سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
SIR DAVID KING AND SWARE SEMESI
تعاني المحيطات – التي تمثل 70% من سطح الأرض – أغلبية الأضرار الناجمة عن اضطراب مناخنا، حيث امتصت أكثر من 90% من الحرارة الزائدة المحتجزة على كوكبنا، و26% من تلوث ثاني أكسيد الكربون الناجم عن حضارتنا.
وفي حين أن هذا الوضع قد أدى إلى حماية البشرية والنظم البيئية على الأرض، إلا أن التأثيرات على المحيطات تثير القلق. فقد شهدت المحيطات ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، وتحمضًا، ونقصًا في مستويات الأكسجين، بالإضافة إلى مجموعة من التغيرات المرتبطة التي تهدد استقرار مناخنا. يجب أن يظل خفض انبعاثات الكربون أولوية مهمة للمجتمع العالمي، ولكن المشكلة تكمن في أنه حتى إذا توقفنا عن جميع انبعاثات الكربون اليوم، فإن التلوث الكربوني المتراكم في الجو سيستمر في رفع درجة حرارة كوكب الأرض إلى مستويات مدمرة.
تكاد تكون هناك حاجة ملحّة لإيجاد أدوات جديدة لترميم المناخ وإصلاح المحيطات، ولا سيما إزالة ثاني أكسيد الكربون، بما في ذلك السبل المعتمدة على المحيطات.
وقد أكّد الفريق الحكومي الدولي التابع للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ أنه ستكون هناك حاجة إلى إزالة ثاني أكسيد الكربون على نطاق واسع في هذا القرن للحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، وهو الهدف المنصوص عليه في اتفاقية باريس. وإذا سعينا إلى إعادة برودة الكوكب في النهاية، فإن إزالة ثاني أكسيد الكربون هي الأداة الوحيدة القادرة على إزالة التلوث بثاني أكسيد الكربون القديم الذي سيبقى خلال مئات أو آلاف السنين في الغلاف الجوي بدونها.
تشير إزالة ثاني أكسيد الكربون إلى مجموعة متنوعة من الطرق الطبيعية والهندسية لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وطبقة المحيطات العليا. وتتراوح هذه التقنيات بين زراعة الأشجار وممارسات احتجاز الكربون في التربة والعمليات الصناعية التي تصفي الكربون من الهواء وتخزنه تحت الأرض.
المحيطات هي أكبر مستودع للكربون على سطح الكوكب الأرض، إذ يوجد فيها حوالي 50 مرة من كمية الكربون الموجودة في الغلاف الجوي. وهناك عدة طرق طبيعية يتم بها دوران الكربون في المحيط ويمكن تعزيزها وتسريعها. بفضل حجم المحيط الهائل، يمكن توسيع نطاق هذه الحلول المحتملة لتصبح ذات أهمية كبيرة.
ومع ذلك، لا تزال الخيارات المتاحة لإزالة ثاني أكسيد الكربون باستخدام المحيط غير مفهومة تمامًا. وهذا ما دفع أكثر من 200 عالم معروفين عالميًا في هذا الشهر إلى نشر رسالة مفتوحة تؤكد الحاجة إلى تحديد الأولويات وتسريع البحوث المتعلقة بإزالة الكربون باستخدام المحيط كأداة محتملة في مجال مكافحة التغير المناخي. ومنذ نشر الرسالة والتغطية الإعلامية المصاحبة لها، انضم أكثر من 150 عالمًا إضافيًا إلى المبادرة ووقعوا على الرسالة.
تبين الرسالة والعدد المتزايد من الموقعين عليها الدعم الذي تقدمه المجتمعات العلمية لدفع الجهود البحثية الحيوية للإجابة عن الأسئلة الحاسمة حول فعالية هذه التقنيات وتأثيراتها الاجتماعية والبيئية. يجب أن يتم هذا البحث بعناية ومسؤولية لضمان اتخاذ كل إجراء لتحسين صحة المحيط وتجنب أو تقليل الآثار الضارة المحتملة.
تمتلك أساليب إزالة ثاني أكسيد الكربون القائمة على المحيط إمكانات ضخمة. ومع ذلك، فإن المجتمع لا يمتلك حتى الآن معلومات كافية بشكل كبير لاتخاذ قرارات مستنيرة حول استخدامها على نطاق واسع. هذا هو السبب الذي ندعو من أجله لتسريع الأبحاث والتطوير والاختبارات المسؤولة لتحديد أي منها، إن وجدت، قد تكون في النهاية آمنة وعادلة وجديرة بالتطبيق. هذه المعلومات أساسية لصياغة السياسات العامة الجيدة بشأن إزالة الكربون.
لا مفر من القول: إننا نواجه أوقاتًا صعبة ستستمر في التدهور، حتى نعالج أسبابها. قد يقرر أولئك الذين يعيشون اليوم مصير البشرية. كوكبنا في خطر وعلينا استكشاف وتوظيف كل خيار ممكن. إزالة ثاني أكسيد الكربون القائمة على المحيط هي أداة محتملة في هذه المعركة. دعونا نستخدم قوة العلم لإضاءة الطريق إلى المستقبل.
المصدر:THE HILL
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر