سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تمهيد
مع إعلان الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” الانتصار في سوريا على تنظيم (داعش)، سرعان ما اعتقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بإمكانه أن يتصرف كما يريد في صراعه مع الأكراد خارج حدود دولته، فحرك عشرات العربات العسكرية ومئات الجنود إلى المنطقة الحدودية مع سوريا، بغية إرسال رسالة لأطراف الصراع الأميركي الروسي، أنه في حال لم تؤخذ مصالح تركيا الأمنية بالحسبان، فلدى أنقرة العديد من أوراق القوة لاستخدامها.
بدء عملية “غصن الزيتون”
شنت القوات التركية خلال الأيام القليلة الماضية، هجومًا بريًا ضد عفرين الواقعة شمال سوريا تحت اسم عملية “غصن الزيتون”، وباشرت هذه القوات استهدف مواقع لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية، وهي الجناح العسكري لـ”حزب الاتحاد الديموقراطي” في سوريا، إذ ترى تركيا أن هذه الميليشيا التي تعتبرها إرهابية، بإمكانها إقامة حكم كردي ذاتي على حدودها، وترى أن المدينة تحوّلت إلى مركز تدريب وتصدير لـ(الإرهابيين) إلى أراضيها. فـ”عفرين” حسب المصادر التركية، توفر دعمًا لوجستيًا وموارد بشرية لـ”العمال الكردستاني” التركي الذي تصنفه تركيا – أيضًا – كتنظيم إرهابي، وتعتبرها مقرًا لتدريبات عناصر هذا الحزب.
وردًا على الهجوم التركي، أعلنت الوحدات الكردية “النفير العام من أجل مساندة عفرين، وناشدت شعوب (روج آفا) وعموم الشعب الكردستاني والأطراف الديموقراطية كافة، المشاركة في النفير العام من أجل عفرين والوقوف في وجه الهجمات التركية” حسب بيانها، وقد تجهز الأكراد في الأيام الأخيرة بنقل جزء من قواتهم إلى المدينة، إضافة إلى أسلحة ومعدات حصلوا عليها من الولايات المتحدة، ويؤكد الأكراد الآن أنهم يتصدون بشراسة للقوات التركية التي تشن هجومًا على منطقة عفرين، وتؤكد وحدات حماية الشعب الكردية أنها اشتبكت مع القوات التركية في الشمال الغربي من عفرين.
وبالعودة للوراء، يظهر لنا أن أردوغان بعد معركة حلب، ركز كل اهتمامه على منع قيام دولة كردية في سوريا، وهو الهدف الذي دفعه للاستفادة من محادثات أستانا بانتزاع تنازلات من روسيا وإيران حول وضع أكراد سوريا، لكن هذه الضمانات غير طويلة الأجل لا تضمن لأردوغان تلبية طموحه بمنع الأكراد من إقامة منطقة حكم ذاتي، خاصة مع مواصلة واشنطن سياسة مناهضة لهذا الطموح بدعم الأكراد.
المرحلة الحرجة بين واشنطن وأنقرة
أعلن التحالف الدولي الذي تديره الولايات المتحدة في 14 كانون الثاني/ يناير2018، أنه يعمل على تشكيل قوة حرس حدود قوامها 30 ألف شخص، تتشكل هذه القوة من مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية المكونة في معظمها من عناصر وحدات حماية الشعب، ويعتقد أن هذا الرقم سيصل مع القوات شبه العسكرية إلى 70 ألفًا.
وقد اختارت واشنطن هذا التوقيت بعد انتهاء الحرب على (داعش)، لتظهر وكأنها في مرحلة الحصاد لتحركاتها ضد التنظيم، وهي مرحلة تفرض من قبل الأميركان، شرعنة للمجموعات التي تدعمها في سوريا، وكذلك سعي أميركي لتقليم أظافر أردوغان، الذي عمَّق تحالفه مع طهران وروسيا في الفترة الأخيرة.
ويوجد تقارب بين الأطراف المتشابكة على الأرض السورية في رفض هذه القوة؛ إذ توقن كل من تركيا وإيران وروسيا والنظام السوري، أن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة من تشكيل هذه القوة، هو بمثابة إعلان للبقاء الأميركي في سوريا والعراق، وكذلك الهدف إضعاف موقف إيران. فالأكراد يستطيعون بدعم أميركي، منع التوغل الإيراني نحو بيروت، وربط عفرين بشرق المتوسط، وهي أقرب نقطة يمكن أن تفتح فيها ثغرة ضد الإيرانيين، وكذلك ستمكن هذه القوة واشنطن من السيطرة على موارد الطاقة في المنطقة. أمَّا الأتراك، على وجه الخصوص، فهم يتهمون واشنطن بالسعي لإنشاء دولة فيدرالية في شمال سوريا في منطقة تمتد من نهر الفرات إلى دير الزور، بالإضافة إلى العمل على جلب حزب العمال الكردستاني إلى طاولة المفاوضات مع أنقرة للحصول على امتيازات له من تركيا.
وقد فشلت التطمينات الأميركية بمنع تركيا من فتح جبهة جديدة في الحرب الدائرة في سوريا (معركة عفرين)، حين صرّح وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، بأنه لا توجد نية لدى الولايات المتحدة في “إنشاء قوة تنتشر على الحدود بين سوريا وتركيا”، معتبرًا أن المسألة التي أغضبت أنقرة لم تُطرح بالطريقة الملائمة، خاصة أن الولايات المتحدة واصلت تزويد الميليشيات الكردية بالأسلحة في عفرين، وهو الأمر الذي نقل العلاقات التركية الأميركية من مرحلة التوتر والاحتقان إلى مرحلة حرجة، حيث استعرت حدة الخلافات بين الطرفان مع تشكيل تلك القوة، ومع زيادة الدعم الأميركي للوحدات الكردية في سوريا. لكن تحليلاً لمعهد واشنطن لسياسة شرق الأدنى، يظهر أهمية الحفاظ على علاقة بين الطرفان، وهو نابع من رغبة واشنطن في ممارسة نفوذ في سوريا، ومن احتمال نشوب صراعات عرقية في البلد بعد مرحلة (داعش)، ومن مواجهة الهيمنة الإيرانية التي تهدّد الهدف الإقليمي للولايات المتحدة كما أسلفنا، غير أن الدعم الأميركي لأكراد سوريا، يجب أن يكون مشروطًا بأن يحكموا بشكل ديمقراطي، حسب التقرير المعنون بـ”إدارة التحوّل في العلاقات بين الولايات المتحدة وأكراد سوريا”.
روسيا والورقة الكردية في سوريا
بالطبع، لم تكن الولايات المتحدة هي من أعطت أكراد عفرين ضمانات محددة فقط، فموسكو – أيضًا – لديها التزامات مع الأكراد وصلت إلى حد اعتبار عفرين بمثابة الجيب الروسي في كردستان السورية، وقد كانت موسكو هي الجهة الضامنة لأمن عفرين.
ومع انطلاق معركة “غصن الزيتون” التركية ضد عفرين، خرجت الدبلوماسية الروسية لتؤكد أنها ضد نشوب حرب على أرض عفرين، وكذلك هي تؤيد المحافظة على وحدة الأراضي السورية، وتبدي حيادها بعدم مساندة أي من الطرفين في هذا النزاع في هذه المعركة. لكن بالرغم من تأكيد القيادة العسكرية الروسية، أن وجود كانتون كردي ليس مادة للاتفاق مع تركيا، فإن مصادر روسية تؤكد أن أردوغان الذي كان يطالب منذ زمن طويل بالقضاء على استقلال عفرين، اتفق بالفعل مع موسكو حول ذلك. وفي نظرة تحليلية، من الصعب استبعاد انطلاق هذا الهجوم الكبير في عفرين، من دون موافقة روسيا التي تقيم علاقات جيدة مع وحدات حماية الشعب الكردية، وهو ما دفع رئيس الأركان التركي الجنرال (خلوصي أكار)، ورئيس الاستخبارات التركية (حقان فيدان) بالتوجه إلى موسكو قبل بدء المعركة بيومين، وهي زيارة هدفت إلى إطلاع الروس على حدود العملية العسكرية وأهدافها، ليتضح فيما بعد انسحاب القوات الروسية من المركز الرئيسي في منطقة عفرين المعروف بمعسكر بلدة كفر جنة، وكذلك أخلت نقاط المراقبة التابعة للشرطة العسكرية الروسية في مطار منغ العسكري، ونقاطًا في جوار تل رفعت، وصولاً إلى منطقة شعالة وخربة الدوير، آخر نقاط سيطرة (الوحدات) غرب مدينة الباب.
بالطبع، يُسعِد موسكو المزيد من التوتر بين أنقرة وواشنطن وارتفاع حدة الخلافات العسكرية السياسية بين الطرفين، وهي تريد أن تصد واشنطن عن تحقيق النفوذ في سوريا باستخدام الورقة الكردية في اللعبة السورية، بالرغم من أن هذه الورقة – أيضًا – يمكن للكرملين استخدامها لاحتواء الطموحات التركية. وحسب ما نشرت وكالة “نوفوستي” الروسية في 17 يناير/ كانون الثاني، فـ”القيادة الروسية أكدت على حق تركيا بالتصدي لتهديدات أمنها الخاص، ويدرك الجميع، أنه ينبغي معالجة النزعة الانفصالية الكردية، ومن الأفضل أن يقوم الجيش التركي بذلك، وليس الجيش السوري، الذي لديه ما يكفي من الانشغالات”. وتضيف الوكالة في تقريرها: “أن الخيار الأفضل بالنسبة إلى موسكو، هو حل المسألة عن طريق الدبلوماسية، والاتفاق مع الولايات المتحدة على إلغاء فرز الأكراد، ونزع التهديد الكردي بالنسبة لأردوغان، وإفهام الأكراد، في الوقت عينه، من الذي أنقذهم، وما يتوجب عليهم مقابل ذلك”.
عفرين كموقع استراتيجي
تقع منطقة عفرين التي تحاذي مدينة (اعزاز) من جهة الشرق على ضفتي نهر عفرين في أقصى شمال غربي سوريا، وهي تتبع إداريًا مدينة حلب الواقعة في الجهة الجنوبية لها، فيما تقع إلى الجنوب الغربي من البلدة محافظة إدلب، وتعادل مساحتها 2 بالمئة من مساحة سوريا الكلية.
وتعدُّ عفرين هي إحدى المقاطعات الكردية الثلاث في سوريا، لكنها ليست كمنطقتي عين العرب والجزيرة، فهي بعيدة نسبيًا عن المناطق الكردية الأخرى، ولا تحاذيها مدن أو مناطق عربية، كما لا تجاورها في الجهة التركية مدن ولا قرى كردية، ورغم ذلك المحافظة عليها مسألة وجودية بالنسبة لأكراد سوريا، فهي تسهل – مستقبلًا – وصلهم بالمناطق الكردية الأخرى. أمَّا على الجهة الأخرى، فتعني السيطرة التركية على عفرين التي تحاذي الحدود التركية من جهة الغرب والشمال، تحقيق تواصل جغرافي على جميع المناطق الحدودية الواقعة بين مدينة جرابلس غربي الفرات والبحر المتوسط، وبالتالي منع الأكراد من وصل مناطقهم بعضها ببعض.
وحسب إحصائيات النظام السوري عام 2012، يبلغ عدد سكان المنطقة أكثر من نصف مليون نسمة. غير أنه حسب المصادر الكردية، فقد زاد عدد السكان اليوم على المليون، بعد موجات النزوح إلى المنطقة نتيجة المعارك بين مختلف الأطراف في السنوات الأخيرة.
كذلك تتميز المنطقة بتنوع تضاريسها بين الجبال والسهول، ويمر منها نهر عفرين الذي يعتبر من أهم المصادر التي تمد الأراضي الزراعية السورية بالمياه، ويمتد ضمن الأراضي السورية مسافة 85 كيلومترًا. وتشتهر عفرين بإنتاج زيت الزيتون والحمضيات والكروم، ويوجد فيها (سدُّ 17 نيسان) على نهر عفرين، الذي أُقرَّ إنشاؤه عام 1984 في منطقة ميدانكي، وقد تشكلت بحيرة خلف السدِّ ما جعل المنطقة المحيطة بالبحيرة مركز اصطياف.
وفيها مركز تجاري وإداري، يضم معامل ومنشآت صناعية كبيرة، خصوصًا تلك التي تعتمد على المنتجات الزراعية، مثل معاصر الزيتون. كما انتقل عدد من معامل الألبسة من مدينة حلب إلى عفرين بسبب الوضع الأمني المتدهور في حلب.
نتائج معركة عفرين
نقلت المرحلة الحالية الصراع في سوريا إلى زاوية جديدة، ويمكننا قراءة التوقعات لهذه المعركة بالنسبة لتركيا والأكراد السوريين في التالي:
تركيا .. الحرب لن تقتصر على عفرين
إن مهمة السيطرة على عفرين بالنسبة لتركيا، يحيط بها عدة عوامل من الحوافز والعوائق قد تحول دون تحقيق الأهداف التي تريدها أنقرة، حيث تقوم استراتيجية القوات التركية باتجاه خوض المواجهة بأسلوب التفتيت الاستراتيجي، وخلق اضطرابات في تشكيلات (ب ي د) بغية اختلال توزيع وتنظيم مقاتلي التنظيم، وتهديد خطوط تمويله، ومن ثم تشديد الخناق الاقتصادي على الأكراد حين يصبحون هدفًا للمعارضة السورية، عندها ستضيق مساحة الأرض تحت أقدام الميليشيا الكردية، وتعتبر مهددة تمامًا.
الأكراد وأوراق اللعبة
كما أسلفنا، فإن عدة معوقات تواجه ميليشيا (ب ي د) التي تتباعد نقاط تموضع قواتها العسكرية وهشاشة سيطرتها على البلدات والقرى العربية التي تحتلها كـ”منبج وتل رفعت ومنغ ودير جمال”، وهنا يظهر أن المنظمات السياسية الكردية في عفرين سوف تلقى مصيرًا لا تحسد عليه، في حال احتلال عفرين من قبل القوات التركية، كما يقول الخبير الروسي في نزاعات الشرق الأوسط، أنطون مدراسوف، لوكالة “إنترفاكس” الروسية، إن من صالح أكراد عفرين توسيط موسكو لنيل موافقة الجيش السوري على دخول عفرين قبل القوات التركية، وسيكون هذا الأمر لصالح كلٍ من دمشق وموسكو “إلى أقصى حد”.
لكن يبقى مع الأكراد أوراق أخرى، منها احتمال ضرب الوضع الأمني الداخلي في تركيا، فقد تسعى قوات (YPG) إلى القصف البعيد المدى لداخل الأراضي التركية لتخفيف الضغط على جبهات داخل عفرين.
في النهاية، ورغم أن طبيعة المعركة في عفرين وحجمها غير واضحين، تظهر قراءة للبعد الجيوسياسي للحرب المثارة في منطقة عفرين، أن تلك المعركة لن تتوقف عند دحر الأكراد في هذه المنطقة، إذ سرعان ما ستظهر قائمة الأهداف الأخرى التي نجمت عن التنافس الدولي والإقليمي على النفوذ في سوريا. أمَّا تركيا، فستبقى عملية عفرين بالنسبة لها عملية محدودة ومحددة، ولن تتجاوز حدود السياسات الدفاعية في سوريا، لكنها لن تفوت هذه الفرصة لتعزيز تحالفها مع روسيا بجانب إيران، للتصدي لذراع واشنطن العسكرية الجديدة، مع استمرار التلويح باستخدام سياسات معادية للمصالح الأميركية في حال لم تستجب واشنطن، خاصة أن العلاقة مع واشنطن لا يمكن تفكيكها بسهولة، فالعملية التركية في عفرين ستكون محطة اختبار قوية لهذه العلاقة. لكن تبرز هنا الأطماع الروسية في سوريا التي تخلت عن أكراد عفرين بانتظار نهاية عملية إدلب؛ ليبقى لدى حكومة بوتين إصرار للحصول على تنازلات من جانب أنقرة بشأن إدلب، مقابل تحقيق الأهداف التركية في عفرين، فالأحداث في عفرين مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بما يجري في إدلب، خاصة أن تركيا طهرت بضوء روسي معظم حدودها مع سوريا من الأكراد، مقابل تقليل دعمها للمعارضة، خاصة في حلب.
أهم النتائج
– الضمانات غير طويلة الأجل لا تضمن لأردوغان تلبية طموحه ضد الأكراد، خاصة مع مواصلة واشنطن سياسة مناهضة لهذا الطموح بدعم الأكراد.
– تشكيل قوة حدودية من قبل واشنطن، هو بمثابة إعلان للبقاء الأميركي في سوريا والعراق.
– الأكراد يستطيعون بدعم أميركي، منع التوغل الإيراني نحو بيروت، وربط عفرين بشرق المتوسط، وهي أقرب نقطة يمكن أن تفتح فيها ثغرة ضد الإيرانيين.
– نقل العلاقات التركية الأميركية من مرحلة التوتر والاحتقان إلى مرحلة حرجة، حيث استعرت حدة الخلافات بين الطرفين مع تشكيل قوة حدودية من الأكراد.
– روسيا تريد أن تصد واشنطن عن تحقيق النفوذ في سوريا باستخدام الورقة الكردية في اللعبة السورية، بالرغم من أن هذه الورقة – أيضًا – يمكن للكرملين استخدامها لاحتواء الطموحات التركية.
– المعركة لن تتوقف عند دحر الأكراد في هذه المنطقة، إذ سرعان ما ستظهر قائمة الأهداف الأخرى التي نجمت عن التنافس الدولي والإقليمي على النفوذ في سوريا.
– حكومة بوتين تصر على الحصول على تنازلات من جانب أنقرة بشأن إدلب، مقابل تحقيق الأهداف التركية في عفرين.
– المحافظة على عفرين مسألة وجودية بالنسبة لأكراد سوريا، فهي تسهل – مستقبلًا – وصلهم بالمناطق الكردية الأخرى.
– تعني السيطرة التركية على عفرين، تحقيق تواصل جغرافي على جميع المناطق الحدودية الواقعة بين مدينة جرابلس غربي الفرات والبحر المتوسط، وبالتالي منع الأكراد من وصل مناطقهم بعضها ببعض.
وحدة الدراسات السياسية*
المراجع:
1-“هل تنوي واشنطن استنزاف تركيا بجيش من الأكراد في الشمال؟”، هبة محمد، صحيفة القدس العربي، http://www.alquds.co.uk
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر