فرص ماكرون الواعدة | مركز سمت للدراسات

فرص ماكرون الواعدة

التاريخ والوقت : الثلاثاء, 15 فبراير 2022

فيصل عابدون

 

تعزز الأزمة الأوكرانية التي باتت تحبس أنفاس العالم، فرص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الواعدة أصلاً، في سباق الرئاسة الفرنسية المقرر انطلاق جولتها الأولى في العاشر من إبريل (نيسان) المقبل. واندفع ماكرون إلى قلب الأزمة ممثلاً لفرنسا المحايدة مرة وضمن فريق الحلف العسكري الغربي المناوئ لفكرة الغزو الروسي مرات أخرى.

 ومن شأن هذا الانخراط النشط في أهم وأخطر أزمة تواجه الدول الأوروبية أن تسلط الأضواء على زعامة ماكرون في الداخل الفرنسي وتمنحه مزايا قيادة حملة انتخابية مضمونة النتائج مع اقتراب موعد التصويت في سباق الرئاسة. فالأزمة الأوكرانية تنطوي على احتمالات اندلاع الحرب في أوروبا. وهي حرب لا يريدها أحد لا في أوروبا بشكل عام ولا في فرنسا خصوصاً، ولا روسيا بالطبع.

 ذلك أن الحرب قد تبدأ في مكان ما وفي توقيت محدد، لكن ليس ممكناً على الدوام التنبؤ باحتمالات تمددها خارج النطاق أو ترجيح تحقيق النصر فيها على حساب الهزيمة،كما أنه ليس من الممكن أيضاً وضع جدول زمني لانتهائها. وهي من هذا المنطلق تشكل كابوساً مخيفاً للشعوب الأوروبية، فمسرح الحرب يجري إعداده الآن على تخوم أوروبا وليس في مكان آخر.

 ويكرس ماكرون نجوميته مستفيداً من خوف الفرنسيين من حرب جديدة على أبواب القارة يمكن أن تمتد نيرانها إلى بلادهم. ووسط هذه المخاوف يبرز الرئيس ماكرون في صورة البطل المنقذ الذي يحاول التحكم في مسارات الأمور تارة عن طريق الوساطة الهادئة ومحاولة تهدئة الهيجان الذي يعصف بالمنطقة، وتارة أخرى عن طريق الاستناد إلى منطق القوة واستخدام لغة التهديد والوعيد التي توحي للجماهير بالثقة والأمان.

 وفي هذه النقطة تحديداً، فإن ماكرون يملك أفضلية على كل المرشحين الآخرين في الانتخابات. فهو الرجل الذي يقود التفاوض ويصنع الخطط في هذه القضية المصيرية الكبرى في حياة وحاضر الشعوب الأوروبية. والحرب تضع ماكرون في المقدمة بينما يبقى خصومه على الهامش بدعاية انتخابية عديمة الفاعلية وخارج سياق التحديات الكبرى التي تواجه الناخبين.

 ولكن ليست نذر الحرب الأوكرانية هي الرياح الوحيدة التي تملأ أشرعة الرئيس الفرنسي في المنافسة على الفوز بانتخابات الرئاسة. فاليسار المنقسم على نفسه واليمين الذي يزداد تطرفاً يدعمان موقف ماكرون في سباق الانتخابات.

 فقد منحت استطلاعات نوايا الناخبين ماكرون 25 في المئة من الأصوات بينما حصلت كل من مرشحتي اليمين فاليري بيكريس واليمين المتطرف مارين لوبان على 15.5 في المئة لكل منهما. وتوقعت الاستطلاعات فوز ماكرون في الدورة الثانية بنسبة 54 % من الأصوات.

 كما أن دراسة متخصصة حول نوايا التصويت أشارت إلى أن أكثر من نصف ناخبي حزب الخضر والحزب الاشتراكي يميلون إلى التصويت لصالح ماكرون ضمن ما يعرف بخطة «الاقتراع المفيد». وتهدف الخطة إلى قطع الطريق على فوز مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.

 واختارت لوبان التوقيت الأسوأ لتعلن اعتزامها إلغاء عضوية فرنسا في الحلف الأطلسي حال فوزها بالانتخابات. وأثار هذا التصريح ذعراً واسعاً بين الناخبين.

 

المصدر: صحيفة الخليج

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر