Roni Maxted

يشهد قطاع الطاقة حاليًا تحولًا كبيرًا. ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة، من المتوقع أن تشكل مصادر الطاقة المتجددة 80% من قدرة توليد الطاقة الجديدة بحلول عام 2030، مع لعب طاقة الرياح البحرية دورًا حاسمًا في هذا التحول.

تؤكد خطة النمو الصناعي في المملكة المتحدة (IGP)، بدعم من RenewableUK ومجلس صناعة طاقة الرياح البحرية و The Crown Estate و Crown Estate Scotland، مكانة البلاد باعتبارها ثاني أكبر مجموعة عالمية من مشاريع طاقة الرياح البحرية قيد التطوير، والتي تصل إلى ما يقرب من 100 جيجاواط. هذه القدرة تزيد على ستة أضعاف القدرة الحالية، ومن المتوقع أن تسهم بمبلغ إضافي قدره 25 مليار جنيه إسترليني في اقتصاد المملكة المتحدة بحلول عام 2035.

لتحقيق هذه الأهداف الطموحة، يجب أن يتعاون قطاع الطاقة وصانعو السياسات لجذب الاستثمارات العامة والخاصة إلى هذه الصناعة. ومع ذلك، فإن أحد الجوانب التي غالبًا ما يتم تجاهلها هو الحاجة إلى المزيد من العمال المهرة في هذا القطاع عالي النمو.

عجز المهارات

يشير تقرير حديث صادر عن مجلس صناعة طاقة الرياح البحرية (OWIC) إلى زيادة كبيرة في فرص العمل في قطاع طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030. ولأول مرة، من المتوقع أن تتجاوز الوظائف المتوقعة 100 ألف وظيفة، مع زيادة حادة على مدى السنوات السبع المقبلة. للتعامل مع مجموعة مشاريع طاقة الرياح البحرية المتوقعة، يجب على الصناعة أن تجذب وتحتفظ بمتوسط 10 آلاف فرد سنويًا.

يؤكد السياسيون والناشطون في المملكة المتحدة وخارجها بشكل روتيني على وفرة الوظائف التي يخلقها قطاع طاقة الرياح البحرية المزدهر، والذي يشكل ردًا حاسمًا على الحجج القائلة بأن التحول نحو الطاقة الخضراء سيكون ضارًا بالاقتصاد بشكل عام.

إن الحاجة الملحة لتطوير المهارات في جميع هذه المجالات أمر بالغ الأهمية، وهي مسؤولية حاسمة تقع على عاتق صانعي السياسات لضمان توفير الدعم والموارد اللازمة. تتطلب الأدوار الواسعة نطاقًا واسعًا من المهارات الإلكترونية مثل المهارات الكهربائية والفنية والهندسية عالية المستوى. ويتعزز هذا الأمر بالحاجة إلى ترقية شبكة الطاقة وإنشاء مواقع تخزين البطاريات.

سيكون هناك أيضًا طلب كبير على المهارات في التخصصات الرقمية المتقدمة، مثل: تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي والروبوتات وتطوير البرمجيات والتعلم الآلي. بالإضافة إلى الأدوار الفنية، فإن الخبرة في إدارة المشاريع والاستشارات القانونية والسياسات وتقييمات الأثر البيئي وإدارة أصحاب المصلحة وإدارة الأراضي والمناقصات، تحظى بتقدير كبير في هذا المجال.

ومع ذلك، فبدون إعداد الناس بشكل كافٍ للوظائف في هذا القطاع، تظل المكافآت افتراضية. ونحتاج إلى إظهار الفوائد الاجتماعية والاقتصادية لآلاف الأشخاص من خلال اتخاذ إجراءات حاسمة وإنشاء مسارات وظيفية.

سد الفجوة

لسد فجوة المهارات، يلزم بذل جهد تعاوني من قبل الصناعة والحكومة ومقدمي التعليم لتوفير تدريب يسهل الوصول إليه وبأسعار معقولة للأشخاص في جميع أنحاء المملكة المتحدة. يترك الكثير من الشباب النظام التعليمي بدون المهارات المطلوبة للقطاعات الأسرع نموًا.

من خلال تعديل الدورات الدراسية والدرجات العلمية الحالية وتطوير برامج تدريبية متخصصة لعرض فوائد العمل في مجال الطاقة المتجددة، يمكن للصناعة أن تقدم الدعم والتدريب اللازمين لبناء حياة مهنية ناجحة.

تمتلك مجموعة RS فريقًا داخليًا مخصصًا للشباب والمجتمع، يركز على تطوير الجيل القادم من المهندسين من خلال مبادرات مثل التدريب الداخلي، وفرص العمل، وورش العمل المهارية. خلال حدث Global Offshore Wind الذي نظمته Ørsted مؤخرًا، شارك فريق الطاقة المتجددة Kinewell في ورشة عمل، حيث جمعوا أكثر من 60 طفلًا في سن المدرسة. وقد عملوا على تحسين تصميم كابلات المصفوفة الداخلية وتخطيط الكابلات لمزارع الرياح البحرية بهدف تقليل التكاليف وزيادة الموثوقية. وقد تجاوز أفضل تصميم تم تقديمه المعايير الصناعية، مما يبرز الإمكانيات الرائعة للمهندسين الشباب وأهمية التجارب العملية في مواجهة التحديات الحقيقية.

تُعد Energy & Utility Skills منظمة أخرى تركز على معالجة تحديات القوى العاملة والمهارات في قطاع الطاقة والمرافق. تضم عضويتها أبرز موردي شركات المرافق في المملكة المتحدة، وتهدف إلى تطوير حلول للتعلم والتطوير لجذب الكفاءات المناسبة إلى هذا المجال. على سبيل المثال، تعمل المنظمة حاليًا على تطوير معيار تدريب مهني خاص بتوربينات الرياح.

فرصة سانحة

سلطت حكومة المملكة المتحدة الضوء على زيادة قدرة طاقة الرياح البحرية كأولوية رئيسية، حيث التزمت بمضاعفة قدرة طاقة الرياح البحرية أربع مرات بحلول عام 2030، إلى جانب خطط لمضاعفة طاقة الرياح البرية وثلاث مرات من الطاقة الشمسية.

من الأهمية بمكان أن تدرك الحكومة الفرصة الكبيرة التي يوفرها قطاع طاقة الرياح البحرية من منظور أمن الطاقة والبيئة والمجتمع. سيوفر التدريب اللازم في هذا القطاع فوائد اجتماعية كبيرة ودائمة. من خلال خلق آلاف فرص العمل في هذه الصناعة، يمكننا تقليل البطالة وتخفيف حدة الفقر وتعزيز إنتاجية القوى العاملة، مما يوفر للأشخاص في جميع أنحاء المملكة المتحدة وظائف مُرضية بمهارات مطلوبة ومستقبلية.

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: The Engineer