ويتناول الكاتب الذي يدير مركز سمت للدراسات، مجموعة من الجوانب غير التقليدية لتداعيات موجة العنف والإرهاب التي يكتوي بنيرانها العالم العربي، وبخاصة من تنظيم “داعش” الإرهابي، وتركيزه على الجوانب الاعلامية والثورة الاتصالية للتنظيم.
وينبش المنيف في واحدة من أخطر عوامل قوة تنظيم “داعش”، التي سعى لتوظيفها في تواصله مع المجتمعات الأوروبية، وهي اعتماده على استراتيجيات اتصالية متطورة، يواجه بها المنظومة الإعلامية التقليدية التي تعاني من عدم وعيٍ كافٍ لدى كثير من المؤسسات الإعلامية، التي أسهمت في تقديم صورة بطولية عن الإرهابيين، وإن كان ذلك بشكل غير مباشر، حتى إن حاولت التحذير منهم لكنها باءت بالفشل نتيجة لما ينقصها من احترافية في الأداء، فضلًا عن اعتمادها على استراتيجيات تقليدية تجاوزها الزمن.
وأشار المنيف إلى أن الأدوات التي يعتمد عليها التنظيم تتنوع في استراتيجياته الاتصالية بحسب الفئات المستهدفة، ولغاتها والتوقيت والطرق المتبعة. ومن المؤشرات التي يوردها المؤلف حول مساعي تنظيم “داعش” للخروج من دائرة التفكير التقليدي بأساليبه واستراتيجياته ومناهج تفكيره.
ويرى المؤلف أنه في مقدمة عوامل قوة التنظيم الإرهابي الأخطر في القرن العشرين “داعش”، استراتيجياته الاتصالية عبر خطاب إعلامي ديناميكي يسعى طول الوقت للفت الأنظار وتوظيف كافة السبل لذلك الهدف، إذ تحمل الرسالة الإعلامية التي يتبناها التنظيم إيحاءات متحركة باستخدام أحدث التقنيات التي تحاكي تطورات السينما العالمية، وهو ما يخلص المؤلف من خلاله إلى عدم احتمالية هزيمة “داعش” من خلال الاستراتيجيات العسكرية وحدها.
ويرصد المؤلف أيضًا أبعاد تلك العلاقة المريبة بين “داعش” وطهران من خلال موقف الأخيرة من أعمال التنظيم الإرهابي.
ويفتح كتاب المنيف الباب على مصراعيه لضرورة البحث في الجوانب غير التقليدية للإرهاب، مع ضرورة مواجهتها بأساليب واستراتيجيات ومناهج تفكير غير تقليدية من قبل المجتمع بكل مستوياته.