سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
استحوذت زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى بريطانيا على جانب واسع من اهتمام الإعلام الغربي، بالتوازي مع اهتمام رسمي غير معتاد لزيارة مسؤول غير رأس الدولة، إذ فرضت شخصية الأمير الشباب، نفسها على المستويين الإقليمي والدولي، وبدت الصورة المشتركة لكافة التغطيات الغربية، تنقل تلك الصورة التي ترسم شخصية قائد يحمل رؤية تنموية طموحة، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات عديدة، تتزامن مع تحولات في المملكة مهبط وحي النبوة، رسمتها أغلب الصحف في مقالات افتتاحية، أو آراء محللين، بأنها مرحلة جديدة للسعودية على يد الأمير الشاب.
وفرضت الجولة الخارجية الأولى لولي العهد، بمنصبه الجديد، نفسها بقوة على الرأي العام العالمي، فبرزت عدة زوايا من بين التغطيات التي تناولت – في المجمل – عدة محاور، بعضها يتعلق بمحاولات ولي العهد، تبديد المخاوف الغربية إزاء التحولات التي تشهدها المملكة حديثًا، بالإضافة إلى حشد تعاون اقتصادي دولي لتنفيذ رؤيته التنموية، وبناء شراكة دولية لمواجهة الإرهاب، جميع تلك المحاور لم تغفل الالتفات إلى شخصية الأمير باعتباره “دينامو بشريًا ومؤسسًا حديثًا” للمملكة، وفق ما نقلت صحف كلٍّ من: واشنطن بوست، وفايننشال تايمز، وذا ناشيونال، وفوربس، والإندبندنت، وتليجراف، والجارديان، ورويترز، وغيرها من وسائل الإعلام والوكالات الدولية.
تبديد المخاوف
بدا الاهتمام بزيارة ولي العهد واضحًا من خلال تغطية وكالة “رويترز”، التي ركزت في كثير من نشراتها الإخبارية على أن الأمير محمد بن سلمان، يسعى إلى “تبديد المخاوف الغربية من حملات التطهير”، التي شهدتها المملكة مؤخرًا، حيث يريد إقناع حلفاءه البريطانيين والأميركيين بأن الإصلاحات التي وصفتها الوكالة بـ”الصادمة” جعلت المملكة في مكان أفضل للاستثمار، والمجتمع أكثر تسامحًا، لا سيَّما في ظل الخطط التنموية الطموحة. كما عرّجت الوكالة في بعض التغطيات على حملة مكافحة الفساد التي أعلنت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.(1)
أهداف اقتصادية
الاهتمام الغربي ركّز في إحدى محطاته على الأهداف الاقتصادية للزيارة، وهو ما بدا في تغطية صحيفة “فايننشال تايمز”، التي قالت إن الزيارة التي يستحوذ الجانب الاقتصادي على مساحة واسعة فيها، ستشهد التوقيع على سلسلة من الاتفاقات في صفقات يمكن أن تصل قيمتها إلى أكثر من 100 مليار دولار، حيث تسعى الدولتان إلى التعاون في قطاعات، مثل: التعليم، والتكنولوجيا، والأمن. في وقت تحدث فيه دبلوماسيون، خلال الفترة الأخيرة، عن خطط لمزيد من الاستثمارات السعودية في المملكة المتحدة، فضلاً عن حصول المملكة على شركات بريطانية يمكنها المساعدة في تنفيذ إصلاح جذري للاقتصاد الخليجي، بالتزامن مع كون الأمير محمد بن سلمان المحرك الرئيسي لبرنامج “رؤية السعودية 2030″، الذي يهدف إلى الحد من الاعتماد السعودي على النفط.(2)
الأمر نفسه، تحدثت عنه صحيفة “U S NEWS”، التي قالت إن زيارة ولي العهد السعودي إلى بريطانيا والولايات المتحدة، تشكل انفتاحًا اقتصاديًا أكبر للمملكة على المستوى العالمي، متوقعة التوصل لاتفاق حول إدراج شركة أرامكو العملاقة النفطية في البورصات العالمية.(3)
دينامو بشري ومؤسس
شخصية ولي العهد، فرضت نفسها بقوة على مجمل التغطيات الغربية لزيارته، حيث وصفته صحيفة “تليجراف” بأنه “مثال للدينامو البشري”، في خضم حديثها عن الزيارة التي جعلت “ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم السعودي الشاب المكلف بتنفيذ أكثر أجندة الإصلاح جذرية في تاريخ بلاده”، في مساعٍ لتحويل الاعتماد السعودي الطويل الأمد على ثروته النفطية الهائلة إلى اقتصاد متعدد. كما يشرع – في الوقت نفسه – في إصلاح المعايير الاجتماعية للبلاد، في واحدة من الإصلاحات الأكثر رفيعة، إذ اعتبرت الصحيفة “أن توثيق العلاقات بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية، يخلق حالة من الأمن والأمان للبلدين في القريب العاجل”، وهي الرؤية الأكثر تفاؤلاً في طريق الإصلاح الاقتصادي والمجتمعي في المملكة.(4)
الأمر نفسه، عرّجت عليه “الإندبندنت”، التي أفردت مساحة للحديث عن دلالات زيارة الأمير، معبرة عن براعة الأمير محمد بن سلمان، الذي يقف خلف “رؤية السعودية 2030″ التي وضعتها المملكة، ووصفتها بـ”الخطة الطموحة واسعة النطاق إلى حد كبير لفصل البلاد عن الاعتماد على النفط بعد تراجع عالمي في الأسعار”. كما دخلت الصحيفة إلى جزئية أخرى تتعلق برؤية الأمير الشاب، الذي لم يخلُ التحليل من الإعجاب برؤيته، التي أسفرت في إحدى محطاتها عن وصول التغيير المجتمعي الضخم، إلى السماح للنساء بالقيادة، اللاتي يتوقع أن يشكلن 30% من القوة العاملة على مدى السنوات الـ12 المقبلة. وفي نهاية إعجابها بقوة شخصية الأمير، أشارت إلى “انتقاده علنًا المؤسسة الدينية في المملكة على اعتبار أنها غير متابعة للتطورات، ووعد بالعودة إلى (الإسلام المعتدل)”.(5)
مجلة “فوربس” زادت من مستوى الانبهار بالأمير الشاب، فقالت “إنه (ولي العهد) يفترض أن يكون مثل جده الملك المؤسس، حيث يسعى إلى تأسيس جديد وتغيير جذري للمملكة العربية السعودية”، منطلقة إلى أنه “يمتلك الكاريزمية”، وفي لمحة أخرى قالت “في المرة الأخيرة التي جاء فيها الأمير إلى الولايات المتحدة، في عام 2016، قام بزيارة مؤسس الفيسبوك مارك زوكربيرج”.(6)
شراكة دولية لمواجهة الإرهاب
التغطيات الإعلامية الغريبة، لم تكن بعيدة عن الأهداف الأمنية للزيارة في إطار التعاون المشترك لمواجهة الإرهاب، وهو ما برز في موقع “Mail online”، الذي سلّط الضوء على تلك النقطة، بالتلويح إلى أن ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، يتعهد بمساعدة بريطانيا على هزيمة الإرهاب، قبل أن تنقل عن مصادر بريطانية وسعودية، أن الصفقات التجارية ممكنة مع مجموعة الدفاع البريطانية “بي آي إي سيستمز” وصانع الأسلحة الأوروبية.(7)
انفتاح سعودي
كما لم يغب الانفتاح الذي بدت عليه المملكة العربية السعودية، مؤخرًا، عن اهتمام الصحافة الغربية، وهو ما بدا من تغطيات “الجارديان” التي قالت “إن الإصلاح في المملكة العربية السعودية، سيكون تغييرًا في العالم الإسلامي بأسره، وما يحدث الآن هو ذو أهمية كبيرة، والسماح للمرأة بالقيادة، وحضور مباريات كرة القدم، وافتتاح دور السينما، كلها جزء من جهد حقيقي لتنوير المجتمع السعودي”، وهو ما اعتبرته جهودًا تتسق مع جولات مكوكيّة لولي العهد لتحقيق شراكة بمستويات متقدمة.(8)
الانفتاح السعودي فتح شهيّة “The bureau investigates”، لإبراز تقرير تتحدث فيه عن مساعي الأمير محمد بن سلمان، لـ”جعل البلاد أكثر ليبرالية وأقل تطرفًا أو تعصبًا، من خلال خطوات لتخفيف التدابير الخاصة بالمرأة السعودية والسماح لها بقيادة السيارات، فضلاً عن القضايا الاقتصادية الأخرى التي تعتبر جوهر مشروع الأمير لتطوير المملكة”.(9)
نتائج
– تشير مجمل التغطيات الإعلامية إلى اهتمام واسع بزيارة ولي العهد السعودي، إلى بريطانيا في وقت تشهد فيه المملكة تحولات مهمة؛ وهو ما دفع بعض الصحف إلى اعتبار الزيارة تهدف إلى “تبديد المخاوف الغربية من حملات التطهير”.
– الاهتمام الغربي ركّز – أيضًا – في إحدى محطاته على الأهداف الاقتصادية للزيارة، وهي واحدة من البنود الرئيسية التي يحاول ولي العهد، الانتقال بالمملكة من مرحلة الاقتصاد الريعي إلى الأخرى المتعددة الروافد.
– جانب آخر من التغطيات الغربية، أبرز شخصية ولي العهد، التي فرضت نفسها بقوة على مجمل التغطيات، حيث وصفته صحيفة “تليجراف” بأنه “مثال للدينامو البشري” بالنظر إلى رؤيته الانفتاحية وشخصيته الجريئة.
– التغطيات الإعلامية الغربية، لم تكن بعيدة عن الأهداف الأمنية للزيارة، في إطار التعاون المشترك لمواجهة الإرهاب، وهو ما دفع بعض الصحف إلى توقع التوقيع على اتفاقيات شراكة دفاعية وأمنية واستخباراتية.
وحدة الرصد والمتابعة*
المراجع
1- ولي العهد السعودي في زيارة إلى حلفائه بالغرب (رويترز).
2- ولي العهد السعودي.. المملكة المتحدة وصفقات بقيمة 100 مليار دولار على الطاولة (فايننشال تايمز).
3- اكتتاب “أرامكو” في قلب زيارة الأمير السعودي.
4- محمد بن سلمان: الشعب البريطاني والسعودي سيكونان أكثر أمنًا إذا كان لدينا علاقة قوية.
5- محمد بن سلمان يزور المملكة المتحدة: من هو ولي العهد السعودي؟
6- ولي العهد السعودي يبحث استثمارات في زيارته.
7- ولي العهد السعودي يساعد بريطانيا على هزيمة الإرهاب.
8- زيارة ولي العهد السعودي إلى المملكة المتحدة تلقي الضوء على العلاقات والتوترات.
9– ولي العهد السعودي منفتح في العلاقات العامة.
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر