سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
سعيد الجابر
ما زالت الأزمة الخليجية، محور النزاع الأهم والأجدر بالنقاش في المنطقة، بعد انحسار الدور التركي والإيراني في سوريا، إثر التقارب الذي أحدثته الزيارة الملكية السعودية، مؤخرًا، إلى روسيا.
لوحظ ذلك في ثنايا زيارة السفير السعودي، ثامر السبهان، للرقة – عاصمة “داعش”، التي تعني لهذا التنظيم “المتقهقر” رمزية مهمّة على المستوى الجيوسياسي.. فماذا تعني تلك الزيارة؟ وما هي أبرز دلالاتها؟
١ – إرسال رسالة لتنظيم داعش، أن لا عودة للرقة التي تعني له رمزية مهمة على المستوى الجيوسياسي. ولتركيا وإيران وحلفاؤهما حول تقارب سعودي – سوري مرتقب؛ برعاية روسية على حساب تقليص نفوذ إيران وحزب الله في سوريا.
٢ – بناء جسر لإعادة إعمار سوريا بالتحالف مع واشنطن؛ وبمباركة روسية، بعد تقهقر “داعش” في المنطقة.
٣ – إعادة التواصل مع العشائر السورية باعتبارها – في غالبها – عشائر سنية، هي خطوة تهدف إلى إعادة تموضع سعودي قادم في سوريا.
٤ – مقابلة خطوة استمرار تقارب تركيا مع الإخوان، بتقارب السعودية مع قوات سوريا الديمقراطية المحظورة من قبل أنقرة. وكذلك هي رد على التقارب التركي الإيراني، وشبه التحالف الذي حدث بينهما، إثر اندلاع الأزمة الخليجية.
ذلك يشير إلى أن التوتّر – ربَّما – سيكون القادم اللافت في العلاقات السعودية التركية.
زيارة السبهان للرقة “شمال سوريا”، لا يمكن أن تتمَّ دون تنسيق سعودي روسي، وبموافقة نظام دمشق؛ حتى وإن كان السفير السعودي بمرافقة مبعوث الرئيس الأميركي.
من هنا، يمكن التنبؤ بقرب مشاهدة السبهان في دمشق خلال فترة قريبة.. ولا شك أن موسكو تستطيع خلق أجواء تقارب بين الرياض ودمشق. وهذا سيقوّض تنامي نفوذ حزب الله، وميليشيات إيران الإرهابية.
في تصوّري، أن ذلك كان إحدى النتائج المذهلة للزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مؤخرًا، إلى موسكو. ويبدو أنه قد تمَّ التفاهم على ذلك بحزم. ولا نغفل التمهيد السياسي الذي لعبه ولي العهد السعودي، خلال زيارتين مكّوكيتين لموسكو قبل ذلك. إذن، سنرى السبهان في دمشق قريبًا.
خليجيًا.. من شاهد أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وهو يتحدث من العاصمة الإندونيسية جاكرتا، خلال زيارته لتشتيت الرأي العام في قطر، والبحث عن ملاذ للأزمة التي خلقها نظام الحمدين، قد يفهم أن الأزمة الخليجية في طريقها للحل.
قال تميم حينها، ولأول مرة: “إن دول الخليج جميعها خسرت من الأزمة”.. وهي أول مرة يتحدث فيها بهذه النبرة! كان يقصد أن قطر وحدَها خسرت، لكنه لا يستطيع قول ذلك، منعًا للحرج أمام “شعبه” الرأي العام الداخلي في قطر.
هذه دلالة على قرب خروج الدوحة للإعلان عن تنازلات معيّنة لصالح الموقف السعودي والدول المقاطعة، ولا حل إلا في الرياض.
الرسالة الموجّهة للدوحة، عبر أمير الكويت الذي زار الرياض مؤخرًا، تمهيدًا للقمة الخليجية الشهر المقبل، مفادها: لن نحضر إذا لم تعلن قطر قبولها بالشروط والتنازلات المطلوبة منها.
ذلك يؤكّد أن الرياض “عاصمة الحزم”، لديها القدرة على تعطيل هذا الاستحقاق. والدوحة تسعى إلى تشويهه، وليس تعطيله. لكن التشويه، ضرره على المنظومة الخليجية ككل، والكويت – تحديدًا – أكثر من ضرر التعطيل. من هنا يمكن فهم لماذا كانت نبرة خطاب تميم في جاكرتا خافتة؟
إذن، التنازلات القطرية قادمة لا محالة، والحل لدى الرياض ومن معها.. وليس أمام قطر، ونظام الحمدين الإرهابي، إِلَّا “الرياض” شئتم أم أبيتم!
كاتب صحفي*
@saeed4press
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر