سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
يقول الخبر: “أعلنت الهيئة العامة للرياضة في السعودية، السماح للنساء بالدخول إلى الملاعب الرياضية، وبدأت في تهيئة 3 ملاعب في كلٍّ من: الرياض وجدة والدمام، لتكون جاهزة لدخول النساء، بدءًا من مطلع العام المقبل، وفقًا لضوابط خاصة. وقال رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان “وكما هما حريصان على التقيد بالضوابط الإسلامية ومنع المحرمات، هما حريصان أيضًا على عدم منع المباحات”.
وشهد المؤتمر الصحافي الذي عقده آل الشيخ، الإعلان عن إنشاء مجمع ترفيهي شامل، وملتقى للجماهير يحتوي على “مطاعم ومقاهٍ وشاشات عرض”، في ثلاثة استادات بالرياض وجدة والدمام، مؤكدًا أنها ستعمل على مدار 24 ساعة، وهي متاحة للشباب والفتيات. كما أعلن عن إعادة تنظيم أسعار تذاكر المباريات لجميع الدرجات.
إلى هنا انتهى الخبر، لكن، ولأن دور “سمت” – كأي مركز بحثي – هو البحث فيما وراء الخبر، فقد خصص المركز هذا الإصدار للتنقيب والحديث عمَّا يدور في ثنايا الخبر، وما يكمن في خبايا هذا النبأ المهم.
قبل أي شيء، لا يجب أن ننشغل بأولئك المرجفين الذين سيسارعون إلى التقليل من أهمية مثل هذه الخطوة، أو بأولئك المتحجرين الذين سيهرولون إلى تشويه وشيطنة القرار، فكلا الطرفين يجمعهما الوقوف خارج سياق الزمن، والرغبة الجامحة في عرقلة كل محاولات النهوض والتقدم الكبرى في جعل المرأة حبيسة النزوات منزوعة الإرادة.. وهو ما لا يستقيم – قطعًا – مع ما وصل إليه العالم، وما حصدته المرأة من حقوق في الدول كافة.
القرار يأتي في خضم ثورة تعيشها المملكة فيما يخص تمكين المرأة السعودية والدفع بها في أتون عجلة التنمية، وتحويلها إلى ترس عامل، ورقم صعب في معادلة التقدم، بعد سلسلة من القرارات الملكية، منها: السماح للنساء بالانتفاع بخدمات، مثل: التعليم والرعاية الصحية دون موافقة ولي الأمر، وتمكين النساء من أن يدلين بشهادتهن في المحكمة، وإلغاء شرط حضور المرأة إلى المحكمة بصحبة قريب من الذكور لتأكيد هويتها، كما قررت المملكة منح المرأة الحق في قيادة السيارة.
مساعي قيادة المملكة لتشجيع ضم النساء إلى قوة العمل باتت واضحة أكثر من أي وقت مضى؛ إذ ألغت السلطات قيودًا على عمل النساء في قانون العمل، كما ألغت متطلبات رسمية تلزم النساء بالحصول على إذن من ولي الأمر. وفي هذا الصدد، أُعلن، في سبتمبر الماضي، عن تعيين امرأة في منصب مساعد رئيس بلدية؛ تحقيقًا لرؤية 2030 التي تبنتها المملكة، حيث أصدر أمين المنطقة الشرقية فهد بن محمد الجبير، قرارًا يقضي بتعيين إيمان بنت عبدالله الغامدي، مساعد رئيس بلدية محافظة الخبر لتقنية المعلومات ورئاسة قسم الخدمات النسائية.
كذلك، في أواخر سبتمبر أيضًا، عينت وزارة الخارجية السعودية، فاطمة سالم باعشن، متحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن، لتكون أول سيدة سعودية في ذلك المنصب.
وفي فبراير، عيَّن بنك “سامبا” امرأة، مديرة تنفيذية له، بعد أسبوع واحد من تولي سيدة سعودية، رئاسة مجلس إدارة شركة تدير البورصة السعودية، حيث أعلنت مجموعة سامبا المالية، أن السيدة رانيا محمود نشار، بدأت عملها في منصبها التنفيذي كمديرة لبنك “سامبا”. وكانت السيدة سارة السحيمي قد عُيِّنت، رئيسة لمجلس إدارة شركة تداول التي تدير البورصة السعودية.
إن كل القرارات سالفة الذكر، تشكل مجتمعة ثورة في مجال تمكين المرأة، وفي التاريخ البشري، فإن الحقوق والحريات العظيمة التي حصل عليها الإنسان، كانت في البدء عبارة عن مجموعة من القرارات التي تبدو في ظاهرها بدائية وبسيطة. وعلى المنوال نفسه، قد تبدو هذه الخطوات بسيطة والطريق طويلة، ولكنها مضمونة وكلفتها منخفضة، فلا توجد وصفة سريعة للتحرر والنهوض بعد عقود من الخمول. فأول الغيث قطرة، ثم ينهمر.
في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” الذي عُقد في الرياض، قال ريتشارد برانسون، صاحب مجموعة “فيرجين” التي تدير نحو 400 شركة، للكاتب الصحفي غسان شربل، إن “ما تشهده السعودية مثير للاهتمام. نوعية المشاركة في المؤتمر تُظهر اهتمام العالم برؤية 2030 والتحول الذي بدأنا نلمسه في السعودية. ما يجري مهم جدًا. ولي العهد السعودي يفكر في السعودية في مرحلة ما بعد النفط. يراهن على الجيل الشاب وطاقاته، وعلى اضطلاع المرأة السعودية بدور في تنمية الاقتصاد والمجتمع. يريد استقطاب الكفاءات السعودية ويريد استقطاب المستثمرين. إنه أمر بديع أن تجد رجلًا يتصف بالشجاعة وبُعد النظر. وفي الحقيقة أنا لم أشاهد مسؤولًا يعمل بمثل هذا القدر من التصميم على النجاح”.
وفي كتابه (الحرية والثقافة) يقول الفيلسوف الأميركي الشهير جون ديوي، إن “القوة الدافعة في التاريخ السياسي، لم تكن غير ما بذله الرجل العادي من جهود في الحصول على حريته”، وبالمثل، فإن القوة الدافعة في عمليات النمو والتقدم، لم تكن غير ما يبذله القادة من جهود في إدراج جميع عناصر المجتمع في خضم هذه العمليات، وتأتي المرأة في القلب من هذه العناصر، وهو جوهر ما أعلنته وتبنته رؤية المملكة 2030، وهو ما تظهره قيادة المملكة.
إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – يظهران إيمانًا كبيرًا بالمرأة كعنصر مهم من عناصر قوة المجتمع، وأن تمكينها اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا، وتوفير مناخ آمن وخدمات تسهل عليها القيام بواجباتها الوطنية، مع ضمان تمتعها بحقوقها الكاملة في جميع المجالات، سيسهم في دفع عجلة التنمية بما يحقق رؤية المملكة للتنمية المستدامة 2030.
إن اهتمام المملكة في المرحلة الحالية بالمرأة، هو جزء من كل، وغيض من فيض، اهتمام كبير بالأسرة كلها. وإذا كانت رؤية 2030، حرصت على جعل المرأة عاملاً مهمًا في تحقيق التنمية، فإنها لم تغفل أيضًا أهمية الثقافة والترفيه كعنصرين من مقومات جودة الحياة؛ لذلك شددت على دعم جهود المناطق والمحافظات والقطاعين غير الربحي والخاص في إقامة المهرجانات والفعاليات، وتفعيل دور الصناديق الحكومية في المساهمة في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية؛ ليتمكن المواطنون والمقيمون من استثمار ما لديهم من طاقات ومواهب. كما أكدت على تشجيع المستثمرين من الداخل والخارج، وعقد الشراكات مع شركات الترفيه العالمية، وتخصيص الأراضي المناسبة لإقامة المشروعات الثقافية والترفيهية من مكتبات ومتاحف وفنون وغيرها، ودعم الموهوبين من الكتّاب والمؤلفين والمخرجين، وإيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوّعة تتناسب مع الأذواق والفئات كافة. ولن يقتصر دور هذه المشروعات على الجانب الثقافي والترفيهي، بل ستلعب دورًا اقتصاديًا مهمًّا من خلال توفير العديد من فرص العمل. كما ستعمل الرؤية على زيادة إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه داخل المملكة من ٢.٩٪ إلى ٦٪.
من هنا، وتماشيًا مع رؤية 2030، كان إعلان ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، عن إطلاق مشروع أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية في المملكة، بمنطقة (القِدِيّة) جنوب غرب العاصمة الرياض، حيث تُعدُّ الأولى من نوعها في العالم بمساحة تبلغ 334 كيلومترًا مربعًا، بما في ذلك منطقة سفاري كبرى. وقال ولي العهد، إن هذه المدينة ستصبح معلمًا حضاريًا بارزًا ومركزًا مهمًا لتلبية رغبات واحتياجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية والاجتماعية في المملكة.
إن اهتمام قيادة المملكة الرشيدة بالمرأة والترفيه، هدفه في المقام الأول، الاهتمام بالأسرة السعودية، والأسرة كما يقول علماء الاجتماع، هي نواة بناء المجتمع، وهي الخلية الأساسية في المجتمع وأهم جماعاته الأولية. ومن هنا، كان حرص قيادة المملكة على الاهتمام بدور المرأة والترفيه، لما لهما من دور حاسم في نشوء الأسرة التي تعكس ما يتصف به المجتمع من حركية، ومن تماسك أو تفكك، ومن قوة أو ضعف، ومن تقدم أو تخلف. ولقد فطنت القيادة السعودية إلى أن الأسرة، هي تلك التي تمد المجتمع بمختلف الفئات النشيطة، فهي تؤثر فيه وتتأثر به، فبصلاحها يصلح المجتمع وبفسادها يفسد.
وحدة الدراسات الاجتماعية*
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر