – كونها رسمية – وغرقت في التنافس مع القنوات التجارية. منطقيًا، المنافسة خاسرة، لاعتبارات مختلفة، منها: سقف الحرية، وطبيعة التقاطعات مع أصحاب العلاقة، وبيروقراطية التنفيذ والإجراءات. وقبل كل هذا، لأنه ليس دورها.
ما أعرفه، وقد يكون فهمي محدودًا، أن دور القنوات الرسمية يقوم على الابتعاد عن التنافس والابتذال، ويركز على تعزيز القيم واكتشاف المواهب وبناء الثقة مع الناس. لو التزمت القناة بدورها، لحققت النجاحات، وانتهجت خطها الخاص، القادر على بناء الثقة والتأثير والجماهيرية.
مشكلة الـSBC الأخرى، أنها حاولت أن تكون الـmbc، بأي ثمن وتحت أي تحدٍّ، متجاهلة الفروقات في الخبرة والامتداد، وطبيعة كل قناة. لذلك، رفعت السقف لدى الناس، حتى هوى عليها، بعدما اصطدمت بالواقع والحقيقة والمعطيات.
ما يزعج حقًا، هي كمية المبالغ الكبيرة التي صرفت وتصرف على الحملات التسويقية، داخل وخارج المملكة، على الرغم من كونها قناة محلية في طور التشكل. بالإضافة إلى استخدام العبارات الاستفزازية، مع عدم استيعاب احتياج المتلقي وفهم ما ينتظره الجمهور. وليت القناة تفصح عن مبالغ الحملات التسويقية، لتقارن بين ما تصرفه على الحملات، وبين ما نراه من جودة في المنتجات!
المشكلة، وهنا زاوية أخرى، أنها لم تستوعب المرحلة بعد، وتراجع الخيارات البديلة التي تقدمها المنصات التقنية والرقمية، والمحتوى المتقدم المُقدَّم خلالها.
من وجهة نظري، وهي قاعدة في معظم شؤون الحياة، وتعمل في الإعلام أكثر، أن محاولة مسايرة الواقع بأدوات الماضي نتيجتها الفشل، حتى قبل أن تبدأ؛ لأن المنطق يرفض كل هذا.. والشواهد كثيرة.
الأمل، كل الأمل، في وزير الإعلام الجديد، الأستاذ تركي الشبانة، صاحب الخبرة التلفزيونية الكبيرة، الذي كبر في مدن القنوات، وأسهم في تأسيس وتطوير بعضها.. الإصلاح الآن، أو ربَّما لن يكون للأبد! والسلام..
مدير عام مركز سمت للدراسات، وكاتب سعودي*
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر