سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
Mitch Prinstein
قال الرئيس التنفيذي لشركة Meta، “مارك زوكربيرغ”، للجنة القضائية بمجلس الشيوخ، إنه لا يوجد رابط بين وسائل التواصل الاجتماعي والنتائج الصحية العقلية السلبية بين الشباب. قُوبل بيان “زوكربيرغ” بالشك وعدم التصديق من قبل العديد في اللجنة، الذين يعرفون جيدًا قصص الأطفال الذين يعانون من التنمر الإلكتروني، والابتزاز بسبب الصور الصريحة، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تمجد أو تشجع على الممارسات الضارة وغير الصحية. وبعد لحظات، اضطر “زوكربيرغ” بعد ذلك لمواجهة أولياء أمور الأطفال الذين تضرروا من وسائل التواصل الاجتماعي نفسها والاعتذار لهم.
لدعم ادعائه، أحال Meta لاحقًا الصحفيين إلى تقرير استشاري الصحة لعام 2023 الصادر عن الجمعية الأميركية لعلم النفس حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في مرحلة المراهقة كدليل. نحن نتفق مع “زوكربيرغ” عندما قال إنه “من المهم النظر في العلم” كعلماء نفس، لقد قمنا بالفعل بذلك. وبصفتي الضابط العلمي الرئيس في APA وباحث لفترة طويلة في تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال، يمكنني القول إن “زوكربيرغ” انتقى البيانات بشكل يخدم أغراضه.
التقرير الاستشاري لـ APA، الذي استند إلى أفضل العلوم المتاحة، أظهر أن وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطة بالأذى النفسي من خلال التمييز عبر الإنترنت، والتحيز، والكراهية، والتنمر الإلكتروني. كما وجدت الأبحاث أن الشباب يواجهون مخاطر جدية عند تعرضهم لمحتوى يتعلق بالإيذاء الذاتي، وإيذاء الآخرين، أو اضطرابات الأكل. لكن المهم أن نعرف هو أن التقرير الاستشاري أيضًا حدد السبب العلمي وراء سبب كون بعض الميزات والوظائف والمحتوى الموجود على وسائل التواصل الاجتماعي ضارًا بالشباب، الذين لم تتطور أدمغتهم بشكل كامل بعد .
إن إمكانية الضرر مدمجة في فيسبوك وإنستغرام وغيرها من منصات وسائل التواصل الاجتماعي إذا استخدمها الشباب كما هو مقصود. تعداد المتابعين أو الإعجابات يستغل الرغبة الفطرية لدى الأطفال في الحصول على مكافأة اجتماعية وحاجتهم للشعور بالقبول من قبل أقرانهم. التمرير اللامتناهي للمنشورات يحد من قدرة الأطفال على تحديد استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي والوقت الذي يقضونه أمام الشاشات قبل أن تتطور مراكز التثبيط العصبي في أدمغتهم بشكل كامل. قد تعرض وظائف “الصداقة” والرسائل المباشرة القاصرين للمفترسين. كما تُظهر الأبحاث أن الانخراط المستمر على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، هو السبب الرئيسي لحرمان الشباب من النوم، الذي له عواقب كبيرة على مزاج المراهقين، وأدائهم الأكاديمي، وحتى حجم ووظيفة أدمغتهم النامية.
يمكن أن توفر وسائل التواصل الاجتماعي بعض الفوائد، مثل: تعزيز التواصل الاجتماعي، والقرب العاطفي، والدعم من الأقران، خاصةً للأطفال من الجماعات المهمشة أو الذين يعيشون في مناطق نائية. لكننا جميعًا بحاجة إلى أن نكون على دراية بالعيوب والمخاطر المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي إذا أردنا لأطفالنا الوصول بأمان إلى تلك الفوائد.
يمكن لشركات وسائل التواصل الاجتماعي أن تفعل الكثير للحد من الأضرار التي تلحق بالشباب، وتجاهل مخاطر الصحة العقلية أثناء الوقوف أمام الآباء المكلومين والكونغرس، لم يساعد في تقوية موقفهم. قال “زوكربيرغ”: “لا أحد يجب أن يمر بالأشياء التي عانت منها عائلاتكم”. والأمر بيد “زوكربيرغ” وغيره من الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا لتحويل هذا الكلام إلى واقع، من خلال تضمين المزيد من الضوابط المناسبة للأعمار، وإزالة المحتوى الضار، وجعل بياناتهم أكثر توافرًا للباحثين الخارجيين، وتثقيف الشباب وآبائهم على حد سواء حول مخاطر منتجاتهم.
سنوات المراهقة حاسمة لتطور الدماغ. والطريقة التي ينضج بها دماغ المراهق تجعل هذه الفترة بأكملها مرحلة محفوفة بالمخاطر لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وهو أمر يجب أن يأخذه مطورو وسائل التواصل الاجتماعي في الحسبان. بينما وسائل التواصل الاجتماعي ليست السبب الجذري لأزمة الصحة العقلية للشباب، إلا أنها تفاقم المخاوف الصحية العقلية لدى العديد من الشباب خلال سنوات المراهقة، ببساطة عن طريق استخدام هذه المنصات بالضبط كما يُقصد استخدامها.
هذه المشكلة لن تُحل بمجرد تقييد الوصول إلى هذه التطبيقات على الأجهزة المحمولة. التغيير الحقيقي يتطلب تعديل الميزات والوظائف الخاصة بتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي نفسها، وأن يعطي مطورو التكنولوجيا الأولية للصحة النفسية للأطفال على تحقيق الربح من البيانات التي يستخرجونها من القاصرين. غالبية الرؤساء التنفيذيين لشركات وسائل التواصل الاجتماعي الذين واجهوا لجنة مجلس الشيوخ هذا الأسبوع، رفضوا التعبير عن دعمهم لأي من الحلول المقترحة التي تشق طريقها عبر الكونغرس. وهم يفعلون ذلك على مسؤوليتهم الخاصة. لقد أظهرت هذه الشركات عدم الرغبة في تنظيم أنفسها؛ لقد فات الأوان لشركات وسائل التواصل الاجتماعي لتنفيذ عمليات لحماية أطفالنا.
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر