سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
عبير خالد
ما الذي يعنيه وجود اسم المبتعثة الناشطة والفاعلة “غادة الغنيم” في سلسلة الأوامر الملكية الأخيرة بالنسبة لمغتربات مبتعثات في “تونتو”، أو “واشنطن”، أو في إحدى ضواحي “لندن”، يستذكرن دروسهن ويتشاركن مع غادة كثيرًا من الأمور؟ ما الذي يعنيه وجود اسم “كوثر الأربش”، الأم التي فقدت ابنها ضحية الإرهاب، بالنسبة لأمهات كثر عشن تفاصيل مماثلة ومساوية في الوجع والألم ويسعين لتجاوزها للمضي قدمًا؟ وما الذي يعنيه وجود اسم العالمة الفيزيائية “تماضر الرماح” بالنسبة لطبيبات وعالمات سعوديات كثر يقدمن كل ما يمكن تقديمه لخدمة المرضى والمحتاجين في كافة مستشفيات وطننا الغالي؟ كم فتاة سعودية سوف تكبر وتنضج وقد ترددت على مسامعها أوامر من شأنها تمكين للمرأة واحتفاء بمنجزاتها وتقدير لعطاءاتها؟ أي ذكريات وأي موروث تتم صناعته بفضل هذا الأمر الملكي؟ وكم سيرفع ذلك من تطلعات وسقف طموحات جيل كامل من الفتيات الناشئات؟
إن الأمر الملكي الأخير، لم يكن عن ثلاث سعوديات تمت ترقيتهن وظيفيًا فحسب، لا بل كان صناعة لثقافة جديدة وتاريخ غير مسبوق في النسوية السعودية.. وأفضل ما يمكن وصف تمكين المرأة به، هذا هو القول أنه “علاج بالصدمة”، ذلك أن أجيالاً وأجيالاً من النساء، سبق أن عشن دون أن يكون لهن حضور، أو بروز، أو تمكين طوال حقبة زمنية لم نكن لنتجاوزها لولا رؤية 2030، والإصلاحات الاجتماعية والثقافية الأخيرة. إن “العلاج بالصدمة”، وهي الكلمة التي استخدمها ولي العهد، في حديثه لـ”واشنطن بوست” أواخر فبراير، يعكس بالفعل حاجتنا الماسة والحقيقية لمثل هذه القرارات التمكينية والإصلاحية والقادرة على جعل واقعنا أكثر مواكبة لتطلعاتنا وما نطمح إليه.
وأيضًا، ما الذي يعنيه وجود المرأة في أمر ملكي تمَّ إصداره في الربع الأول من 2018 تحديدًا؟ يعني أننا ماضون بانتظام وانسيابية نحو تحقيق أهداف رؤيتنا والداعية لرفع معدل تمكين المرأة مهنيًا من 22% إلى 30%، أي تشجيع مليون سعودية للانخراط والاندماج في سوق العمل. ولعل دخول المرأة للمجالس البلدية ناخبة ومرشحة، ودخولها لمجلس الشورى، عوامل تمكينية سبقت إيصال المرأة لسدة الوزارة بتعيين الدكتورة تماضر الرماح، نائبة لوزير العمل بالمرتبة الممتازة. ويظل أحد الأبعاد غير المباشرة لهذا التمكين، هو تغيير الفكر غير المحفّز لعمل ونجاح المرأة مهنيًا. ولذلك، إلى جانب تناسبية وقت هذه القرارات، فإن لها قيمة جوهرية على صعيد المجتمع وممارساته الثقافية والفكرية.
ما أود قوله هنا، بحكم اختصاصي الإعلامي، وإجرائي لعدد من الدراسات الاجتماعية والجماهيرية، هو أن أصداء الأمر الملكي الأخير، الذي تضمّن أسماء لثلاث سيدات، كانت واسعة وإيجابية، مباشرة وغير مباشرة، وكان لهذا الأمر الملكي حيز في ذاكرة كل السعوديات الحالمات ممن يخططن لخدمة وطنهن، ويرين من سبقهن ينلن التكريم ويحظين بالمنصات التي تساعد على صناعة التغيير المؤثر ورد الجمائل لهذا الوطن وقادته وشعبه.
مبتعثة لدراسة بكالوريوس الإعلام والاتصال، لندن *
@AbeerKhalid95
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر