سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تتراجع شعبية مارك زوكربيرغ بين مؤيدي رؤيته لمستقبل الواقع الافتراضي، وخاصةً بين مساهمي “ميتا بلاتفورمز”، فيما يرى بعض المحللين أن الرئيس التنفيذي للشركة يخاطب الجمهور الخطأ.
تنقسم أنشطة “ميتا بلاتفورمز” الرئيسية إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي وتضم “فيسبوك” و”إنستغرام” وتُمثل مصدر كافة إيراداتها، إلى جانب مشروع مختبرات الواقع الضخم، الذي يسعى لتأسيس عالم رقمي يُدعى “ميتافيرس”.
رغم أنه معتاد أن تستثمر شركات التقنية بكثافة لتحقيق أهداف بعيدة المنال ورؤى غير واقعية، إلا أن رهان “ميتا” يثير انقساماً في ظل تراجع عائدات وسائل التواصل الاجتماعي.
قال كامران أنصاري، الشريك في شركة رأس المال المغامر “غري كروفت بارتنرز” (Greycroft Partners)، وأحد المستثمرين الأوائل الداعمين لشركة “ميتا” عندما كان اسمها “فيسبوك”: “يعملون على مشروع علمي ضخم يُضاهي مشروع مانهاتن”.
آثار حادة
انخفض سهم “ميتا” أكثر من 70% منذ بداية العام، كما أفصحت الشركة في 9 نوفمبر عن تسريح 11 ألف موظف أو ما يُعادل 13% من إجمالي فريق العمل.
يُقيّم المساهمون كل دولار من مبيعات الشركة بنصف قيمته مقارنة مع مبيعات “ألفابيت” و”بنترست” (Pinterest) وغيرها من الشركات المنافسة، كما تنخفض قيمته بمقدار ثلث عن مبيعات “سناب” أو متوسط مبيعات الشركات المدرجة في مؤشر “ناسداك 100”.
كتبت شركة الأبحاث “مونيس كريسبي هاردت أند كو” (Monness, Crespi, Hardt & Co) أن تقييم وول ستريت لرؤية “ميتا” لمشروع الواقع الافتراضي أنه “عدو داخل الشركة”. كما طالب شركة “إلتيمتر كابيتال مانجمنت” (Altimeter Capital Management) المساهمة فيها بخفض استثمارات الشركة “الضخمة والمرعبة” إلى نصف حجم إنفاق العام الماضي.
قد يكون هناك خيار آخر يتمثل بفصل الشركة لأعمالها بما يسمح لأنشطة ميتافيرس بالنمو بعيداً عن ترقب وسخط الأسواق.
قال أنصاري من “غرايكروفت بارتنرز”: “يمكنك جمع تمويل منفصل أو تأسيس شركة خاصة يمولها زوكربيرغ وآخرون، فالأمر طبيعي جداً ويمكنك رؤية عدة شركات تنقسم وتفصل أعمالها”.
يوفر فصل مختبرات الواقع السيولة للأنشطة الأساسية للشركة في ظل تباطؤ سوق الإعلانات، والخصائص الجديدة على أجهزة “أبل” التي تعمل بنظام التشغيل iOS من أجل تعزيز الخصوصية وتحد من فعالية الإعلانات، بالإضافة إلى حدة المنافسة مع “تيك توك” وتطبيقات مشابهة.
رؤية أم تخبط
أعاد زوكربيرغ تسمية شركته العام الماضي لتعكس تطلعاته، وقال إن “فيسبوك” و”إنستغرام” و”واتساب” تمثل تطبيقات لتعزيز التواصل بين الناس في الوقت الحالي، لكن مزيج الواقع الافتراضي والمعزز يمثلان المستقبل. رغم ذلك، قال إن تحقيق تلك الرؤية قد يستغرق عقداً.
هناك أمثلة على فصل أعمال تحمل مخاطر عالية، مثلما فعل إيلون ماسك عند تأسيسه شركة الصواريخ الخاصة “سبيس إكس” (SpaceX) وفصلها عن شركة “تسلا”، وكذلك جيف بيزوس مع “بلو أوريجن” (Blue Origin) وفصلها عن “أمازون”.
يرى جون بلاكليدج، المحلل في “كوين آند كو” (Cowen & Co) أن هناك قيمة في أعمال “ميتا” الأساسية، حيث تبقى “منصة الإعلانات الاجتماعية الأولى”.
توفر “فيسبوك” و”إنستغرام” تدفق مستمر للسيولة بإيرادات تقارب 116 مليار دولار وفقاً لتوقعات المحللين للعام الجاري، وبينما تواجه “ميتا” اضطراباً اقتصادياً، يتعرض المنافسون لنفس الظروف، لكنهم لم ينفقوا دولاراً من كل 10 دولارات من الإيرادات على مشروع “ميتافيرس”، فيما تساهم مختبرات الواقع بأقل من 2%من إيراد “ميتا”.
واقع افتراضي
يرجع بدء أعمال الواقع الافتراضي إلى 2014 مع الاستحواذ على “أوكيولوس” (Oculus) لصناعة أجهزة الواقع الافتراضي الرأسية، والآن يمكن الوصول إلى “ميتافيرس” عن طريق استخدام هذه الأجهزة الرأسية والتنقل على هيئة صورة أفاتار رمزية بين ألعاب فيديو ثلاثية الأبعاد وتطبيقات لياقة بدنية ومساحات استرخاء افتراضية، فيما يُعرف بـ”هورايزون وورلدز” (Horizon Worlds).
ترتكز إيرادات مختبرات الواقع بشكل أساسي على مبيعات الأجهزة الرأسية التي جاءت في الربع الأخير أقل من تقديرات المحللين بنسبة 30%، وفقاً لبيانات بلومبرغ.
دافع زوكربيرغ عن الإنفاق، وقال في أكتوبر الماضي خلال إطلاق أحد المنتجات: “المستقبل لا يتشكل بمفرده”. هناك ما يمكن القيام به في الواقع الافتراضي.
يمكن أن تبلغ العائدات المجتمعة المرتبطة بقطاع “ميتافيرس”، بما يشمل الألعاب والترفيه المتصل عبر الإنترنت والأجهزة والخدمات نحو 800 مليار دولار في 2024، وفقاً لتقديرات بلومبرغ إنتليجينس.
أعلنت “ميتا” عن عقد شراكات مع “مايكروسوفت” و”أكسنتشر” (Accenture) بهدف تطوير استخدامات التقنية الخاصة بها كما تخطط لدمج التقنية في تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي القائمة.
قال أنصاري إنها قد تكون محظوظة بالترويج للاستثمار في شركة “ميتافيرس” منفصلة لدى الشركات الراغبة في الرهان على تطبيقاتها.
عقلية المستثمرين
تتأثر وول ستريت بموجات موضة فيما يتعلق بهيكلية الشركات، حيث يبحث المستثمرون أحياناً عن “التكامل” بين الشركات، بينما في وقت آخر يريدون من الشركات “التمسك بكيانها”. وفي حالة “ميتا”، ما يقلق المساهمون بشأن تقسيم أعمالها أن بحث زوكربيرغ عن الجديد قد يكون منطقياً في حالة استقرار أنشطة الأعمال الرئيسية من وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مع رفع أسعار الفائدة وزيادة قلق مستثمري أسهم شركات التقنية، يُصبح صعباً فصل مشروع خسر 10 مليارات دولار العام الماضي لينطلف منفرداً. قال جيمس لي، العضو المنتدب في “ميزوهو سكيوريتز” (Mizuho Securities) الولايات المتحدة: “ربما لا يكون مُرحباً بانفصال شركة تستنزف سيولة في تلك الظروف السائدة بالسوق”.
تزامنت محاولة “ميتا” توسعة أعمالها، بينما يتشكك المستثمرون في كل شيء كان راسخاً منذ سنوات. قال لي: “عقلية المستثمرين دائماً ما تنطلق من منطق: ما الذي فعلته من أجلي أخيراً؟… ما نراه تعارض طفيف بين منطق المستثمرين ومنطق الشركة”.
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر