سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
سوسن عبدالله
خصصت وسائل الإعلام الغربية، خلال اليومين الماضيين، مساحة واسعة لتحليل الخطوة العملاقة للسعودية، بعد إعلان معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، سلسلة من القرارات التي تصدّرها قرار رفع الحظر عن دخول النساء للملاعب الرياضية، وتهيئة ثلاثة ملاعب في (الرياض وجدة والدمام)، لاستضافة العائلات، وفقًا للضوابط الخاصة بذلك مطلع 2018م.
وبقدر ما أثار القرار جدلًا واسعًا في المجتمع السعودي وانقسامهم بين مؤيد ومعارض، إلَّا أن ابتسامة سمو الأميرة ريمة بنت بندر، وكيل رئيس هيئة الرياضة، كانت أكثر تداولًا بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي، واختصرت سعادة بنات الوطن بسقوط أحد الأسوار التي منعتنا لفترة طويلة من الزمن عن الحياة الطبيعية. ويأتي هذا القرار في إطار سياسة مرحلية في عدة مجالات، تأخذ بحق المرأة لتمكينها، وامتداد لقرارات تاريخية متسارعة للنهوض بالوطن.
فمنذ إعلان رؤية المملكة، والرأي المجتمعي يتأرجح بين مؤيد، ومشجع، ومشكك، ومتوجس، من تحقيق أهداف الرؤية، ولم يخلُ من الهجوم على الوجه الجديد للسعودية وظهورها كقوة إقليمية مستقلة سياسيًا واقتصاديًا. لكن، في كل مرة، يثبت لنا وضوح مسار الرؤية بقرارات نافذة تسابق الزمن، وتتخطى التوقعات، وتُعيد تشكيل نمط الحياة للمجتمع السعودي. والمتابع للإعلام الغربي، يجد أنها لا تنفك عن تحويل مسار القضايا الكبرى بفتح ملف حقوق المرأة عند كل خطوة سياسية، أو اقتصادية للسعودية. كما تتناقل تقرير فجوة الجندر العالمية 2016م، الذي احتلت به السعودية المرتبة 141 من أصل 144 دولة في قياس مدى حصول النساء على حقوقهن في المشاركة الاقتصادية والسياسية والتعليم والصحة. لكن بعد تعيين الأميرة ريمة، وإعادة إحياء الاتحاد السعودي لثقافة الرياضة المجتمعية، أصبح للمرأة السعودية فرصة جديّة للمشاركة في صنع القرار في عدة مجالات، وأبرزها – حاليًا – المجال الرياضي.
المجتمع السعودي مؤهل لاستقبال مثل هذه القرارات، وجاهز لممارسة حقوقه الطبيعية. والرد الحقيقي لمقاومي التغيير والمتمسكين بمشروع “الصحوة” المتزامنة مع الثورة الخمينية عام 1979، هو ما تعهد به ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، الأسبوع الماضي، في “مبادرة مستقبل الاستثمار” بعودة بلادنا إلى الإسلام الوسطي المعتدل. فقد كان للحكومة السعودية التوجه الواضح، منذ عهد الملك عبدالله – رحمه الله – لإنصاف المرأة، والآن في عهد الملك سلمان، الذي يسعى لتطبيق حقوقها، ومن أعظمها في – رأيي – هو الأمر السامي بالسماح للمرأة بالقيادة، حيث تعتبر هذه السنة لكثير من النساء، أنها سنة النصرة والدعم للمرأة السعودية، وتغيير مناحي حياة المجتمع السعودي ككل.
وقرار السماح بدخول العائلات للملاعب، جاء بعد التجربة الناجحة لحضور العائلات احتفالات اليوم الوطني، ودخول النساء لاستاد الملك فهد، في سبتمبر الماضي، لأول مرة في تاريخ المملكة، والذي كان يومًا وطنيًا مثاليًا وأنموذجًا حضاريًا تجسدت به الصورة الحقيقية للمواطنة بلا مشاكل.
دخول المرأة السعودية للملاعب، أصبح ضرورة، وتحديدًا، بعد إنجازاتها في الرياضة العالمية للأعوام الماضية، حيث بدأت الرياضيات السعوديات بتمثيل السعودية في المحافل الدولية، ابتداءً بمشاركة أول وفد نسائي في الأولمبياد العالمي في لندن 2012م، ومشاركة سارة العطار، كعداءة سعودية متخصصة في سباق 800م، والمبارزة السعودية لبنى العمير، والعداءة كاريمان أبو الجدايل، المتخصصة في سباق 100م في أولمبياد ريودي جانيرو 2016م، وانتهاء بالسعودية رها المحرق، كأصغر سيدة على مستوى العالم العربي تصل إلى أعلى قمة في جبال العالم “قمة إفرست”، والكثير من الرياضيات السعوديات اللاتي لا تحضرني أسماؤهن في هذه المقالة.
بعد مشاركة المرأة في المنافسات الدولية، ودخولها للملاعب الرياضية، ما الذي يمنعنا من استضافة الأولمبياد، أو كأس العالم كفرصة اقتصادية؟!..
باحثة في الإعلام السياسي*
@sawsan3bdullah
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر