سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
عندما سُئل الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني- رئيس مجلس الوزراء السابق ووزير الخارجية القطري – ذات مرة، عن كيفية قيام بلاده رغم صغرها في أداء دور مهم على الساحة الدولية، أجاب بلا تردد “انظروا إلى إسرائيل، فتعداد سكانها بضعة ملايين فقط، ولكنها تنجح في إصابة العالم كله بالصداع”.. ويمكن القول إن هذه الإجابة – العفوية – تكشف إلى حد بعيد مدى الإحباط الذي تستشعره قطر بسبب عدم لعبها دورًا سياسيًا مؤثرًا على الصعيد السياسي الإقليمي والدولي لأسباب قد يرجعها البعض إلى صغر حجمها رغم امتلاء خزائنها بعوائد الذهب الأسود.. وربَّما هذا ما يفسر إجابة (حمد) الفورية التي تؤكد – أيضًا – أن إسرائيل باتت النموذج الذي اختارته قطر – هذه الدولة الصغيرة – للاحتذاء من أجل تحقيق تطلعاتها السياسية، كما تؤكد اقتناع قطر بأن إسرائيل هي البوابة الرئيسية للعب دور سياسي يتلاءم مع خزائنها المملوءة بالذهب.[1]
التآمر والإطاحة بنظام الشيخ خليفة الأب
يبدو أن حكومة الدوحة، ومنذ التآمر على الإطاحة بنظام “الشيخ خليفة” الأب في يوم الثلاثاء الموافق السابع والعشرين من حزيران/ يونيو عام 1995، وضعت نُصب عينها استرضاء الكيان الإسرائيلي كتأشيرة مرور واعتراف دولي، مقايضة بشرعية الحكومة الجديدة والأمير الجديد. انقلاب القصر جرى بشكل كلاسيكي، وتمَّ بسرعة وبدون أي سفك للدماء، فلم يرَ أحد الدبابات في الشوارع، ولم تندلع المواجهات بين المعسكرين المتخاصمين. ببساطة فتح أغلب القطريين أجهزة التلفزيون وشاهدوا حفلاً مثاليًا ومنظمًا عقد في قصر الأمير وفيه مرَّ كل واحد من ممثلي مختلف القطاعات الجماهيرية ليباركوا بأدب تعيين الأمير الجديد، وبدا هذا المشهد كما لو كان تبادلاً عاديًا للسلطة حلَّ موعده.
فبعد أن غادر – الأب – قطر إلى أوروبا في رحلة استجمام، وجد نفسه أمام الابن وزوجته، وأسفر الانقلاب الكلاسيكي عن اعتقال 36 شخصًا من المقربين للشيخ المطاح به، وزجهم في سجن بوهامور، وكانت تلك هي بداية الانهيار الجديد في الأسرة الحاكمة، وبداية مرحلة التآمر في أول زيارة لجاسم ابن موزة إلى واشنطن لاستصدار شهادة حسن سلوك لحاكم قطر الجديد، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، مقابل إقامة أكبر قاعدتين عسكريتين هما: قاعدة العُديد الجوية Al-Udeid airbase: التي تقع إلى الجنوب الغربي من العاصمة الدوحة، وتعتبر القاعدة أول قاعدة عسكرية أميركية في الخليج العربي كله، وتضم القاعدة ما يكفي لأكثر من 100 قاذفة ومقاتلة وطائرات الاستطلاع والأواكس، وفيها حاليًا سرب طائرات F-16، وسرب طائرات تزود بالوقود، وسرب طائرات استطلاع، وبالإضافة إلى طائرات أخرى، ويقيم في القاعدة حاليًا قرابة 4000 جندي أميركي. أمَّا القاعدة الثانية، فهي قاعدة السـيلية العسكرية التي تقع خارج الدوحة بنحو 30 كم فقط بكلفة مادية تقديرية بحوالي 110 ملايين دولار، وتمَّ تطوير القاعدة لاستضافة قيادة الجيش الثالث الأميركي والقيادة المركزية الأميركية. وبتلك القاعدة مع قاعدة العديد، أصبحتا من أكبر القواعد الأميركية في العالم خارج حدود الولايات المتحدة في كافة أنحاء العالم، استعدادًا لاحتضان قطر أول مركز ثقافي إسرائيلي في منطقة الخليج العربي[2].
وكما يقول السفير الإسرائيلي، فقد كان هناك دور مركزي لانقلاب القصر في التطورات التي أدت إلى بلورة العلاقات مع إسرائيل وافتتاح مكتب تمثيل المصالح الإسرائيلية في الدوحة بعد سنة واحدة من ذلك وكان في مقدمة التغييرات التي أتى بها الأمير الجديد، تعاظم الانفتاح السياسي وحث التنمية الاقتصادية، وبالطبع توطيد العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، وسار معها قدمًا إلى قدم تأييد عملية السلام في الشرق الأوسط وتطبيع العلاقات تدريجيًا مع إسرائيل.[3]
قطر وإسرائيل.. ملف العلاقات السرية
كشف دبلوماسي إسرائيلي عن قصة تنامي العلاقات الإسرائيلية مع قطر، والمساعي الإسرائيلية المستمرة لاختراق دول الخليج العربي، في كتاب صدرت ترجمته العربية عن دار نشر “جزيرة الورد” بالقاهرة، منذ أيام. يقول مترجمه الكاتب الصحفي محمد البحيري، مترجم الكتاب من اللغة العبرية، في مقدمته، إن أهمية الكتاب تنبع من أن مؤلفه “سامي رافيل” يعد واحدًا ممن كان لهم باع طويل في دفع التطبيع بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، وكان أول دبلوماسي إسرائيلي يعمل في قطر، وكان رئيس أول مكتب لتمثيل المصالح الإسرائيلية في الدوحة خلال الفترة من عام 1996 إلى عام 1999، وعمل في مكتب مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، ضمن فريق كانت مهمته دفع علاقات التطبيع الرسمية الأولى بين إسرائيل ودول الخليج العربي، وتنمية التعاون الاقتصادي بين إسرائيل والعالم العربي بأسره. وفي السنوات الأخيرة ترأس سامي رافيل قسم العلاقات الإسرائيلية مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بوزارة الخارجية الإسرائيلية، ويعمل اليوم وزيرًا مفوضًا بسفارة إسرائيل في العاصمة الفرنسية باريس.[4]
ويربط الدبلوماسي الإسرائيلي، بين صعود الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر، إلى سدة الحكم بعد انقلابه على والده، وبين تسريع نمو العلاقات بين قطر وإسرائيل، فيقول إن الأمير سارع إلى توطيد علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأميركية عبر توقيع اتفاقية دفاع مشترك معها، والسماح لها بإقامة قواعد عسكرية أميركية في قطر، الأمر الذي وفر حماية أميركية للإمارة في مواجهة أي ضغوط قد تتعرض لها من جانب الكبار المحيطين بها، لا سيما إيران والسعودية.
توفير لحماية “الجباية” مقابل مواجهة الضغوط العربية
تصريح صحفي أدلى به الأمير القطري الجديد لقناة “أم بي سي”، بعد 3 شهور فقط من توليه الحكم، قال فيه: “هناك خطة لمشروع غاز بين قطر وإسرائيل والأردن ويجري تنفيذها”، وطالب الأمير بإلغاء الحصار الاقتصادي المفروض من جانب العرب على إسرائيل. ويقول سامي رافيل، إن إقبال قطر على التطبيع مع إسرائيل، وتصدير الغاز إليها تحديدًا، كانا يستهدفان الترويج عالميًا للحقل الشمالي الموجود في قطر، الذي يوصف بأنه أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، ويقدر حجم الغاز الموجود فيه بما يزيد على 25 تريليون متر مكعب.[5]
صعوبات التحالف في البدء “لولا مساعدة كبار الساسة في قطر”
يؤكد “رافيل” صعوبة نسج العلاقات القطرية – الإسرائيلية التي شارك فيها هو بنفسه، لولا المساعدة التي حظي بها من مسؤولون كبار في قصر الأمير ووزارة الخارجية القطرية وشركات قطرية كبرى. ويقول: عملت خزائن قطر الممتلئة وعزيمة قادتها على تحويلها إلى لاعب مهم في منطقة الشرق الأوسط، بما يتعدى أبعادها الجغرافية وحجم سكانها. ورأت صحيفة المجد الأردنية، التي نشرت مقتطفات من الكتاب اليوم، أن تبعية قطر للولايات المتحدة الأميركية وقواعدها العسكرية المنتشرة في الدوحة، أسهمت في إعطائها دورًا كبيرًا رغم صغر المساحة وقلة عدد سكانها، ناهيك عن الأسباب الاقتصادية المتعلقة بالغاز والنفط، إضافة إلى غياب الحضارة والدولة بالمعنى الكامل للكلمة والفعل.[6]
وأكد رافيل أن قطر دخلت من باب القواعد العسكرية الأميركية لتقيم إحدى أقوى العلاقات الإسرائيلية مع دولة عربية، حيث انبرى حكام قطر باتجاه علاقة مفتوحة مع إسرائيل على كل المستويات من الاقتصاد إلى الأمن، فالأدوار السرية، كاشفًا عن أن التوترات التي شهدتها العلاقات المصرية القطرية ترجع إلى الضغوط التي مارستها مصر على قطر لكبح جماح علاقاتها المتسارعة باتجاه إسرائيل، بسبب قلق القاهرة على مكانتها الإقليمية من الناحية السياسية، وخوفًا من أن تفوز الدوحة بصفقة توريد الغاز لإسرائيل التي كانت – وما زالت – تثير الكثير من الجدال في الأوساط السياسية والاقتصادية والشعبية أيضًا.[7]
شركات طيران قطرية لتخفيف القيود على الواردات الإسرائيلية
إن قطر هي التي قامت برعاية إقامة علاقات بين إسرائيل وهيئات ومؤسسات وشركات طيران عربية عام 1994، لتخفيف القيود المفروضة على المسافرين والبضائع القادمة من إسرائيل إلى الدول العربية عقب إعلان مجلس التعاون الخليجي وقف المقاطعة الاقتصادية غير المباشرة المفروضة على الشركات العاملة في إسرائيل أو معها، لافتًا – سامي رافيل مؤلف الكتاب – في الوقت نفسه إلى قيام قطر بالتحريض على السعودية والإمارات لدى إسرائيل، ومستشهدًا بما أورده في كتابه بشأن بالاتفاق القطري الإسرائيلي لإقامة مزرعة حديثة تضم مصنعًا لإنتاج الألبان والأجبان اعتمادًا على أبحاث علمية تمَّ تطويرها في مزارع إسرائيلية في وادي عربة من أجل منافسة منتجات السعودية والإمارات.[8]
نقطة البداية “اتفاقية أوسلو”
إن بداية العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج العربي تزامنت مع اتفاقات (أوسلو) التي تمَّ التوقيع عليها في 1993، وبالإضافة إلى المحادثات الثنائية مع الفلسطينيين والتوصل إلى اتفاق السلام مع الأردن، كان هناك الحصاد المتجدد للمحادثات متعددة الأطراف لعملية السلام التي دشنت في مؤتمر مدريد (أكتوبر 1991)، الذي جلست فيه إسرائيل حول مائدة واحدة مع دول عربية لم تقم معها علاقات دبلوماسية، لبحث التعاون في قضايا المياه والاقتصاد ومراقبة التسلح والأمن الإقليمي، مشيرًا إلى تحقق تقدم في اتجاه إقامة مؤسسات إقليمية مشتركة في الشرق الأوسط، مثل إقامة بنك إقليمي للتنمية.
لم يعد سرًا انتفاخ الدور القطري في المنطقة، ولم يعد مستبعدًا نيل رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم – المهندس للعلاقات “الإسرائيلية” – القطرية جائزة “نوبل” للسلام! أمَّا مونديال 2022 في الدوحة، فجزء من الحكاية.
قطر صندوق بريد سريع للكيان الإسرائيلي
يتساءل كثيرون عن سرّ قطر والدور الكبير الذي تلعبه رغم صغر المساحة وقلة العدد السكاني الذي لا يتجاوز حيًا من أحياء مدينة شبرا المصرية، أو حلب السورية. فضلاً عن غياب الحضارة، بل حتى الدولة بالمعنى الكامل للكلمة والفعل؟ ولم تقف حدود التساؤلات عند العرب، فالغرب ووسائل إعلامه تستوقفه هذه الظاهرة، رغم أن دوائره السياسية والاستخباراتية تدرك تمامًا الأسباب الكامنة وراء هذا الحجم المنتفخ ومن يغذّيه.
تلك النفخة القطرية ترد تارة إلى أسباب اقتصادية لها علاقة بالغاز والنفط، وتارة أخرى إلى حالة التبعية للولايات المتحدة الأميركية وقواعدها العسكرية المنتشرة في الدوحة، وطورًا إلى غياب اللاعب السعودي عن مسرح الحوادث العربية الأخيرة، أو ترد إلى شخصية رئيس وزرائها ووزير خارجيتها حمد بن جاسم بما يملك من دهاء وقدرة على التسويق والإقناع بالأفكار “الشيطانية”. إلاّ أن السبب الرئيسي لهذا الانتفاخ، والدور المنوط بها كصندوق بريد سريع، يعود على ما يبدو إلى ما كشفه الدبلوماسي “الإسرائيلي” سامي رافيل، الذي لعب دورًا بارزًا في “الموساد” لسنين طويلة، فضلاً عن توليه إدارة مكتب المصالح “الإسرائيلية” في الدوحة، فظهرت الحقيقة القطرية على لسانه عارية من كل التسويف والتجميل، سواء عبر الأنامل “الحمدية”، أو بلسان “الجزيرة”[9].
زيارة شمعون بيريز للدوحة
إن قطر بادرت بمد جسور الود والسلام مع إسرائيل فور انتهاء مؤتمر مدريد للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في عام 1991، وقبل أن يجف حبر وثائقه دون أن تكلف نفسها عناء الانتظار للتأكد من أن مخرجات هذا المؤتمر ستفضي إلى سلام حقيقي أم لا، خاصة أن الطرف المحتل معروف بمراوغته وتنصله من أي التزامات، ويبدو أن كل ما كانت تحتاجه الدوحة مجرد ذريعة للهرولة نحو دولة الاحتلال. هذه الجهود القطرية توجتها زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق شمعون بيريز للدوحة في عام 1996، التي تمَّ خلالها توقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل وافتتاح مكتب تجاري إسرائيلي في الدوحة، وفي الجانب الآخر إنشاء بورصة للغاز القطري في تل أبيب. يقول مؤلف كتاب “قطر وإسرائيل.. ملف العلاقات السرية” الإسرائيلي سامي رافيل، الوزير المفوض بسفارة إسرائيل في العاصمة الفرنسية باريس، والذي عمل في السابق مديرًا لمكتب مدير عام وزارة خارجية إسرائيل، ومديرًا لمكتب المصالح بين البلدين في الدوحة خلال الفترة من عام 1996 إلى عام 1999، إنه واجه صعوبات جمة في ترتيب العلاقات القطرية – الإسرائيلية التي شارك فيها هو بنفسه لولا حكومة قطر التي ذللت كل الصعاب وحصل على تسهيلات كثيرة من مسؤولين قطريين كبار وشركات قطرية كبرى. وقال أيضًا إن الأمر الرئيسي الذي يميز قطر يعود إلى الدور التي تلعبه كجسر بينها وبين إسرائيل، ملمحًا إلى المساعي الكبيرة التي بذلتها قطر لإقناع الدول العربية لفتح علاقات مع الدولة الإسرائيلية تحت مسميات تجارية علنية وسرية.[10]
توتر العلاقات المصرية بسبب تنامي التعاون بين قطر وإسرائيل
إن التوترات التي شهدتها العلاقات المصرية – القطرية ترجع إلى الضغوط التي مارستها مصر على قطر لكبح جماح علاقاتها المتسارعة باتجاه “إسرائيل”، بسبب قلق القاهرة على مكانتها الإقليمية من الناحية السياسية، وخوفًا من أن تفوز الدوحة بصفقة توريد الغاز لـ”إسرائيل” بدلاً من مصر، وهي الصفقة التي كانت – وما زالت – تثير الكثير من الجدال في الأوساط السياسية والاقتصادية والشعبية أيضًا. ويشيد الدبلوماسي “الإسرائيلي”، بالشيخة موزة، قرينة أمير قطر، واصفًا إياها بأنها باتت السيدة الأكثر تأثيرًا في العالم العربي، متفوقة بذلك على كل زوجات الرؤساء والملوك العرب. ويكشف رافيل عن الدور الكبير الذي لعبته قطر في تشجيع دول المغرب العربي على الانفتاح حيال “إسرائيل” تحت عناوين اقتصادية علنية وأمنية سرية.[11]
زيارة تسيبي ليفني للدوحة
وفي عام 2008 زارت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، الدوحة للمشاركة في أعمال منتدى الدوحة للديموقراطية، الذي عقد برعاية أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، وبمشاركة أكثر من 600 شخصية حكومية وبرلمانية وأكاديمية وصحفية، ورجال أعمال، ومندوبي منظمات من كافة دول العالم. وبحسب موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، فإن ليفني استغلت فرصة حضورها هذا المنتدى وقامت بإجراء عدة لقاءات مع المسؤولين، وقامت بزيارة عدة أماكن في العاصمة القطرية الدوحة، وكذلك قامت بإلقاء محاضرات أمام طلاب من مؤسسات أكاديمية. لكن المؤسف أن هذه الهرولة القطرية خلف إسرائيل، لم تنعكس إيجابًا على الجانب الفلسطيني، وحين أرادت التدخل لدفع ملف السلام – بزعمها – جاءت النتيجة لصالح إسرائيل، فبعد لقاءات متعددة بين وزير الخارجية القطري السابق، حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تمت صفقة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط فقط، رغم أن العلاقات بين الطرفين حينها كانت في أفضل مراحلها. والأدهى والأشد مرارة، هو مشاركة الخطوط القطرية في عمليات استجلاب اليهود من أصقاع العالم إلى فلسطين، وكل ذلك إرضاءً للشريك الإسرائيلي. ففي عام 2013 نقل 60 يهوديًا من اليمن إلى إسرائيل عبر الدوحة في عملية أشرفت عليها تل أبيب تهدف إلى نقل 400 شخص هم من تبقى من الطائفة اليهودية في اليمن.[12]
قطر تستعين بـ”إسرائيل” للوقوف بجانبها في استضافة مونديال 2022
أعدت قناة “سبورت 5” الإسرائيلية، تقريرًا مطولاً عن إمارة قطر لدعمها في استضافة مونديال كأس العالم سنة 2022، وذلك في أعقاب التقارير الغربية التي رجحت سحب ملف المونديال منها بعد دعمها الإرهاب والتطرف في منطقة الشرق الأوسط.
بدأت القناة في تقريرها بالحديث عن أن قطر تلك الدولة التي لا يتخطى عدد سكانها 3 ملايين مواطن، وأنها إمارة غنية بالنفط مما دفعها لاستضافة المونديال بعدما استضافت الكثير من البطولات الرياضية السابقة.
ومن جانبها عرَّفت، منذ وقت قريب، النائبة بالكنيست “كاسنيا سطلوفا”، من المعسكر الصهيوني، أنه لا يمكن فصل الرياضة عن السياسة، والدافع في تنظيم المونديال هو نجاح قطر سياسيًا. وأن قطر أصبحت إمبراطورية كبرى ليس بفضل عدد السكان، ولكن بسبب اقتصادها القوي الذي انعكس ذلك رياضيًا، مذكرة بعقود الرعاية التي أبرمتها أثناء السنوات السابقة مع كبرى الأندية الأوروبية، مثل نادي الكتالوني الإسباني.[13]
وتزامنًا مع استضافة قطر للاعب التنس الإسرائيلي، فقد هدد الشيخ سلطان بن سحيم، زعيم المعارضة القطرية، بكشف وثائق وتسجيلات خطيرة للرأي العام القطري حال قمع أي مواطن قطري يحاول التعبير عن رأيه. تهديدات بن سحيم، عبر سلسلة تدوينات على حسابه الشخصي بموقع التدوين المصغر (تويتر)، جاءت بعدما أبدى عدد كبير من القطريين اعتراضهم على استضافة لاعب التنس الإسرائيلي دودي سيلا، للمشاركة في بطولة قطر المفتوحة للتنس المقامة حاليًا في الإمارة.[14]
الدوحة كانت الأحرص على توطيد العلاقة
“إن الأهم في هذه الحقائق، على الإطلاق، هو كشفها أن قطر كانت البادئة والأحرص والأكثر تمسكًا بالعلاقات مع إسرائيل أكثر من تل أبيب نفسها، ويتضح ذلك من خلال المراحل التي مرت بها العلاقات بين الدوحة وتل أبيب، حيث يطلق المؤلف رافيل على أول إرهاصات العلاقات القطرية –الإسرائيلية، مرحلة جس النبض، التي قد يختلف حول تسميتها الكثيرون، إذ تبين – لاحقًا – أنه تمت خلالها لقاءات بين دبلوماسيين رفيعي المستوى من الجانبين، وبوادر اتفاق على مشروعات تجارية. ومثلت هذه الاتفاقات واللقاءات، بوادر علاقات على قدر كبير من التعاون بينهما، وليست لجس النبض، سعيًا لبدء اتصالات تمهد لاحقًا للقاءات”.[15]
وعليه يمكن تلخيص طبيعة العلاقة بين قطر وإسرائيل في النقاط التالية:
وحدة الدراسات السياسية*
المراجع
[1] – أسرار الغرف المغلقة بين أمير قطر والصهاينة، محمد شعبان، جريدة الموجز، أبريل 2013م.
[2] – عبدالحسين العطية، قراءة في كتاب “قطر وإسرائيل… ملف العلاقات السرية”، شبكة البصرة، الأحد 23 المحرم 1433 / 18 كانون الأول 2011.
[3] – يمكن الرجوع إلى كتاب، سامي رافيل، قطر وإسرائيل.. ملف العلاقات السرية، ترجمة محمد البحيري، دار الورود، القاهرة ،ص22.
[4]– سامي رافيل، قطر وإسرائيل.. ملف العلاقات السرية، ترجمة محمد البحيري، دار الورود، القاهرة، من ص5 إلى ص20.
معلومات عن الكتاب “إسرائيل على جبهة الخليج العربي” والصادر عن مؤسسة “يديعوت أحرنوت” للمؤلف “سامي رافيل” الذي قام بترجمته من العبرية إلى العربية الزميل الصحفي محمد البحيري تحت عنوان “قطر وإسرائيل.. ملف العلاقات السرية” الذي يكشف عن أسرار العلاقات التي نشأت بين قطر وإسرائيل والمراحل التي مرت بها بما يحمله ذلك من تحولات ومفاجآت.
[5] – انظر: سامي رافيل، قطر وإسرائيل.. ملف العلاقات السرية، ص14.
[6] – صحيفة المجد الأردنية، مقتطفات من كتاب “ملف العلاقات السرية بين قطر وإسرائيل”.
[7] – سامي رافيل، قطر وإسرائيل.. ملف العلاقات السرية، ص9.
[8] – الملف السري، سامي رافيل، مرجع سابق، ص30.
[9] – قطر وإسرائيل، المركز العربي للدراسات المستقبلية http://www.mostakbaliat.com
[10] – نضال حمد، سامي رافيل، مدير مكتب مصالح “إسرائيل” في قطر يفضح المستور، موقع الصفصاف .
[11] – قطر تتآمر على كـل العـرب، مركز الكاشف للدراسات الاستراتيجية، حزيران 2012م.
[12] – قطر دعمت مشروعات إسرائيلية صهيونية للتأثير اقتصاديًا على السعودية، جريدة النهار العربي، يونيو 2017م.
[13] – موقع أهل مصر http://www.ahlmasrnews.com
[14] – رنا أمين، بعد استضافة قطر للاعب التنس الإسرائيلى.. المعارضة تتوعد تميم بـ”وثائق” فاضحة، جريدة اليوم السابع المصرية.
[15] – خالد محمود، قراءة في مذكرات مؤسس مكتب تمثيل إسرائيل في الدوحة، سامي رافيل (1-4)، العلاقات الإسرائيلية – القطرية.. من التفاخر والعلنية إلى التقية والاختباء، الإمارات اليوم،24 يوليو 2017.
[16] – المصدر السابق.
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر