سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
ماجدة السويح
قضايا التحرش والمضايقات الجنسية في أماكن العمل، بدأت تطفو على السطح مؤخرًا، في تحدٍّ حميدٍ للاستسلام للخوف، والصمت على التجاوزات التي تحدث أثناء العمل، يعود بعضٌ من الفضل للحركة النسوية” “Me too” أنا أيضًا” التي كان لها أثر عالمي واضح في تحرك العديد من النساء وفضح المتحرش، خصوصًا العاملين في المجال الإعلامي؛ مما أسفر عن سقوط مريع لعدد كبير من المشاهير والاستغلاليين حول العالم.
الحملات المتكررة والتوعية والدراسات حول المضايقات التي تتعرض لها النساء الصحفيات، كان لها أثر ملحوظ في الحراك ضد التحرش، وكسر حاجز الصمت والخوف من قِبل الصحفيات في العالم العربي. مؤخرًا، أعلنت شبكة “دويتشه فيله” الألمانية الإعلامية، استبعاد أحد عامليها على خلفية اتهامات بالتحرش الجنسي، المذيع المشهور أطاحت به زميلته التي كشفت عن تعرضها للتحرش من قِبله، وظهور ضحايا أخريات.
التحرش بوجهه القبيح لم يعد محصورًا في أماكن العمل، فقد كشفت دراسة حديثة عن مواجهة الصحفيات من جميع أنحاء العالم، أشكالاً من المضايقات، والتحرشات، والتهديدات عبر الإنترنت.
وأوضحت الدراسة التي نشرتها دورية الصحافة التابعة لـ”هارفارد”، أن غالبية المضايقات كانت عبارة عن تحرشات أو ملاحظات جنسية، حيث بيَّنت الدراسة تفشي المضايقات والتهديدات التي تعترض عمل الصحفيات في غرف الأخبار عبر الإنترنت.
الدراسة التي نشرت في 2018، بعد مقابلات معمقة مع الصحفيات حول العالم، أوضحت أن المضايقات تشمل تعرض الصحفيات لرسائل تحمل الكراهية والتمييز، بالإضافة إلى التهديدات بالقتل، أو الدعوة إلى الاغتصاب.
إحدى الصحفيات المخضرمات في الولايات المتحدة الأميركية، الكاتبة في الشأن السياسي، تلقت سيلاً من رسائل الكراهية والتهديدات، بعد نشرها مقالاً حول الرئيس الأميركي، من وجهة نظر امرأة مسلمة؛ فقد اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني بالتعليقات والتفاعل، لتقرر بعدها ضرورة الحصول على كاميرات مراقبة أمنية. مذيعة أميركية أخرى قرَّرت التصدي للتعليقات العنصرية والتمييزية عبر استخدام الفلاتر، لتحجب عن صفحتها على “الفيسبوك” الكلمات الإباحية. فالمضايقات حسب الدراسة، تجاوزت حدود الفضاء لتهدد أمن وسلامة الصحفيات، وتجبرهن على التصدي لها عبر اجتهادات شخصية في المقام الأول، أو عبر مساعدة من قِبل المؤسسة الإعلامية.
غالبًا ما يتم تواصل المراسل الصحفي مع الجمهور مباشرة للترويج لأعمالهم، والتفاعل معهم عبر الإنترنت. لكن من جانب آخر، المشاركة لها عواقبها الوخيمة – أيضًا – على عمل الصحفيات، حسب ما أشارت إليه الدراسة. فمن بين 75 صحفية تمت مقابلتهن، ذكرت 73 منهن تعرضهن للتحرش الجنسي عبر الإنترنت، والتمييز من قِبل الجمهور الذي يستغل الإنترنت للمهاجمة وتفريغ غضبه أو عنصريته. وعلى الرغم من تنوُّع العينة الثقافية، إلا أنهن يتشاركن تجارب مماثلة تقريبًا.
المضايقات التي تتعرض لها الصحفيات عبر الفضاء الإلكتروني، مشكلة خطيرة، خصوصًا مع كشف الدراسة عن إحساس الصحفيات بعدم الدعم، والشعور بالخوف على السمعة والمستقبل من تبعات الشكوى، التي يمكن أن تضر الصحفية أيضًا.
اقترحت الدراسة حذف التعليقات المسيئة كحل فوري، وعلاج لكبح جماح التنمر والتحرش عبر الإنترنت، وتدريب الطلبة في أقسام الصحافة على كيفية التعامل مع المضايقات والتحرش دون أن تؤثر وتصرف انتباههم عن العمل. كما طالبت الصحفيات – أنفسهن – بتدريبهن لمعرفة كيفية التعامل مع الإساءات عبر الإنترنت التي يتعرضن لها.
أكاديمية وكاتبة سعودية*
@AlsewaiahMajedh
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر