سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
هل تكون صفقة الصواريخ الروسية سبب قطع العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة؟
من غير الوارد أن تتراجع أنقرة عن شراء منظومات صاروخية من موسكو، وربما بعد S400 سننتقل إلى S500”. هكذا كانت تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، ردًّا على تحذيرات من الولايات المتحدة وحلف الناتو بخصوص إتمام صفقة منظومة الدفاع الجوي الروسية S400.
وعلى الرغم من محاولة الرئيس التركي المتكررة لعب دور أكبر من حجمه السياسي، فإنه هذه المرة دخل في صراع أكبر من تصريحاته التي يطلقها كل فترة؛ فأكبر قوتَين عسكريَّتَين الآن في حالة استنفار قوي؛ بسبب صفقة S400، وهو ما جعل قائد القيادة الأوروبية الأميركية لحلف شمال الأطلسي الناتو، كريس سكاباروتي، يحذِّر تركيا من شراء الصواريخ الروسية؛ لأن المنظومة الروسية لا يمكن أن تعمل مع المنظومات الموجودة لدى الحلف ولا في منطقة الدفاع الجوي التابعة للناتو، وقد علَّق البنتاجون أيضًا على الصفقة بشكل رسمي عن طريق المتحدث الرسمي له تشارلز سامرز، مؤكدًا أن هناك عواقب على تركيا لو استمرت في صفقة منظومة الدفاع الجوي S400، قائلًا بشكل واضح: إن هناك “عواقب وخيمة” إذا استمر النظام التركي في شراء نظام صواريخ، وأن أمريكا ستنظر بشكل جاد في عدم حصول تركيا على طائرات “F-35” وصواريخ الباتريوت.
أما روبرت بلادينو، نائب متحدث وزارة الخارجية الأميركية، فقال: إنه سيكون هناك ما هو أكثر من وقف الإمداد العسكري الأمريكي لتركيا، بأن كل المؤسسات الخاصة والأشخاص الضالعين في شراء منظومة S400 قد يواجهون عقوبات محتملة في إطار قانون مكافحة أعداء أمريكا بالعقوبات(CAATSA) وهو القانون الذي تم توقيعه في 2017؛ بسبب ما تم تداوله من تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 وضمها شبه جزيرة القرم.
وبهذه القرارات الاستعراضية من أردوغان، قد يجد الشعب التركي نفسه معرضًا لعقوبات دولية كبرى، بسبب بحث أردوغان لنفسه عن دور وسط التنافس بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي الوقت نفسه نجد واشنطن قد أخذت قرارًا تجاريًّا سريعًا، للرد على تركيا بإلغاء المعاملة التجارية التفضيلية لأنقرة التي كانت تسمح بدخول بعض من الصادرات دون رسوم جمركية .
وقال الكاتب الصحفي ديفيد إجناشيوس، في جريدة «واشنطن بوست»، إن أردوغان يُفسد تقدُّم تركيا بالابتعاد عن الغرب بعد صفقة الصواريخ الروسية، وأن الرئيس التركي يُخرب تقدم بلده الذي كان من قصص النجاح الكبرى في العالم، بعد أن سحق صحافةً كانت حرة مزدهرة، وحطَّم جيشًا كان قويًّا في الماضي، وسجن الآلاف وقوَّض الاقتصاد التركي الذي كان جوهرة الأسواق الناشئة.
وفي تعليق لـ”كيوبوست”، قالت الدكتورة إيمان رجب، رئيس الوحدة الأمنية والعسكرية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عن الصفقة الروسية مع تركيا: “إن الناتو يضع مواصفات لحجم جيوش الدول الأعضاء وحجم الإنفاق العسكري ونوعية الأسلحة؛ لتحديث جيوشها، وإن تركيا قامت بشراء S400 في وقت يسوده التوتر بين الحلف وروسيا. والحلف حاليًّا على درجة استعداد عسكري كبيرة بالمناطق المجاورة لروسيا، وقد توقفت منذ فترة اجتماعات بين الحلف الأطلسي وروسيا، وفي وسط هذا التوتر تحاول تركيا الخروج بسياسة مستقلة عن الجمع الأوروبي، وهذا ما يرفضه قيادات الحلف”.
وأضافت رجب أن الإجراءات العقابية من الحلف ذاته محدودة؛ بسبب أن تركيا تزعم أن هذا في إطار تحديث مستوى التسليح لديها، وأن الحلف لم يعترض على شراء اليونان وبلغاريا وكرواتيا وسلوفينيا منظومة الدفاع الجوي الروسية S300 ، أما الولايات المتحدة فتستطيع أن تقوم بدور يخصها؛ بسبب أن الصواريخ الروسية S400 منافسة لصواريخ الباتريوت الأمريكية .
وتابعت رئيس الوحدة الأمنية والعسكرية في مركز الأهرام بأن تركيا تحاول بكل الطرق التقرب من روسيا؛ بسبب حجم النفوذ الروسي في سوريا والتخوف من إعطاء حل سياسي للأكراد، وأيضًا تحاول أنقرة بعلاقتها مع موسكو حماية الجماعات المسلحة الموالية للإخوان والتيار الإسلامي الذي تدعمه تركيا، وأن أزمة تركيا الرئيسية في شخصية رئيسها أردوغان، إذ إنه يريد دائمًا تقديم نفسه للدول الكبرى بأنه قائد الشرق الأوسط، ويحاول أن يضع لنفسه دورًا إقليميًّا، لهذا نجد تركيا تتبع سياسة خارجية شاذة في الشرق الأوسط والمنطقة العربية تحديدًا، بسبب ما يسعى إليه أردوغان.
المصدر: كيو بوست
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر