سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
بات تجنيد الأطفال عصب بناء التنظيمات الإرهابية خلال الفترة الماضية، وزادت مساحتها مع دخول الحرب ضد تلك التنظيمات مراحل فارقة وفقدان العديد من العناصر الهامة في مناطق النزاعات؛ ما دفعهم إلى استغلال الأطفال من أجل بناء عمود فقري للتنظيم المسلح، منطلقين من عدة عوامل ساعدت على سهولة الإدماج السريع للمراهقين والفتيان دونالوعي بمعاني الراديكالية أو الإيديولوجية التي ترفعها تلك التنظيمات، بعض تلك العوامل اجتماعية بالنظر إلى البيئة الفقيرة، والأخرى تتعلق باستغلال أبناء المقاتلين الذين قضوا في ساحات المواجهة.
دوافع التجنيد
التحشييد العسكري الهائل الذي أظهرته المؤشرات والإحصائيات الرسمية، يشير إلى أنّ ثمة خططًا واضحة المعالم بالنسبة للتنظيمات الإرهابية، لتجنيد الأطفال باعتبارهم الطرف الأكثر أهمية في المعارك التي يخوضونها بمناطق الصراعات، مستندين إلى أن هناك عدة اعتبارات وراء ذلك، أهمها:
1- العامل الأهم وراء دوافع تلك التنظيمات لتجنيد الأطفال، يتمثل في سهولة انخراطهم في صفوف المقاتلين، بالنظر إلى المرحلة العمرية التي تجعلهم غير مدركين لمآلات الانضمام إلى الجماعات المسلحة، إذ لا يجد أعضاء الجماعات الإرهابية صعوبة كبيرة في إقناعهم بالأفكار المتطرفة وغير المنطقية.
2- الأمر الثاني الذي تعتمد عليه تلك الجماعات، يتمثل في استغلال الفضول والنهم في الأعمال القتالية، الذي يسيطر على الأطفال في تلك المرحلة العمرية، بالنظر إلى سيطرة فكرة “حب الاستكشاف، والظهور، والشعور بالقوة” عليهم، حين يرغبون دائمًا في القيام بأعمال عنف؛ ربَّما تعود في أغلبها إلى رغبة في الإحساس برجولة، أو تقليدي للمواد الإعلامية التي يشاهدونها في الألعاب الإلكترونية التي تنحصر أغلبها في الأعمال العدائية، وهو ما يجعل أحلامهم الخيالية أمرًا واقعيًا على الأرض.
3- العامل الثالث الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالبند السابق، يتمثل في التنشئة الخاطئة التي انحصرت بمراحل الطفولة في الألعاب الإلكترونية العدائية وأفلام الكرتون التي لا تخرج عن المشاهد الكيدية والعدائية، والتي تصل في مراحلها إلى العنف، وهو ما خلق حالة لدى الأطفال تجنح إلى الرغبة في التقليد، وهو ما تتيحه لهم الجماعات الإرهابية؛ ما يعني أنّ أغلب الأطفال المنخرطين في صفوف تلك الجماعات، يرتبط الأمر لديهم بالتقليد وترجمة الخيال الدرامي إلى واقع، فضلاً عن – كما أسلفنا – الرغبة في الإحساس بما يمكن تسميته “الفحولة”.
4- رابع العوامل التي تساعد تلك الجماعات على سهولة الحصول على أعداد مهولة من الأطفال، يتمثل في طبيعة بعض المجتمعات الأكثر فقرًا، حيث يستغلون ظروف حياتهم القاسية التي تواجه أسرهم، والتي يريدون الفرار منها، على أقل تقدير إن لم يكن برغبة الآباء؛ إذ يعتقدون أن هذا الطريق يمكنهم من توفير الأموال اللازمة لهم ولأسرهم، مع عدم التفكير في المآلات التي ربَّما يواجهونها، سواء بالموت أو الإصابة، بالنظر إلى أنّ حياتهم بطبيعة الحال قاسية لا يختلف فيها الحياة عن الموت، وهو ما بدا أكثر وضوحًا في اليمن حيث يزداد الأطفال في صفوف ميليشيات الحوثي الإرهابية بازدياد المجاعة والفقر في المجتمع.(1)
5- العامل الأهم – أيضًا – في زيادة الدوافع لدى التنظيمات الإرهابية لتجنيد الأطفال، يتمثل في التكلفة المنخفضة التي ينفقونها عليهم، مقارنة بما يتكبدونه في حال تجنيد الكبار.
6- الطبيعة التي تعتمد عليها الجماعات الإرهابية في الحاجة إلى إنجاز بعض المهام سرًا، بطبيعة أنشطتهم العصابية، تحتاج إلى عنصر لا يثير الشك في المجتمع لإنجاز بعض المهام التي ربَّما لا تكون الحلقة الأخيرة في عملياتهم الإرهابية بقدر استخدامهم في مراحل التجهيز أو الإعداد لتلك العمليات، كالتسلل بالأسلحة الخفيفة عبر نقاط التفتيش والقواعد العسكرية، أو نقل رسائل مشفرة، أو تبادل المعلومات، وغيرها من الإجراءات التي يكون الأطفال عنصرًا أكثر أمنًا بالنسبة لتلك الجماعات.
7- تأتي عوامل الهوية الاثنية، أو القبلية، أو الدينية، ضمن طرق تجنيد الأطفال، إذ يعتمدون عليها لتعبئة مجتمعات محلية بأسرها بمن في ذلك أطفالها.(2)
8- أمر آخر يمثل أهمية في طرق تجنيد الأطفال، يتمثل في محاولات التنظيمات الإرهابية استغلال بعض المواد الإعلامية لتعبئة الحالة النفسية الانتقامية لدى الأطفال، من خلال تكرار عرض مواد تعرُّض الآباء أو الكبار لانتهاكات أو إذلال، أو البنات للاغتصاب؛ ويتم تسويقها بشكل وحشي؛ ما يخلق رغبة عارمة لدى الأطفال للالتحاق بتلك الجماعات مدفوعين بشعور بالانتقام.
عمليات الاستقطاب
إلى تلك النقطة تبدأ التنظيمات الإرهابية مراحل أخرى تتمثل في خطة الاستقطاب التي تبدأ بطريقة غير مباشرة، سواء عن طريق ألعاب الفيديو، أو التلقين المعلوماتي، أو الترغيب والترهيب، وغيرها من الطرق التي يتم تحديدها حسب الظروف الاجتماعية والمنطقة الجغرافية التي تستهدفها تلك الجماعات على النحو التالي:
1- في بعض المجتمعات التي لا يكون الاحتكاك فيها مباشرًا بين هؤلاء الأطفال وعناصر التنظيمات، يعتمدون إزاءها على مفهوم “الإغواء والإغراء” الذي يتمثل في زرع رغبة عارمة لدى الأطفال نحو الأعمال العدائية من خلال الألعاب الإلكترونية، أو عرض الأفكار العدائية عبر لقاءات غير مباشرة، يمكن أن تجمع الأطفال بعناصر التنظيم في المناسبات العامة أو الأنشطة.(3)
2- الأمر يختلف بالنسبة للمناطق التي تسيطر عليها تلك التنظيمات، ما يجعل الاحتكاك مباشرة بين الأطفال وعناصرها؛ فيعتمدون في هذه الحالة على سياسة التعليم المباشر من خلال تلقين الأطفال، بشكل مكثف، مبادئ وممارسات التنظيم، ومن ثمّ يخضعون إلى تدريبات مكثفة جسدية ونفسية تتضمن قدرًا كبيرًا من الوحشية.
3- ما بين العنصرين السابقين، ثمة طريقة ثالثة لدى تلك التنظيمات، تتمثل في مصطلح “العزلة”، حيث تستغل تلك التنظيمات الظروف الاجتماعية أو البيئية التي تفرض عزل الأطفال عن بعض المناطق بزعم الحفاظ عليهم من مخاطر الصراعات، ويستغلون الثقة التي يبديها الأطفال في هؤلاء بالنظر إلى انتشالهم من المخاطر، ومن ثمّ تكون القدرة على الإقناع أو الالتزام بالتعليمات أكثر سهولة، فيتم تعميق قيم الولاء والتضحية والتضامن بين الطرفين، ومن ثمّ يتحولون إلى عناصر في تلك الجماعات.(4)
4- طريقة أخرى تعتمدها بعض الجماعات، تتمثل في الخطف القسري، إذ تبدأ بعملية اختطاف وضرب للأطفال من أجل إخضاعهم للتجنيد الإجباري، وهو ما تحدثت عنه تقارير عديدة بشأن انتهاكات لجماعة الحوثي الإرهابية باليمن.(5)
5- كما تعتمد التنظيمات الإرهابية على سياسة تحفيز الأطفال التي تجعلهم أكثر إقبالاً على القتال من خلال مصاحبتهم لقيادات التنظيمات في بعض المهام وتنفيذ عمليات إعدام، وهو ما ظهر في الكثير من الإصدارات المرئية لتلك التنظيمات، بالإضافة إلى التشبه بقيادات التنظيم بمنح الألقاب الكبيرة لبعض الأطفال، مثل لقب أبو القعقاع وأبو طلحة.
6- الاستقطاب من خلال منتديات الإنترنت وغرف الدردشة المغلقة التي تعتبر بمثابة فصول دراسية عبر الإنترنت، للوصول إلى الأطفال والمراهقين.
7- الرافد المهم – أيضًا – يتمثل في استخدام ألعاب الفيديو لتجنيد وجذب صغار المقاتلين منذ بداية القرن الحالي، حيث نجح تنظيم “داعش”، على وجه الخصوص، في هذا المجال وأسفرت جهوده عن تجنيد المئات، عبر لعبتها الشهيرة (Grand Theft Auto)، التي من خلالها يمكن للاعبين تبادل الأدوار وتقمص شخصيات قيادات وعناصر “داعش” في المعارك، وأدخل التنظيم كثيرًا من التعديلات على اللعبة تسمح للاعبين بقتل عناصر تطبيق القانون، ومهاجمة القوافل العسكرية بالمتفجرات والألغام، ولعب أدوار قناصة لقتل الجنود الأميركيين.(6)
8- بعدما يتم اجتياز أيٍّ من المرحل السابقة، يصلون إلى مرحلة الاندماج الكلي، التي تعتمد في الأساس على تعزيز الخبرات التي جرى اكتسابها خلال فترة التدريب، واجتياز الأطفال المزيد من التدريبات المتخصصة، التي تمكنهم من القيام بالمهام الموكلة إليهم.
ما سبق توطئة هامة للإحصائيات المرعبة التي ذكرتها منظمات وتقارير دولية، بعضها قال إن تعداد الأطفال المشاركين في الأعمال القتالية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ارتفع ضعفين خلال العام الماضي، على خلفية تصعيد العنف باليمن والعراق وسوريا في السنوات الأخيرة، وارتفاع عدد المشردين ونقص الخدمات الأساسية. وهي التقارير ذاتها التي تحدثت عن أن تفاقم الأوضاع الإنسانية، دفع العديد من المدنيين إلى إجبار أطفالهم على حمل السلاح كجنود يتقاضون أجرًا.
أطفال الحوثي
إزاء ما سبق، فإن أكثر التنظيمات اعتمادًا على الأطفال، هي جماعة الحوثي الإرهابية في اليمن، لعدة أسباب، من بينها البيئة الأكثر فقرًا التي توفرها اليمن الغارقة في أوضاع اقتصادية ومجتمعية وصحية صعبة، تجعل تجنيد الأطفال أمرًا سهلاً بالنسبة للجماعة، فضلاً عن التحشييد الطائفي الذي يعبئ الأسرة بالكامل – شبابها وأطفالها – وفق مذهب عقائدي تغرسه الجماعة في أذهان الأسر، باعتبارهم يجاهدون في سبيل الله، فلا يكاد معسكر للحوثيين أو تجمع أو حشد عسكري، يخلو من أطفال.
الأرقام والمؤشرات التي ذكرت، أخيرًا، عن إحصائية الأطفال لدى جماعة الحوثي الإرهابية، والتي وصلت إلى نحو 11 ألف طفل جرى إلحاقهم بالعمل الحربي التابع لـ”أنصار الله” الإرهابية منذ مارس 2015، تشير إلى أنّ قوام الهيكل العسكري لدى الحوثيين يتمثل في الأطفال.(7)
وتتمثل سياسة الحوثي الإرهابية في الاعتماد الأكبر على الأطفال لعدة أسباب، أولها التأثير العقائدي – كما أسلفنا – ثانيًا، تعتمد الجماعة على تجنيد الأطفال من أجل إطالة أمد قدرتها على تحمل الحرب، بالنظر إلى أن الأطفال أسهل انقيادًا من الكبار، ما يسهل التأثير عليهم، فضلاً عن جعلهم مقاتلين على المدى البعيد، وضمان ولائهم في المستقبل مع امتداد الصراع والحرب.
ثالث الأسباب التي جعلت عددًا كبيرًا من الأطفال في صفوف “أنصار الله” الإرهابية، يرجع إلى الوضع المعيشي وحالة الفقر لدى الأسر، ما جعلهم يضغطون لإقناعهم بتجنيد أبنائهم بمقابل مادي يسد الحاجة في الحياة.(8)
أبناء في ثوب الآباء
يأتي تنظيما “داعش” و”القاعدة” الإرهابيان في المرتبة الثانية من حيث استغلال وتجنيد الأطفال، أغلبهم خريجو ما يسمى “الدورات الشرعية” التي يعقدها التنظيم لأبناء عناصره الذين قتلوا في جبهات القتال، مستغلاً فقر الأسر ويُتْمَهُم، وبالتزامن مع إعدادهم العسكري والمعنوي من خلال عمليات غسل الدماغ، يرتكز في أغلبها على عنصر “الثأر” لآبائهم الذي قضوا في ساحات المواجهة؛ وهو ما يمثل أرضًا خصبة للتقبل السريع لدى الأبناء لفكرة الانضمام لمعسكرات “الجهاد”. لكنّ العامل الأكثر خطورة لدى هؤلاء، يكمن في تنشئتهم منذ الصغر على الفكر التكفيري الراديكالي، على خلاف العناصر الناضجة الذين مارسوا قبل انضمامهم للتنظيم حياتهم العادية، ما يمكنهم حال الخضوع للمراجعات العودة لذي قبل، على خلاف هؤلاء الأطفال الذين خضعوا لمعسكر العنف منذ نعومة أظفارهم، فلم يروا في الحياة إلا القتل وسفك الدماء، وهو ما يرفع مؤشر الإجرام لديهم في المستقبل.(9)
لذلك، لا تخلو منطقة انتشار لتلك التنظيمات مما يطلق عليه معسكرات “أشبال الخلافة”، وهي المستوحاة أساسًا من فكر تربية النشء لدى جماعة الإخوان المسلمين، الذين يهتمون بالأشبال اهتمامًا يُضاهي اهتمامهم بالكبار، حتى باتوا ركنًا من أركان التنظيمات الإرهابية، إمَّا من أجل الثأر لآبائهم، أو انغماسهم في الإيديولوجية الراديكالية، وهو ما ظهر في رصد قدّمه المرصد السوري لحقوق الإنسان عندما وثّق مقتل 52 طفلاً دون سن الـ16 عامًا جنّدهم تنظيم “داعش” الإرهابي في مناطق الصراع بسوريا، من بينهم ما يزيد على 18 طفلاً نفذوا عمليات انتحارية.
مستقبل مرعب
الأمر الأكثر خطورة في ملف تجنيد الأطفال، بدأ يتكشف مع انهيار تنظيم “داعش” الإرهابي، حيث بات هؤلاء الأطفال بحاجة إلى الاندماج في المجتمع، بعضهم يأتي برفقة أمهاتهم بعد مقتل الأب، حيث بدأوا ينتشرون داخل المجتمعات المدنية، وهو ما يجعل المنطقة في المستقبل مهددًا بازدياد الجرائم وأعمال العنف، يضاف إلى ذلك العدد المهول للأطفال في صفوف التنظيمات الإرهابية، بسبب فقدانها الكثير من العناصر بمناطق النزاعات، ما يجعل الأطفال العائدين إلى المجتمعات المدنية أكبر من هؤلاء الكبار.(10)
كما أن الطبيعة الثقافية والتعليمية التي بات عليها هؤلاء الأطفال، تفاقم من أزمة المستقبل المعيشي لدى تلك المجتمعات، حيث كان العامل الأبرز لدى تلك التنظيمات، اعتمادهم على تجنيد الأطفال غير المتعلمين، ما يجعل مهمة إدماجهم في الحياة المدنية أمرًا شاقًا، قبل أن يكون خطرًا في آنٍ معًا.
الأمر الأكثر خطورة، هو أن مستقبل الأجيال المقبلة، سيكون محاطًا بإرث دموي عنيف، وهي سياسة تلك التنظيمات، حيث يعتمدون على خلق إيديولوجية عدائية مقصودة تحول دون استقرار المجتمعات مستقبلاً، من خلال تعميق جذور العنف والأفكار الراديكالية؛ مما يسهل عمليات السيطرة عليها، وهو ما بدا واضحًا من تحذيرات أجهزة الأمن الغربية التي تحدثت عن “إدراك الخطورة التي تشكله عودة الأم وأطفالها من مناطق النزاع عقب مقتل زوجها”، وهو ما فسّر تنفيذ ثلاثة أطفال هجمات في ألمانيا عام 2016.(11)
لذلك، انتهجت أوروبا استراتيجية للتعامل مع الأطفال العائدين برفقة أمهاتهم، بطريقة أكثر تشددًا باعتبارهم يمثلون نواة لمخاطر مستقبلية، لا سيَّما مع وجود حوالي 1000 طفل من دول الاتحاد الأوروبي فقط عائدين من سوريا. الأمر نفسه انتهجته فرنسا التي وضعت معظم القاصرين البالغ عددهم 66 طفلاً الذين عادوا من “داعش” الإرهابي في بيوت حاضنة، ليظلوا تحت أعينهم، فيما يحاولون تدارك مصائر حوالي 5 آلاف فرد من أفراد عائلة المجندين الأجانب الذين تقطعت بهم السبل الآن في المخيمات ودور الأيتام في العراق وسوريا.(12)
النتائج
1- في المجمل، يمكن القول إن التنظيمات الإرهابية استغلت على نطاق واسع عدة مقدمات سهّلت عليهم عمليات إدماج الأطفال في صفوف المقاتلين، لبناء عمود فقري للتنظيم المسلح.
2- إن عدم الإدراك والفضول إلى المخاطرة، والفقر، والتنشئة الخاطئة على أفلام المغامرات والعنف، فضلاً عن التكلفة المنخفضة، وعوامل الهوية الاثنية أو القبلية أو الدينية، كلها مثّلت دوافع مشجعة لدى التنظيمات المسلحة لاجتذاب الأطفال.
3- اعتمدت طرق تجنيد الأطفال على عدة أساليب، من بينها: مفهوم “الإغواء والإغراء” من خلال زرع رغبة عارمة لدى الأطفال نحو الأعمال العدائية، وسياسة التعليم المباشر للأطفال الموجودين بشكل مباشر في مجتمعاتهم، وسياسة “العزلة”، خاصة في المخيمات، والخطف القسري، ومصاحبة قيادات التنظيمات ومنتديات الإنترنت، وألعاب الفيديو.
3- أكثر التنظيمات اعتمادًا على الأطفال، هي جماعة الحوثي الإرهابية في اليمن، لعدة أسباب، من بينها البيئة الأكثر فقرًا التي توفرها اليمن الغارقة في أوضاع اقتصادية ومجتمعية وصحية صعبة، تجعل تجنيد الأطفال أمرًا سهلاً بالنسبة للجماعة، فضلاً عن التحشييد الطائفي والديني.
4- جانب لا بأس به من الأطفال المقاتلين، هم خريجو ما يسمى “الدورات الشرعية” التي تعقدها التنظيمات الإرهابية لأبناء عناصرها الذين قتلوا في جبهات القتال، مستغلاً فقر الأسر ويُتْمَهُم، وزرع عوامل الثأر داخلهم.
5- بات الأطفال العائدون من مناطق النزاعات، يمثلون خطورة كبيرة في المستقبل، بالنظر إلى حاجتهم للاندماج في المجتمع، بخاصة هؤلاء العائدون برفقة أمهاتهم بعد مقتل الأب.
وحدة الدراسات السياسية*
المراجع
1- الأسباب الأساسية لتجنيد الأطفال، (الأمم المتحدة).
2- تجنيد الأطفال.. جريمة حوثية بمعارك اليمن، (سكاي نيوز).
3- صناعة الإرهابي: المراحل الست لتنشئة الأطفال في “داعش”، (المستقبل للدراسات والأبحاث).
4- المصدر السابق.
5- الحوثيون لـ”الأطفال”: التجنيد أو الموت، (عكاظ)
6- التطرف: دور وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الجديدة، موقع (مركز العمليات المعقدة) التابع لوزارة الدفاع الأميركية.
7- تجنيد الأطفال .. منظومة الحوثيين في التعبئة الفكرية والعقائدية، (المشهد العربي)
8- تجنيد ميليشيات الحوثي وصالح الأطفال في اليمن.. جريمة مركبة، (الشرق الأوسط)
9- ظاهرة تجنيد الأطفال ومخاطرها، (منصة الوقت)
10- آثار تجنيد الأطفال في الجماعات الإرهابية على كل من الطفل والمجتمع، http://www.rok-online.com/?p=7451
11- ضابط مكافحة الإرهاب يحذر من التهديد الذي يشكله الأطفال الجهاديون العائدون إلى المملكة المتحدة – النسخة الإنجليزية (Evening Standard)-https://bit.ly/2rzyCxA
12- أثارها داعش: “هؤلاء الأطفال رأوا أشياء فظيعة”، (نيويورك تايمز). https://nyti.ms/2FxESKZ
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر