سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
أمجد المنيف
يبدأ اليوم سمو ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، جولته الخارجية حول عدد من عواصم صناعة القرار بالعالم، يبدؤها من القاهرة، ذات الثقل الاستراتيجي في المنطقة، وحليف الرياض، ليرد أولاً على الشائعات التي حاولت أن تستهدف علاقة البلدين العميقة، ويقتل أحلام المتطرفين.
الأمير محمد بن سلمان، ومنذ أن كان وليًا لولي العهد، وهو يقود ملفات السياسة الخارجية للسعودية، حيث استطاع أن يرمّم العلاقات مع واشنطن، بعدما بلغ الجفاء سماء عالية، جراء الإدارة “الأوبامية”، التي تعاطفت مع الخراب في المنطقة، ودعمت الإرهاب الإيراني، حتى جاء دونالد ترمب وقطع حبل هذا التمدد.
في روسيا، أيضًا، أعاد الدفء للعلاقات بعد هجرة طويلة، ونسيان كبير، وتوّجها بالتعاون السياسي والاقتصادي والعسكري، بالإضافة إلى التقاطعات الثقافية، وفتح الكثير من الملفات المغيبة.
الأمر ذاته في شرق آسيا، وإفريقيا، والاتحاد الأوروبي، رمّم الأمير العلاقات، ونشّط ما يمكن الاستفادة منه للتعاون، واستثمر العديد من الملفات الاقتصادية، التي منحت فرصًا أكثر للتقارب وتوحيد لغة الخطاب.
أظن أن ملف “رؤية السعودية 2030″، عبّد الكثير من الطرق مع الدول المختلفة، التي تتطلع للاستثمار، أو المساهمة ببيوت الخبرة. كما أن المدن الاقتصادية الحديثة، “نيوم” في مقدمتها، ساهمت في تقريب وجهات النظر، وتحديد الأولويات بوضوح.
غير مرة، قلت بضرورة التحالفات الثنائية، ذات النتاج الرشيق، والتفاعل المباشر، بعيدًا عن بيروقراطية التحالفات الكبيرة. هذه الزيارات، والجولة الحديثة للأمير، تسهم – من وجهة نظري – في هذا بشكل مباشر، وأصيل.
بحسب الأعراف الدولية، يمكن من خلال العلاقات الثنائية حماية مصالح الدولة، والدفاع عن حقوقها في الخارج، وعرض وجهات نظرها في الخارج، وكذلك من أجل البحث عن حلفاء أكثر، بالإضافة إلى تقوية العلاقات عن طريق تشابك المصالح وعقد اتفاقات تبادل المصالح، واستطلاع أحوال الدول بالطرق المشروعة.
يمكن وصف العلاقات السعودية المصرية بالعلاقات الاستراتيجية المتينة، التي تتسم بالقوة والاستمرارية، نظرًا للمكانة الكبيرة والإمكانات التي يتمتع بها البلدان. كما تعد السعودية ومصر، قطبي التأثير في العالم العربي والإقليم، منذ فترة طويلة، وهناك تناغم كبير في المواقف إزاء القضايا الإقليمية والعالمية.
فيما يتعلق بالعلاقات السعودية الأميركية؛ فمنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين في عام 1940، والسعودية والولايات المتحدة حليفان، وقد تخللت هذه العلاقة بعض الخلافات الطارئة مثل حرب 1973، لكن لم يمنع ذلك من متانة العلاقة في الثمانينيات والتحالف ضد السوفييت.. وبخلاف الأهمية الاقتصادية للمملكة، كأحد أكبر منتجي الطاقة في العالم، يأتي دور المملكة المحوري في السلام والأمن في الشرق الأوسط.
في نفس الوقت، تجمع بريطانيا والمملكة العربية السعودية، علاقة تحالف وطيد منذ زمن طويل، ترجع تلك العلاقات إلى فترة الحرب العالمية الأولى. كانت المملكة المتحدة من أوائل الدول التي اعترفت بالسعودية عام 1926، وهناك أكثر من 200 مشروع مشترك بين الشركات السعودية والبريطانية، بقيمة تقدر بـ 17.5 بليون دولار.. كما أن السعودية هي الشريك الأساسي للتجارة البريطانية في الشرق الأوسط.
وعلاقات مهمة مع فرنسا والصين واليابان وغيرها.. استعراض التعاونات الثنائية وتأكيدها ضروري، يمكن قراءة انعكاساته بشكل واضح.. وهذا ما تصبو إليه الرياض. والسلام..
مدير عام مركز سمت للدراسات، وكاتب سعودي*
@Amjad_Almunif
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر