سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تُعدُّ وسائل وشبكات التواصل الاجتماعي، ظاهرة الحاضر والمستقبل على النطاق العالمي، فهي تستخدم بشكل يومي من قِبَل الأفراد والمؤسسات، وهي التي تُمَكِّن الجميع من التفاعل والمشاركة بالمحتوى والتواصل مع الآخرين. وعلى سبيل المثال: فـ”الفيسبوك” وغيرها من وسائل وشبكات اجتماعية لا غنى عنها لأي فرد، يبحث فيها عمَّا يريد، ويشارك فيها كما يريد، ويتفاعل مع الآخرين كما يشاء. كما أنه من المنتظر أن يزيد دور وسائل التواصل والشبكات وتطورها في المستقبل.
في هذا السياق يأتي كتاب (وسائل وشبكات التواصل الاجتماعي) للباحث المصري، سامح زينهم عبدالجواد، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ليتناول أحدث أشكال التكنولوجيا التي طرأت على شبكة الإنترنت العالمية، والتي يطلق عليها – حاليًا – وسائل التواصل الاجتماعي Social Media، والتي أصبحت تستخدم بشكل شائع من قبل الأفراد والمؤسسات على حدٍّ سواء. هذه الوسائل تتميز عن تطبيقات الجيل الأول للويب بأنها تُمكِّن المستخدمين من المشاركة بالمحتوى والتواصل مع المستخدمين الآخرين بعد أن كان الإنترنت يتمثل في القراءة فقط.
الكتاب تأتي أهميته في مرحلة تشهد سيطرة تامة لوسائل التواصل الاجتماعي على كافة مناحي الحياة، فضلاً عمَّا لها من تداعيات على ميادين السياسة والاقتصاد والاجتماع …إلخ. كذلك، تأتي أهمية الكتاب من مؤلفه الذي يعمل خبيرًا في مجال التكنولوجيا وتطبيقاتها الاجتماعية؛ فهو أكاديمي ويشغل مكانة رئيس قسم المكتبات والمعلومات بكلية الآداب بجامعة بنها بمصر، إضافة إلى كونه يعمل أستاذًا لتقنية التعليم في كلية التربية والآداب بجامعة تبوك بالسعودية. بجانب ذلك، فإن للمؤلف سلسلة من الكتب المشهورة فى مجال تكنولوجيا المعلومات، تصل إلى 15 كتابًا، منها: كتاب (الإتاحة الحرة للمعلومات في البيئة الأكاديمية)، وكتاب (المستودعات الرقمية.. استراتيجيات البناء والإدارة والتسويق والحفظ)، وكتاب (المكتبات والأرشيفات الرقمية.. التخطيط والبناء والإدارة)، وغيرها من الكتب التي تجعله في مصاف الخبراء في مجال المعلومات الرقمية.
الكتاب يتألف من خمسة فصول أساسية تحاول أن تغطي الموضوع الأساسي من خلال توفير معلومات مبسطة للقارئ والمثقف العام. ففي الفصل الأول يتناول المفهوم العام لشبكة الإنترنت وخدمة “الويب”، ثم يتطرق إلى تعريف أجيال شبكة “الويب” العالمية، مع التركيز على مفهوم وخصائص الجيل الثاني لـ”الويب” الذي تعدُّ من تطبيقاته الأساسية وسائل وشبكات التواصل الاجتماعي؛ فقد ظهر الجيل الثاني إلى الوجود خلال التسعينيات من القرن العشرين، حيث راجت صناعة مواقع الإنترنت التي تقوم على تزويد مستخدميها بما يبحث عنه من محتويات عبر شبكة بث مكونة من مواقع إنترنت مرسلة وملايين من متصفحات الإنترنت حول العالم التي تستقبل هذا البث. وبعد ذلك – وبالتدريج – استطاع مطورو الإنترنت أن يستخدموا متصفحات الإنترنت لإرسال واستقبال البيانات في نفس الوقت، بدلاً من دورها الأصلي كمستقبل أعمى للبيانات، وقد كانت هذه القفزة في تغيير طريقة التعامل مع متصفحات الإنترنت هي البداية الحقيقية لما يُعرف بتطبيقات الجيل الثاني لـ”الويب”.
وقد تميز الجيل الثاني لـ”الويب” بعدد من الخصائص والمميزات، مثل: إمكانية التحديث، والتفاعل، والمشاركة، والتكلفة القليلة مقارنة بالجيل الأول، فضلاً عن ملكية التطبيقات، والتحكم في المحتوى والثقة في الزوار، وكذلك إمكانية الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية ودعم الاتصال؛ إذ وفرت تطبيقات الجيل الثاني للإنترنت إمكانية التوصيل بين المواقع وتجميع الأفراد في شبكات اجتماعية، مثل: شبكة “فيسبوك”. كما أنها تعطي الأولوية للمستخدمين، وتسمح بمشاركة الملفات، وغيرها من الخصائص الأخرى التي أسهمت في التمهيد للأجيال التالية لـ”الويب”.
أمَّا الفصل الثاني، فيتطرق إلى مفهوم وخصائص وفوائد وسائل التواصل الاجتماعي، ثم يلقي الضوء – بالتفصيل – على أنواع وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة؛ فظهر مصطلح وسائل التواصل الاجتماعي Social Mediaمعروفًا بشكل واسع الانتشار، كما أنها تشمل تكنولوجيا على الخط المباشر، التي يستخدمها الناس لمشاركة أفكارهم وخبراتهم وآرائهم بعضهم مع بعض. وتتضمن هذه التكنولوجيا (المدونات، والويكي، وشبكات التواصل الاجتماعي، والبودكاست، وتلقيم محتوى الويب RSS، والمفضلات الاجتماعية، ومواقع مشاركة الصور والفيديوهات)، وغيرها من التكنولوجيا الاجتماعية. ومن ثَمَّ، تتسم وسائل التواصل الاجتماعي بعدد من الخصائص؛ فهي تسمح بخلق ومشاركة المحتوى بسهولة، كما أنها تسمح بالتعاون على الخط المباشر، والترابط والألفة الاجتماعية من خلال عدد من مواقع الشبكات الاجتماعية، مثل: “ماي سبيس”، و”فيسبوك”، و”فريند ستر”.
كذلك، فإن إمكانية إجراء المحادثات عبر تلك الوسائل المختلفة كالمدونات التي تسمح بالتعليقات التي تمكِّن من المحادثة بين المؤلف وقرَّائه، وكذلك المحادثة، يكون توزيعها أكثر من حيث النطاق الجغرافي، أو حتى على المستوى الزماني.
ويركز الفصل الثالث على مفهوم وخصائص ومميزات شبكات التواصل الاجتماعي التي تُعدُّ من أكثر تطبيقات الجيل الثاني لـ”الويب” استخدامًا من قِبَل الأفراد والمؤسسات. وفي هذا السياق يُورد المؤلف خصائص سمات شبكة “فيسبوك” الاجتماعية على النحو التالي:
1- إمكانية مشاطرة صفحة المعلومات الشخصية، وتمكين باقي مستخدمي “فيسبوك” من إيجادها.
2- بإمكان كل مستخدم اقتراح نفسه كصديق لمستخدمين آخرين، وكذلك بإمكانهم توجيه دعوة صداقة إلى بعضهم البعض.
3- إمكانية البحث عن طريق محرك بحث داخلي عن أشخاص بهدف إضافتهم إلى قائمة الأصدقاء.
4- تمكين الأصدقاء من قراءة المنشورات الحديثة أو القديمة التي نشرها باقي الأصدقاء، كما هو الحال بالنسبة لمنشورات المجموعات.
5- إمكانية نشر نصوص وصور وفيديوهات، سواء عبر الصفحة الشخصية، أو عبر صفحات المجموعات، أو من خلال التعليقات.
6- إمكانية تثبيت تطبيقات وألعاب مختلفة، مثل: دمج البريد الإلكتروني، والإعلام بملخص الرسالة الجديدة، أو صور وفيديوهات.
7- حاجة مستخدم موقع “فيسبوك”، جهاز حاسوب بسيط متصل بشبكة الإنترنت، فضلاً عن أنه لا توجد أية تكاليف، لا من ناحية التسجيل ولا من ناحية الاستخدام.
8- تُمكِّن صفحات الـ”فيسبوك”، الشخصية العامة، والشركات، والمنظمات، والكيانات الأخرى، من إنشاء وجود حقيقي وعام على الـ”فيسبوك”. وعلى عكس الملف الشخصي تكون صفحات الـ”فيسبوك” مرئية للجميع على شبكة الإنترنت تلقائيًا.
9- يمكن إنشاء مجموعات على الـ”فيسبوك”، وهي مجموعات للتواصل ضمن مجموعة صغيرة من الأشخاص لتشاطر الاهتمامات المشتركة فيما بينهم.
ويلقي الفصل الرابع الضوء على كيفية التخطيط لاستخدام وسائل وشبكات التواصل الاجتماعي في المؤسسات بشكل عام. بداية من مرحلة التخطيط والإدارة حتى مرحلة التقييم والتسويق. ويذهب المؤلف إلى أن ذلك التقييم يجب أن يصاحب تطوير وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ثَمَّ ينبغي التأكيد على أن تكون الأهداف قابلة للقياس، ولا تنتظر حتى النهاية لقياس التقدم؛ إذ يجب أن تضمن طرقًا لقياس التقدم على طول طريق التطوير، وبالتالي حدد كيف ستقوم بدمج التقييم المستمر داخل الخطة العامة للتطوير. فمن المهم دائمًا أن تجري عملية مراقبة وقياس دائم لتأثير الاستراتيجيات من أجل معرفة ما إذا كانت عملية الإدراك قد تحسنت بشكل عام.
أمَّا الفصل الخامس، فيتناول أهم الاستخدامات لوسائل التواصل الاجتماعي بالمؤسسات التعليمية، ومؤسسات المعلومات أيضًا، ويلقي الضوء على تطورات شبكة “الويب” العالمية، المتمثلة في ظهور الجيل الثالث والرابع للويب، وتلك التي لا تزال تحت التطوير، والتي يعتبرها الخبراء أيضًا “فضاء متنقلاً”؛ إذ يكون المستخدمون مندمجين مع الكيانات الحقيقية والافتراضية لخلق قيمة، وهم يتخيلون بيئة الجيل الرابع لـ”الويب” التي سوف يكون الفرد فيها قادرًا على قيادة السيارة التي تكون قادرة على اختيار الطريق المختصر غير المزدحم بواسطة تحليل معلومات من نظام تحديد المواقع GPS. وبالتالي، يسهل التبادل السلسل للمعلومات بين الناس والكيانات التي ينتج عنه تصرفات أو تدخل مناسب في إطار الجيل الرابع، فضلاً عن وجود حالة من التعاون الخلاق بين الإنسان والآلة، وهو ما يتحقق من خلال دمج الذكاء الاصطناعي.
يتسم كتاب، (وسائل وشبكات التواصل الاجتماعي) بكونه يبحر في تفصيلات فنية مبسطة، مع سرد واستعراض تاريخي لتطور التكنولوجيا وانعكاساتها وأبعادها الاجتماعية، ما يجعل من قراءة هذا الكتاب، أو حتى اقتنائه مرجعًا مهمًا للقراء، ولا سيَّما أنه، رغم خوضه في تفصيلات فنية، يستخدم اللغة البسيطة والسهلة التي تجعله كتابًا ملائمًا لغير المتخصصين في التكنولوجيا بجانب المتخصصين.
معلومات الكتاب
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر