سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
جاءت مبادرة مستقبل الاستثمار بتنظيم من صندوق الاستثمارات العامة تحت شعار “مبادرة مبتكرة رفيعة المستوى”، تعبيرًا دقيقًا لمبادرة رائدة في مجال الاستثمار، تمَّت تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبرئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، رئيس مجلس صندوق الاستثمارات العامة، عبر منتدى مهمته تشكيل حلقة وصل بين كبار الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين، وأبرز الخبراء والرياديين العالميين في مختلف القطاعات، بقصد النظر في دور صناديق الثروة السيادية المتصاعد في إطلاق المرحلة المقبلة من أنشطة الأعمال والابتكارات والتكنولوجيا والاستثمارات.
مبادرة مستقبل الاستثمار ورؤية المملكة 2030
يتسق تنظيم مبادرة مستقبل الاستثمار مع (رؤية المملكة 2030) الطموحة، وما تبعها من تأثيرات قوية انعكست إيجابًا على طريق تعزيز قدرات المملكة الاستثمارية، عبر استغلال واضح للموقع الاستراتيجي المتميز، بهدف تمركز الاستثمار العالمي في المملكة بصورة تربط بين القارات الثلاثة، ورأسًا خلقت المبادرة، كمنصة تشاركية تفاعلية، فرصًا تعارفية حريصة على تمتين العلاقات مع شخصيات عالية المستوى ممن يمثلون ديموغرافيات واسعة ومختلفة، ناهيك عن المزايا التبادلية للأفكار والممارسات من ذوات الأفق العالمي، بما تحويه من فهم خاص وجديد للواعدات الاستثمارية، إضافة إلى ما توفره من فرص غير مسبوقة للرؤساء التنفيذيين والمستثمرين العالميين وصناع القرار في عوالم المال والأعمال، وغيرهم من المخترعين والمبتكرين والمبدعين، وكذلك معرض لمؤسسات أعمال رائدة ومشاريع استثمارية واسعة النطاق، منها مشاريع تابعة لشركات المحفظة الاستثمارية الخاصة بصندوق الاستثمارات العامة، وغيرها من المشاريع العالمية.
المبادرة منبثقة عن صندوق الاستثمارات العامة، المتجه بخطى حثيثة إلى تمكين المملكة كقوة عظمى محرّكة للاستثمار العالمي، انسجامًا مع أهداف (رؤية 2030)؛ لذا يعمل صندوق الاستثمارات العامة على تطوير محفظة استثمارية تتألف من استثمارات محلية وعالمية متميزة في عدّة قطاعات وأصناف من الأصول، وعلى امتداد جغرافي واسع، بالتعاون مع شركاء استراتيجيين وجهات عالمية مرموقة في إدارة الاستثمارات، بصفته الذراع الاستثماري الرئيسي للمملكة، وفق استراتيجية تركز على تحقيق عائدات مالية ضخمة، وقيمة حقيقية طويلة المدى للمملكة على المستويات المحلية والعالمية.
“نيوم”.. المشروع الأضخم في القرن الواحد والعشرين
استنادًا إلى المؤشرات الأولية والأطروحات المعلنة، للمشروع الأضخم في العالم (مستقبل جديد)، الذي تمَّ تعريفه للعالم باسم “نيوم”، فأول ثلاثة أحرف “NEO” – وهي كلمة لاتينية – تعني بالعربية “جديد”، فيما يعني الحرف الرابع “M” اختصارًا للكلمة العربية “مستقبل”، سيساهم في إنجاز (رؤية المملكة 2030) عبر محاورها الثلاثة، متمثلة في: حيوية المجتمع، وطموحه، وازدهار اقتصاده، مع مراعاة الاستدامة والمفاهيم الإنشائية المبتكرة، عبر تطوير القطاعات الإعلامية والرقمية التي تساهم في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، برؤية حضرية واعدة لتصبح الوجهة الأكثر استقطابًا للمواهب السعودية والدولية، ومن ثم وجهة في صدارة مؤشر أفضل مدن العالم ملاءمة للعيش، بخلق بيئة وأنظمة صديقة للأعمال، بما يعد مساهمة قوية في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وإعادة توجيه بعض التسربات المالية الخارجية إلى داخل المملكة.
بالقطع أصاب “نيوم” – موقعًا وفكرًا – الشركاء بالذهول، بجمعه للعديد من المزايا، وضمه لاستثمارات تقدر بـ500 مليار دولار، لبناء أول مدينة رقمية عالمية. فصار يقينًا لأناس لا يعرفون في حياتهم سوى النجاح، أن المشروع سيعد تحولاً يفوق كل التوقعات، في ظل وجود جيل جديد ورؤية جديدة لمستقبل تلعب فيه الاستدامة وجودة الحياة، دورًا كبيرًا يسمح بالحياة الرغيدة، بما يملكه موقع “نيوم” الجغرافي، من مزايا تضاف إلى تمتعه بطقس أكثر برودة من المناطق المحيطة به، وتقل الحرارة به 10 درجات مئوية من متوسط درجات الحرارة في جميع أنحاء دول الخليج، وتضاريسه تتميز بشواطئ خلابة تمتد على أكثر من 460 كم من السواحل، وقربه من الأسواق ومسارات التجارة العالمية.. كل ذلك سيسهم في استحواذ المشروع على قرابة 10% من التجارة العالمية التي تمر عبر البحر الأحمر، ويتيح موقعه لـ70% من سكان العالم، الوصول للموقع خلال 8 ساعات فقط كحد أقصى، وكل هذا يتمُّ على مساحات صحراوية واسعة وممتدة، تضم العديد من الجزر البكر، والجبال الشاهقة والخلابة على ارتفاع يصل إلى 2500م، وتطل على خليج العقبة والبحر الأحمر، وتغطي قممها الثلوج في الشتاء.
أهداف طموحة
والمستهدف من “نيوم” الخارج في إطار التطلعات الطموحة لـ(رؤية 2030)، تحويل المملكة إلى نموذج عالمي رائد، في مختلف جوانب الحياة، من خلال التركيز على استجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتقنية داخل المشروع، وتطويره للقطاعات الاقتصادية الرئيسية مستقبلًا، بصورة تضمن إنعاش مستقبل الطاقة والمياه، بالاعتماد الكامل على الطاقة المتجددة، وحلول تخزين الطاقة، وحلول النقل، والتصنيع، والأبحاث والتطوير، وعلاوة على ذلك استخدام التقنية الصديقة للبيئة لتعزيز آلية استخدام المياه بأكفأ الطرق وأمثلها، إلى جانب حرصه على مستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، والغذاء، والتصنيع المتطور، والإعلام والإنتاج الإعلامي، ولا سيما مستقبل الترفيه والمعيشة، والركائز الأساسية لباقي القطاعات: كالسكن، والتعليم، والأمن، والسلامة، والمساحات الخضراء، والرعاية الصحية، والضيافة والفندقة، وغيرها.
في “نيوم” لن تستورد المملكة التكنولوجيا، بل سيتمُّ ابتكارها، في ظل مناخ وإمكانيات تسمح بخلق أكبر جيل متقدم من الروبوتات في العالم؛ لتصبح أول منطقة في العالم بها عدد كبير جدًا من الروبوتات، يفوق كل التوقعات بعد 30 عامًا، تحقيقًا لمشهدٍ أكده قول رئيس “بلاك ستون” أن العظماء يبتكرون المخرجات العظيمة، فخلق الأمير محمد بن سلمان أسلوب حياة جديدًا ممتلئًا بالإثارة، إزاء هذه الفرصة وإمكانية استخدام الروبوتات لبناء المدينة، والمساعدة في مجالات الأمن، واللوجستيات، وحالات الطوارئ، والرعاية الصحية، التي تشكل تحديًا في الوقت الحالي.
السعودية والفرص الخيالية
لم يبتعد وصف الأمير محمد بن سلمان، للفرص التي تملكها السعودية بـ”الخيالية”، تعبيرًا عن الواقع المكتظ بعناصر النجاح في مشروع ذي مفاهيم جديدة في العصر الحديث لم يسبق لها مثيل، بأن يتم بناء مدينة بتقنيات المستقبل بهذه الصورة، ملخصًا ذلك خلال حديثه في 17 دقيقة، ناهيك عما أراد الأمير إبرازه للعموم في مقارنة بين جيلين مختلفين من الهواتف النقالة، لتوضيح أن تصميم مدينة “نيوم” سيحاكي تكنولوجيا المستقبل، ولن يشبه مفهوم الحياة في المدن التقليدية القائمة، فكانت جملته المحددة بأنه لا مكان لأي مستثمر، أو شركة تقليدية، في هذا المشروع، بل لكل فرد حالم يريد أن يخترع شيئًا جديدًا في هذا العالم.
الأطر الجديدة في تشكيل الاقتصاد العالمي
ألقى المؤتمر الضوء على أطر تشكيل الاقتصاد العالمي المستقبلية، وكذلك الذكاء الاصطناعي والبيانات في الاقتصاد المعلوماتي الحديث، والمدن الذكية، وسط أجواء عكست الصورة الحالية للاقتصاد العالمي، بهيئة أكثر إيجابية مما كانت عليه سلفًا، والترجيح أن يكون سببًا في ارتفاع معدلات النمو بنسبة قد تصل إلى 3.7 بالمئة، رغم تحديات ضخمة تواجه المجتمع الدولي، منها – على سبيل المثال – مسألة التغير المناخي. وبيَّنت الجلسات المطروحة بالمنتدى في يومه الأول، عناية النهج الحالي للمملكة بخطط تأسيس شراكات عالمية، بالتوازي مع توطين التقنيات الحديثة، والاستعانة بالإمكانات الكبيرة التي توفرها مصادر الطاقة البديلة، بغرض خلق عشرات الآلاف من فرص العمل، بحيث تصل – على أقل تقدير – إلى أكثر من 20,000 وظيفة بحلول عام 2020م، وكذلك عظمة إدراك القيادة الحاكمة للتعليم، باعتداده جانبًا أساسيًا للاقتصادات الناشئة التي تطمح إلى مواصلة تحقيق معدلات نمو قوية، والارتكاز على قيم المجتمع والمساواة والثقة، بالتوازي مع الحجم الهائل للتغيرات، والفرص المحتملة المرتبطة بالبيانات الضخمة التي تدخل في اقتصاد المعرفة الناشئ، خلال الأعوام الخمسة المقبلة، بما يساعد البشرية ككل على تجاوز العديد من المشكلات الراهنة.
تصريحات للتاريخ
وما سبق انعكس – صراحة – في مقولات الأمير محمد بن سلمان، وحرصه على الاستثمار في المواهب العالمية والاقتصاد العالمي على حد سواء، والتأكيد على أن المملكة تتقدم بخطى ثابتة وواثقة في برنامج ضخم يهدف إلى التطور والتغيير، في تعبير دقيق وملهم “لا حدود لطموحنا”، ودعوته للتعامل بإيجابية مع التقنيات المستحدثة بكونها فرصًا، وليست مخاطر.
وأبرزت كلمة الأمير محمد بن سلمان التي تلاها نيابة عنه وزير التجارة والاستثمار، عدة نقاط، أهمها: إقراره بأن المبادرة ليست مؤتمرًا ينعقد لثلاثة أيام فحسب، بل هي منصة مهمتها بناء العلاقات ومشاركة الأفكار واستعراض الفرص المستقبلية، فجميع المستثمرين يسعون للاستثمار في مشاريع قد يُكتب لها النجاح، إلا أن قليلين جدًا من يحالفهم الحظ ويجدون الفرصة المناسبة.
ومن المهام الموكلة إلى المبادرة، توفير فرص كبيرة ومعلومات وآراء من جميع أنحاء العالم بمناهج وأطر تحافظ على الوقت والمال، بما يساعد الجميع في تحديد الاتجاهات الاستثمارية المستقبلية المتوقع لها النجاح ودرّ عوائد مجزية، في عالم يتغيّر باستمرار ويتأثر بسبب التقنيات الجديدة. ففي خلال الربع القرن المنصرم، شهدت البشرية تطورات أعادت برمجة الأمور الحياتية الاعتيادية بما لا يمكن مقارنته بالطارئ من تطورات مقبلة في علوم الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والتعلّم الآلي، والهندسة الحيوية. ومن المتوقع أن تربو واردات المملكة، إذ من شأن القطاعات التي سيتم تطويرها أن تعيد نحو 70 مليار دولار من إيرادات السلع المستوردة حاليًا من الخارج، مع إمكانية إنتاجها في مشروع “نيوم”، الذي سيوفر فرصًا إضافية أمام المستثمرين السعوديين في القطاعات التي لم تكن متاحة في المملكة، مع إتاحة الفرصة أمام المواطنين السعوديين للسفر إلى المدينة الجديدة، بدلاً من البلدان الأجنبية، مع بقاء الأموال داخل المملكة.
ولفت الأمير محمد بن سلمان أنظار العالم كله، أثناء كلمته، ضمن أعمال مبادرة مستقبل الاستثمار التي جمعت 2500 شخصية من 60 دولة بالعاصمة الرياض، الثلاثاء 24 أكتوبر، عندما تحدث عن السعودية والالتزام بالفكر الوسطي، ومحاربة التطرف بكل صوره، متطرقًا إلى الحديث عن تحولات ما بعد عام 1979، التي أكد أنها لن تعود مستقبلًا، وهو ما يعكس – مباشرة – عزم ولي العهد على وضع الأمور في نصابها السليم، بالنأي بعيدًا عن كل ما يحول بين المملكة والحضارة الحديثة والتطور الدائم بشكل يتخطى متطلبات العصر بعشر السنوات.
والمعطيات سالفة الذكر، تشير إلى كون الأمير محمد بن سلمان، يمتلك شخصية ريادية وملهمة بامتياز؛ لذا نجده سابقًا العصر باقتحامه الشجاع لهذه المجالات المستقبلية التي شبهها في كلمته بأفلام الخيال العلمي، التي لا يمكن توقع نتائجها، لأنها لم تحدث مسبقًا؛ وهو ما يشير إلى أن المملكة تتقدم بخطى واثقة وثابتة في ظل برامج اقتصادية وفكرية وثقافية ضخمة لأبعد الحدود.
وحدة الدراسات الاقتصادية*
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر