الرجولية “Meninist” في دعم النسوية السعودية! | مركز سمت للدراسات

الرجولية “Meninist” في دعم النسوية السعودية!

التاريخ والوقت : الثلاثاء, 27 فبراير 2018

ماجدة السويح

شهد المجتمع الأميركي، صراع النسويات ونضالها في مواجهة الهيمنة الذكورية، عبر أربعة مراحل تاريخية، كانت حافلة بالصراعات حينًا، والإنجازات في أحيان أخرى؛ حيث شهدت المراحل الأولى، تطرف المرأة وإقصاءها للرجل دفعًا للظلم والتمييز المجتمعي، الذي كان يُعلي من شأن الرجل ويهبه كامل الحقوق دون المرأة، التي اقتصرت وظيفتها على الأمومة ورعاية الأطفال والزوج.

وقد ساهمت الحركة النسوية بأميركا، في ظهور حركة متأخرة مساندة لها من قبل الرجل، ليتم حينها استحداث مصطلح “Meninist ” مينينيست، أو “الرجولية” لأول مرة عام 2001، لدعم النسوية بمبادئها ومفاهيمها في مواجهة الهيمنة الذكورية على جميع مناحي الحياة.

المنظمة العالمية “Meninist”، ترفع شعار المساواة للجميع، لدعم حقوق النساء، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، حيث تساعد المنظمة بدعمها للنساء في إنهاء الهيمنة الذكورية التي امتدت نحو 2000 سنة. كما تتعهد المنظمة النساء بدعمهن، عبر تقاسم المسؤوليات في البيت والتربية، فالمرأة الأميركية ناضلت طويلاً لتنال تأييد الرجل ومساندته الرسمية متأخرًا.

بينما في المجتمع السعودي، أرى أن “مينينيست”، أو الحركة “الرجولية”، كانت السباقة والداعمة والمساندة قبل ظهور الحركة النسوية للمطالبة بحقوقها. وقد كان للملك سعود – رحمه الله – دور عظيم في افتتاح أول مدرسة للبنات بنجد حيث بدأ بتعليم بناته، والتوسع في المشروع التعليمي، وإقناع وتشجيع الناس على إلحاق بناتهم بالمدرسة، التي اتخذت من قصره الخاص بالناصرية مقرًا لها في البدايات، رغم حداثة الموضوع ومعارضة الأهالي لتعليم الفتيات. كما شهد التاريخ السعودي، دورًا رائدًا للأديب الراحل عبدالكريم الجهيمان، الذي كان من أوائل الداعمين لحقوق المرأة، وحقها الأهم في التعليم، حيث واجه الإيقاف من رئاسة التحرير والسجن بعد نشره مقالاً داعمًا لحق المرأة بالتعليم في جريدة أخبار الظهران.

 في الحركة النسوية السعودية الأولى لدعم قيادة المرأة للسيارة، حضرت النسوة، واستفرد بالمشهد المصور الصحفي صالح العزاز، ليوثق بعدسته، التي صودرت، ولم ترَ النور بعد، الحركة النسوية عام 1990.

الحراك النسوي، الآن، اتخذ من الإنترنت مقرًا آمنًا وعابرًا للقارات في المطالبة والمشاركة، لدعم حقوق المرأة والمطالبة بإصلاح السياسات والقوانين، التي قد تتسبب في عرقلة وظلم المرأة أحيانًا. فالمنصات الاجتماعية تشهد – حينًا – حراكًا لا يهدأ، يشبه التجربة الأميركية في بدايتها بتطرفها في محاولة إقصاء الرجل، وشيطنته ومسؤوليته عن كل ظلم قد تتعرض له النساء بالمجتمع. كما تشهد الشبكات الاجتماعية – حينًا – حراكًا واعيًا معتدلاً، يتقاسم فيه النساء والرجال معًا تشخيص مواطن العلل، واقتراح الحلول والمطالبة بمعالجتها.

وأخيرًا .. أرى أن الرجولية السعودية، عبر التاريخ، كانت سباقة ومبادرة في دعم وتأييد حقوق المرأة، حتى قبل ظهور الحركة النسوية، ومستمرة في استكمال واجبها في الدعم والمساندة، لإحقاق الحق ورفع الظلم، الذي تواجهه المرأة من قبل القوانين، التي تستند بعضها على الأعراف والتقاليد.

‏أكاديمية و كاتبة سعودية*

@AlsewaiahMajedh

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر