التغلغل الاقتصادي التُّركي في ليبيا.. الدوافع والآليات
التاريخ والوقت :
الثلاثاء, 21 يوليو 2020
د. محمد شادي
يُسيطر على ليبيا انقسام حاد بين الشرق والغرب، في مشهد أقرب إلى دولتين على إقليم واحد. وبينما يُسيطر على الشرق والجنوب الجيش الوطني الليبي، تُسيطر في الشمال الغربي حكومة السراج، التي وقّعت اتفاقًا أمنيًّا مع تُركيا يُتيح للأخيرة التدخل في البلاد، وإقامة قواعد عسكرية فيها. وفي مُقابل ما توفره الحكومة التُركية من مُعدات عسكرية ومُرتزقة سوريين، سهلت حكومة السراج لها العودة مُجددًا للسيطرة على اقتصاد البلاد، بعد تراجع الاستثمارات التُركية بشدة مع انتهاء حكم “القذافي” في عام 2011.
هذا المقال يهدف إلى تفكيك الوضع الاقتصادي التُركي المُسيطر داخل ليبيا بهدف استبيان الأهداف الفعلية لتدخلها الخشن في الإقليم.
في هذا الصدد، تجب الإشارة أولًا إلى أن الاقتصاد الليبي يقوم بالأساس على النفط، إذ شكلت أنشطة استخراج النفط والغاز الطبيعي والمُنتجات النفطية حوالي 72% من الناتج المحلي الإجمالي الليبي، قرابة 41 مليار دينار ليبي في عام 2012، قبل أن يتضرر القطاع وفقًا لآخر إحصاءات مُعلنة، قبل أن ينخفض إلى 9.7 مليارات دينار في عام 2014. وقد بلغت صادرات النفط الليبية في عام 2019 حوالي 27.7 مليار دولار. ويوضح الشكل التالي تطور صادرات النفط الليبية مُنذ عام 2008.