Simon Torkington

ارتفاع مستويات سطح البحر الناتج عن أزمة المناخ يهدد بغمر المدن الساحلية والبلدات والقرى حول العالم. تقدر الأمم المتحدة أن عشرات الملايين من الناس يواجهون احتمالية الاضطرار إلى ترك الأماكن التي عاشت فيها عائلاتهم لأجيال. تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة هو الطريقة الأكثر فعالية لحماية هذه المجتمعات، ولكن هناك حلولًا مبتكرة أخرى يمكن أن تخفف من تأثير ارتفاع مستويات سطح البحر. أحد هذه الابتكارات هو “محرك الرمال”، الذي يساعد على إبطاء، أو حتى عكس خسارة الشواطئ على السواحل المعرضة للخطر. قامت هولندا ببناء أول محرك رمال في العالم في عام 2011.

ما هو محرك الرمال؟ وكيف يعمل؟

أول شيء يجب معرفته هو أنه ليس محركًا بالمعنى الحرفي. لا يوجد محرك ولا أجزاء ميكانيكية. محرك الرمال هو حل قائم على الطبيعة لمشكلة تآكل السواحل ويعمل بتناغم مع حركة مياه البحر. باستخدام ملايين الأطنان من الرمال، يقوم المهندسون بإنشاء محركات الرمال من خلال تمديد جزء من الشاطئ إلى البحر، مما يخلق شبه جزيرة اصطناعية. تعمل حركة أمواج البحر كـ”محرك” يدفع الرمال على طول الساحل مع مرور الوقت. ونتيجة لذلك، يتجدد الشاطئ تدريجيًا وتتم حماية الساحل من التآكل. لقد مر الآن 13 عامًا منذ إنشاء أول محرك رمال هولندي والشاطئ يزدهر، بما في ذلك تكوين كثبان رملية جديدة تصل إلى ثلاثة أمتار في الارتفاع.

هل يمكن لمحركات الرمال أن تنقذ شواطئ إفريقيا المتلاشية؟

تظهر بيانات من البنك الدولي أن الدول الواقعة في غرب إفريقيا تخسر 3.8 مليار دولار سنويًا نتيجة لتآكل السواحل والفيضانات والتلوث. للتقليل من هذا التأثير، يقوم البنك الدولي بتمويل عدد من مشاريع التجديد في المنطقة. وتستخدم هذه المشاريع، أو تحاكي عن كثب، مبادئ محرك الرمال الهولندي. على ساحل بنين، يعمل محرك رمال على تجديد شاطئ كان التآكل فيه يؤثر سلبًا على صيد الأسماك والسياحة. وفي أجزاء من بنين أيضًا، يتراجع خط الشاطئ بمعدل 13-14 مترًا كل عام.

قامت شركة الهندسة الهولندية بوسكاليس ببناء محرك الرمال في بنين، والذي سيحمي مستقبل المجتمعات الساحلية مع استمرار ارتفاع مستويات سطح البحر. في السنغال، تقوم المجتمعات الساحلية ببناء حواجز مدية تُعرف بالموانع لمنع انجراف الشواطئ. تمتد الموانع إلى داخل الماء على زاوية، بطريقة تشبه إلى حد كبير طريقة عمل محرك الرمال. تقطع هذه الحواجز حركة الأمواج الكاسحة على طول الشاطئ، مما يضيف أكثر من 30 مترًا من الرمال إلى الساحل. يوضح تقرير المخاطر العالمية لعام 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، خطر الفشل في التكيف بسرعة كافية مع تأثيرات تغير المناخ لدينا.

يقول التقرير: “قد تشكل الأوقات الطويلة اللازمة لتطوير البنية التحتية المناسبة تحديًا للاستعداد للتغيرات الإقليمية أو المحلية التي تظهر فجأة”. على سبيل المثال، قد يؤدي انهيار أنظمة الشعاب المرجانية – التي تمتص أكثر من 90% من طاقة الأمواج – إلى ترك المجتمعات الساحلية عرضة للعواصف البحرية. يتطلب تطوير البنية التحتية مثل محركات الرمال وقتًا ومالًا، وتقول التقارير إن التأخير يعني أن الضوابط قد تصل متأخرة جدًا.

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر : World Economic Forum