سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
يونس السيد
بعد نحو ثلاثة أشهر تبدأ الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية التي يبدو أنها ستكون مختلفة عن سابقاتها؛ إذ على الرغم من أن إيمانويل ماكرون يبدو الأوفر حظاً للفوز بولاية ثانية ما لم تحدث مفاجآت غير محسوبة، فإن هذا الأمر لا يزال محفوفاً بالمخاطر الجدية، مع تقدم اليمين وانحسار معركته مع نساء اليمين واليمين المتطرف.
ماكرون الذي لم يعلن عن ترشيحه رسمياً حتى اللحظة، لكنه فعلياً دخل في صلب المعركة الانتخابية، وهو الطامح إلى استثمار توليه رئاسة الاتحاد الأوروبي مع مطلع يناير الحالي، لتكريس زعامته أوروبياً وفي الداخل الفرنسي، يجد نفسه في مواجهة حامية وربما غير مألوفة مع صعود اليمين عموماً، وذهاب نحو 70% من أصواته لصالح اليمين المتطرف، بحسب استطلاعات الرأي.
وهي مسألة جديدة نسبياً؛ إذ إن اليمين المعتدل غالباً ما كان يفرض نفسه في معظم الانتخابات السابقة، ربما باستثناء الانتخابات الأخيرة، حيث اختلطت الأمور وحصل ماكرون على أغلبية نسبية، لكنه حصد أصواتاً من مختلف الاتجاهات.
والجديد أيضاً هذه المرة، هو أن ماكرون يجد نفسه في مواجهة نساء اليمين واليمين المتطرف؛ إذ على الرغم من مفاجأة مارين لوبان زعيمة «الجبهة الوطنية» اليمينية المتطرفة بالصعود إلى الدورة الثانية في انتخابات 2017، وهو أمر يتوقع أن يتكرر في انتخابات 2022، فإنها لن تكون وحدها هذه المرة، مع دخول المرشحة الصاعدة لحزب «الجمهوريين» اليميني فاليري بيكريس المنافسة الفعلية لتشعل السياق الانتخابي.
وبحسب آخر استطلاعات الرأي، فإن ماكرون حصل على 26% من نوايا التصويت، بينما حصلت بيكريس على 17%، متقدمة بنقطة واحدة على لوبان، فيما تراجع اليميني القومي إريك زيمور إلى نسبة 13%، في حين ارتفعت على جبهة اليسار حظوظ زعيم حزب «فرنسا غير الخاضعة»، جان لوك ميلينشون إلى 11%، متقدماً على عالم البيئة يانيك جادوت (5%)، والاشتراكية آن هيدالجو (3%).
ويرجح هذا الاستطلاع أن تنحصر المنافسة بين ماكرون وبيكريس ولوبان، من دون إسقاط فرضية المواجهة بين ماكرون وزيمور. ويعود سبب تغيير المشهد الانتخابي الراهن، بحسب المحللين، إلى أنه للمرة الأولى منذ عام 1945، يشكل اليمين المتطرف أغلبية داخل اليمين، لكن هذا المشهد قد يخلق صعوبات جمة في وجه بيكريس التي يتوجب عليها أن تقنع هذه النسبة الكبيرة داخل اليمين بالتصويت لصالحها. وبالتالي، فإن بيكريس التي حققت قفزة في الاستطلاعات بانتقالها من 10% إلى 17%، بات يتوجب عليها التركيز على القاعدة الشعبية العريضة وإقناعها ببرنامجها الانتخابي، بما يتضمنه من قضايا سياسية وإصلاحات وتحقيق التمايز عن اليمين المتطرف في ملفات الأمن والهجرة.
اللافت هو أن ماكرون دخل في صلب المعركة الانتخابية من باب الأزمة الصحية، مثيراً ضجة عبر تصريحه بشأن «تنغيص حياة غير الملقحين»، لكن الأسوأ بالنسبة لماكرون هو أن تعود احتجاجات أصحاب «السترات الصفراء» مجدداً إلى الشوارع، حيث ستكون المنافسة أكثر تعقيداً.
المصدر: صحيفة الخليج
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر