سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
مارلين سلوم
حين كنا صغاراً، كنا نتساءل عن فائدة ما يلزموننا بحفظه من معلومات مكثفة في كل مادة، طالما أننا سننساها وننسى كل تفاصيلها فور انتهاء العام الدراسي وأن حياتنا العملية حتى بعد الجامعة لن تتطلب كل هذا المخزون ولن نستخدم تلك المعلومات في شيء؛ لكن تلك «الحياة العملية» التي تحدثنا عنها والتي واجهناها في الواقع، أثبتت العكس، فاكتشفنا أننا ننهل من المخزون دون أن ندري، وأننا نستعين به ونتباهى كلما ازددنا معرفة ووعياً وثقافة، وما لم نحفظه حرفياً من تلك المواد، تشكّل في ذاكرتنا ضمن ما نسميه المعرفة والمعلومات العامة والخبرة..
كل ما يتلقاه الطالب في المدرسة يبقى مطبوعاً في ذاكرته، يؤثر فيه بنسب مختلفة لكنه لا يمر دون أن يترك بصمة؛ خصوصاً حين ترتبط المعلومة بأي نوع من أنواع التطبيق العملي الذي يتيح للطالب أن يفهم أكثر ويلمس الفعل ورد الفعل بشكل حقيقي بعيداً عن النظريات. من هنا يعتبر إدخال التعليم المناخي إلى المناهج التعليمية في المدارس خطوة فعالة تؤتي ثمارها بشكل واقعي ومباشر على كل طالب، ما يعني تشكيل وعي جماعي بأهمية المناخ وكيفية الحفاظ عليه والتعامل مع مشاكله والحفاظ على البيئة من أجل ضمان مستقبل آمن ومستدام للجميع. من ثمار «كوب ٢٨» الطيبة، فعالية «إرث» لتأهيل المعلمين مناخياً التي استضافها مركز التعليم الأخضر – إرث من أرض زايد في مدينة إكسبو دبي، حيث كشفت وزارة التربية والتعليم عن خطة لدعم التعليم المناخي، من خلال تعزيز قدرات المعلمين المناخية وبالتعاون مع منظمة «اليونيسف».
إدخال التعليم المناخي إلى المدارس خطوة مهمة جداً، والأهم أن المسار يمشي بالاتجاه الصحيح، فقبل البدء بتعليم الطلاب حول أهمية المناخ وكيفية إيجاد حلول والحؤول دون تفاقم أزماته والاستدامة البيئية، يتم تأهيل وتدريب المعلمين والكوادر التعليمية أولاً، وتمكنت الإمارات من تحقيق تقدم في هذا الإطار حيث تم تسجيل أكثر من 10000 معلم، وأكثر من 1300 مسؤول تربوي في برامج تدريبية خاصة بالتعليم المناخي، وأنهى 100 مدرب رئيسي المرحلة الأولى من التدريب، ونشر هذا الوعي ليس محصوراً بالإمارات فقط بل تم اعتماد نموذج «المواءمة والتطبيق» لتتمكن من خلاله كافة الدول حول العالم من تطوير وتأهيل كوادرها التعليمية، وهدف الإمارات من ذلك تطوير القدرات المناخية لمليون معلم حول العالم بحلول عام 2025.
مليون معلم يعني الوصول إلى أكبر فئة من الأطفال والشباب ومن خلالهم دخول كل البيوت في كافة المجتمعات لنشر الوعي بأهمية الاستدامة البيئية علنا نعيد للأرض بعضاً من طبيعتها وأمانها ونقائها.
المصدر: الخليج
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر