سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
معتصم الجهني
بعد تراجع شعبية رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون” في الفترة الأخيرة إثر سلسلة من الفضائح، سواء أكانت تمسه شخصيًا، أو أحدًا من أعضاء حكومته، أو حتى لطريقة إدارته لجائحة كورونا وانتشار المتحور الجديد “أوميكرون”، مؤخرًا، ارتفعت أصوات الناخبين التي تنادي بضرورة استقالته.
وجود نسبة لا يستهان بها تنادي باستقالة رئيس الوزراء الحالي يشكل فرصة لحزب العمال برئاسة “كير ستارمر” لاقتراح تمرير ورقة سحب الثقة من الحكومة الحالية، وهذا ما نسمعه في الفترة الأخيرة حول إمكانية طرح سحب الثقة. إذ يقال إن أكثر من نصف الناخبين يرون أنه على “جونسون” الاستقالة وفق لاستطلاع رأي أجري في 8 ديسمبر الفائت، فهل سنشهد استقالة رئيس الوزراء “بوريس جونسون”، أم سيتم سحب الثقة منه؟
ماهية سحب الثقة وماذا يقصد بها؟
اقتراح سحب أو حجب الثقة هو اقتراح يقوم برفعه عضو الحزب المنافس للحزب القائم بالسلطة، فحكومة الحزب الحاكم يجب أن تحافظ دائمًا على دعمها من قبل الأغلبية في البرلمان والناخبين حتى تستمر في السلطة.
فيستطيع عضو من الحزب المعارض في البرلمان طرح اقتراح سحب الثقة من الحكومة؛ فإذا قُبل النقاش بهذا الاقتراح، يجب على الحكومة هزيمة هذا التصويت لتستمر بالسلطة؛ فإذا تم القبول بهذا التصويت من قبل أغلبية المجلس يجب على الحكومة الاستقالة طواعية.
من يستطيع تمرير اقتراح سحب الثقة من الحكومة؟
يكون اقتراح حجب الثقة مطروحًا من قبل عضو الحزب المنافس، إذ يتم تقديم خطاب مكتوب لرئيس المجلس باقتراح سحب الثقة ويحمل جملة: “هذا المجلس لا يثق بحكومة جلالتها.” ويتم مناقشته من قبل أعضاء المجلس والتصويت عليه. “لا يحتاج أن يكون هناك سبب، أو لا يحتاج أن يذكر السبب لطرح اقتراح سحب الثقة من قبل العضو”. ولكن في الغالب يكون بسبب نظرة العضو للحكومة أنها لم توفِ بوعودها أو أنها لم تقم بعملها على أكمل وجه. فعلى سبيل المثال، يرى العضو أن الحكومة قصرت في أداء وظائفها، فيقترح سحب الثقة في جلسات البرلمان. عادةً يتم استغلال الأحداث الكبرى والأزمات كورقة رابحة ضد الحزب الحاكم حتى يتم تمرير الاقتراح وتفوز بها حكومة الظل المعارضة للحكومة الحالية.
ماذا يحدث بعد الموافقة على مناقشة الاقتراح؟
يعلن رئيس المجلس عن يوم محدد لنقاش إمكانية سحب الثقة من الحكومة والتصويت عليه. ويحدد كذلك وقتًا من اليوم، أو اليوم كله، للمناقشة بين أعضاء المجلس ورئيس الحكومة ووزرائه، وقد يمتد النقاش ساعات أو أيامًا، أو حتى أسابيع.
بعض المحطات التي تم استخدام ورقة سحب الثقة بها تاريخيًا:
1940: تم التصويت لسحب الثقة من رئيس حزب المحافظين ورئيس الوزراء “نيفيل تشامبرلين” نظرًا لإدارته ملف الحرب – آنذاك – “الحرب العالمية الثانية” وتداعياتها. جدير بالذكر أن “تشامبرلين” فاز بثقة المجلس، إلا أن هذا التصويت جعله يخسر غالبية المؤيدين له بالمجلس، مما أدى إلى تقديم استقالته بعد يومين فقط، وتمت تسمية “وينستن تشرتشل” بعد ذلك رئيسًا للوزراء.
1979: تم سحب الثقة من حزب العمال برئاسة “جيمس كالاهان”، وإجراء انتخابات عامة، فاز بها الحزب المحافظ برئاسة “مارغريت ثاتشر” بفارق صوت واحد فقط.
2019: فازت “تيريزا ماي” بثقة المجلس بفارق 19 صوتًا، ويعود سبب طرح التصويت إلى البريكست ومدى نجاح إدارة “ماي” لهذا الملف.
ماذا بعد سحب الثقة؟
مهتم ومختص بالشأن السياسي*
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر