Stephanie Dunn, Firuze Alpaydin

انبعاثات النطاق 3 النهائية، وهي تلك التي تتولد بعد مغادرة المنتج المصنع، تشكل الحصة الأكبر والأكثر تعقيدًا من انبعاثات سلسلة قيمة الشركات. ومع ذلك، فإن القليل من الشركات لديها استراتيجية واضحة لخفضها.

بالنسبة لأعضاء تحالف قادة المناخ من الرؤساء التنفيذيين “Alliance of CEO Climate Leaders”، تمثل هذه الانبعاثات 67% من إجمالي بصمتهم الكربونية، أي ما يعادل 3.5 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يقارب انبعاثات الهند السنوية من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، من الوقود الأحفوري والصناعة فقط، وفقًا لأرقام “عالمنا في البيانات” مع تحليل إضافي من “BCG”.

يمكن أن يؤدي معالجة الانبعاثات النهائية إلى خفض التكاليف، وتقليل الانبعاثات، وتعزيز مشاركة العملاء. لدعم ذلك، أصدر التحالف دليل النطاق 3 النهائي، الذي يحدد 12 رافعة قابلة للتطبيق يمكن للشركات استخدامها.

تتراوح هذه الرافعات من تصميم المنتجات المستدامة ونماذج الأعمال الدائرية إلى مشاركة العملاء والاستراتيجية المالية.

لماذا يصعب إزالة الكربون من الانبعاثات النهائية؟

تعتبر إزالة الكربون من الانبعاثات النهائية صعبة بشكل فريد بسبب عدة حواجز هيكلية:

تحكم محدود في الاستخدام النهائي: في أسواق المستهلكين، تمتلك الشركات تأثيرًا محدودًا على كيفية استخدام العملاء لمنتجاتهم أو صيانتها أو التخلص منها.

سلاسل قيمة معقدة وغير شفافة: في قطاعات الأعمال التجارية بين الشركات “B2B” مثل التصنيع أو الكيماويات، تمر المنتجات عبر العديد من الجهات الفاعلة النهائية. غالبًا ما تكون الانبعاثات الناتجة عن معالجة السلع الوسيطة “مثل تحويل الفولاذ إلى قطع غيار سيارات” غير مرئية للمصنع الأصلي.

فجوات البيانات وتحديات القياس: حتى في القطاعات التي لا تحتوي على سلاسل قيمة معقدة، يصعب تتبع الانبعاثات من العديد من فئات النطاق 3 “مثل الأصول المؤجرة أو عمليات الامتياز”.

حساسية العملاء للسعر: بالنسبة للعديد من الشركات، ليس من الواضح ما إذا كان العملاء سيدفعون سعرًا إضافيًا مقابل الخيارات الأكثر صداقة للبيئة. وهذا يقلل من الحوافز التجارية للابتكار القائم على الاستدامة.

تفعيل الاستراتيجيات القابلة للتنفيذ

ينظم دليل النطاق 3 النهائي رافعاته الاستراتيجية الـ 12 ضمن أربع فئات رئيسية. تعكس كل فئة مصدرًا رئيسيًا للانبعاثات النهائية وتقدم نقاط دخول عملية لعمل القطاع الخاص:

1. التصميم من أجل الاستدامة

تحسين استهلاك المنتجات الحالية: تحسين المحفظة الحالية لتتطلب موارد أقل لأداء نفس الوظيفة، وخاصة تحسين كفاءة الطاقة للمنتجات.

تطوير محافظ منتجات منخفضة الكربون: تطوير محفظة بمنتجات وحلول جديدة تؤدي إلى انبعاثات أقل في مرحلة استخدام المنتج مع تحقيق نفس الوظيفة.

تصميم نماذج أعمال دائرية: الانتقال إلى نماذج مثل “المنتج كخدمة” أو أنظمة الاشتراك لزيادة الاستفادة وتقليل هدر الموارد.

التصميم من أجل تدوير المواد: استخدام مواد قابلة لإعادة التدوير ومتجددة والتصميم لسهولة التفكيك لتمكين الاستعادة وإعادة الاستخدام.

التصميم لإطالة العمر الافتراضي: التصميم من أجل المتانة، وإمكانية الإصلاح والترقية. إنشاء أنظمة دعم للصيانة وقطع الغيار لتقليل النفايات وتكرار عمليات الشراء.

برنامج Beko الشامل لإعادة تدوير النفايات الكهربائية والإلكترونية “WEEE” هو مثال ممتاز على ذلك.

عززت Beko جهودها في إعادة التدوير من خلال افتتاح مصنعين مخصصين لجمع وتفكيك واستعادة المواد من المنتجات المنتهية الصلاحية. لتعزيز التأثير، أطلقت بيكو حملات استعادة تدعو العملاء لإعادة الأجهزة القديمة من أي علامة تجارية.

من عام 2014 إلى عام 2023، أدت هذه المبادرة إلى إعادة تدوير 1.75 مليون وحدة من النفايات الكهربائية والإلكترونية، مما قلل بشكل كبير من نفايات المدافن وعزز الاقتصاد الدائري.

2. اجتذاب العملاء

اجذب عملاء الشركات إلى المستهلكين نحو الخيارات الخضراء من خلال عرض مقنع: استخدم الشفافية والتسويق المستهدف والحوافز لتوجيه المستهلكين نحو المنتجات والسلوكيات منخفضة الانبعاثات.

شارك مع عملاء الشركات “B2B” في استخدام المنتج وإزالة الكربون في نهاية العمر الافتراضي: تعاون مع عملاء الأعمال لتطوير حلول مخصصة بشكل مشترك تقلل الانبعاثات أثناء استخدام المنتج والتخلص منه.

شراكة BASF مع Citroën لتصميم سيارة جيل جديد بالاشتراك بناءً على مبدأ الاستدامة “الأقل هو الأكثر”، مما أتاح تقليل وزن السيارة بنسبة 20%. اختاروا مواد متقدمة، مثل سقف من الورق المقوى المقوى بالزجاج على شكل قرص العسل، وتصميمات داخلية تقلل النفايات، وطلاءات مائية مرنة صديقة للبيئة، لتعزيز قابلية إعادة التدوير.

كانت تجانس المواد والتصميم المبتكر من عوامل النجاح الرئيسية، حيث تم استخدام مادة واحدة بشكل أساسي للتصميم الداخلي، وكلا البابين يتميزان بألواح متطابقة.

3. إدارة التدفقات المالية

تمويل الأصول الخضراء وتسويق المنتجات المالية الخضراء: زيادة التعرض للأصول المستدامة من خلال دمج الأهداف المناخية في التخصيص الاستراتيجي للأصول وتطوير المنتجات. إطلاق صناديق ذات تصنيف أخضر، وقروض مرتبطة بالاستدامة، وتأمين أخضر، وأدوات ذات صلة لتحفيز التحول نحو الأنشطة منخفضة الكربون.

تعزيز ودعم إزالة الكربون من المحافظ الاستثمارية: مساعدة العملاء في خططهم الانتقالية. تقديم خدمات استشارية، ومراقبة التقدم، وتقديم حوافز مالية لخفض الانبعاثات “مثل أسعار الفائدة المخفضة أو هياكل التمويل المختلطة”.

تقليل التعرض للمستثمرين الذين ليس لديهم استراتيجية مؤسسية للوصول إلى صافي الصفر: تعزيز عمليات مخاطر المناخ من خلال تحديد المستثمرين غير المتوافقين. إشراك الشركات في استعدادها للانتقال، وتحديد التوقعات، وتعديل مخصصات المحافظ وفقًا لذلك.

طور بنك BBVA منهجية داخلية لمواءمة محافظه الإقراضية مع صافي الصفر بحلول عام 2050. وضع البنك أهدافًا لخفض الانبعاثات خاصة بالقطاعات تماشيًا مع إرشادات تحالف صافي الصفر المصرفي وتفاعل بنشاط مع أصحاب المصلحة من خلال تقديم مشورة مخصصة لكل قطاع. وقد أدى ذلك إلى خفض كثافة الانبعاثات بنسبة 37% بين عامي 2020 و 2024 في قطاع توليد الطاقة.

4. تحسين النقل والتوزيع

تحسين إدارة النقل والتوزيع: التحول إلى وسائل نقل أقل انبعاثًا، مثل السكك الحديدية بدلاً من الشاحنات، الأساطيل الكهربائية، تحسين المسارات باستخدام أدوات البيانات، تحسين تخطيط الحمولة، واستخدام تغليف أكثر كفاءة لتقليل الرحلات وكثافة الانبعاثات.

التعاون مع المقاولين لتقليل انبعاثات النقل: التعاون مع مقاولي الخدمات اللوجستية لتبني أنواع وقود بديلة “مثل الوقود الحيوي، المتجدد”، دمج شبكات النقل المشتركة لتحسين الاستخدام، والتطوير المشترك لأهداف خفض الانبعاثات. تتبع التحسينات مثل تقليل أميال المركبات، وزيادة استخدام الوقود البديل، وأداء المقاولين في مجال الانبعاثات.

تعتبر انبعاثات النطاق 3 النهائية تحديًا وفرصة محددة للقيادة المناخية للشركات. من خلال التصميم المستدام، ونماذج الاقتصاد الدائري، والتمويل الأكثر ذكاءً، والتعاون مع العملاء، يمكن للقطاع الخاص تسريع التحول العالمي إلى صافي الانبعاثات الصفرية مع إنشاء تدفقات قيمة جديدة.

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: World Economic Forum