إنجازات مبشرة لـ”رؤية 2030″ بعد مرور خمس سنوات | مركز سمت للدراسات

إنجازات مبشرة لـ”رؤية 2030″ بعد مرور خمس سنوات

التاريخ والوقت : الأربعاء, 28 أبريل 2021

د. نعيمة المويشير

 

تحتفل المملكة بمرور خمس سنوات على إطلاق “رؤية السعودية 2030″، حيث تم إطلاق العديد من البرامج والمبادرات التي تساهم في تحقيق تطلعات “رؤية السعودية 2030″ في تحسين جودة الحياة، والابتعاد عن الاعتماد عن النفط، ورفع معدلات التوظيف، ورفع مساهمة المرأة في العمل وفي الاقتصاد. وبعد مرور خمس سنوات بدأت تظهر نتائج أولية مبشرة لـ”رؤية السعودية 2030”. ومن الأهداف العامة لـ”رؤية السعودية 2030″، تنمية وتنويع الاقتصاد، وزيادة معدلات التوظيف، وذلك من خلال الاهتمام بتعزيز الفرص والاستثمارات في المملكة بشكل يجعل الاقتصاد مزدهرًا من حيث الفرص المثمرة، والاستثمار الفاعل، والتنافسية الجاذبة.

كان هناك اهتمام كبير في “رؤية السعودية 2030” بخلق فرص مثمرة في الاقتصاد من خلال أربعة جوانب تشمل: التعلم للعمل، ودعم الأسر المنتجة والمنشآت الصغيرة ومتوسطة الحجم، وتنمية الفرص، واستقطاب الكفاءات والمواهب العالمية. فهناك اهتمام بتطوير التعليم بشكل يسهم في دفع عجلة الاقتصاد، إلى جانب تعزيز دور قطاع المنشآت الصغيرة ومتوسطة الحجم. هذا، بالتالي سيكون له أثر على خفض معدل البطالة، وتمكين أكبر للمرأة، وارتفاع في مساهمة المنشآت الصغيرة ومتوسطة الحجم في الاقتصاد بشكل أكبر. لهذا، نهدف في هذه المقالة، إلى تغطية إنجازات “رؤية السعودية 2030” بعد مرور خمس سنوات حيال خفض معدلات البطالة، والاستثمار في التعليم والتدريب، وتمكين المرأة في الاقتصاد، ورفع مساهمة القطاع المنشآت الصغيرة ومتوسطة الحجم، وتعزيز فرص الاستثمار في المملكة.

بالنظر إلى معدل البطالة للسعوديين، فوفقًا لنشرة سوق العمل من الهيئة العامة للإحصاء، نلاحظ أنه خلال الربع الرابع من 2020 وصل إلى 12.6% بعد أن كان 15.4% في الربع الثاني من 2020 في ظل جائحة كورونا، كما أن معدل البطالة النسائية انخفض بشكل ملحوظ أيضًا خلال الربع الرابع من 2020 ليصل إلى 24.4% بعد أن كان 31.4% في الربع الثاني لنفس العام. ومعدلات المشاركة في القوى العاملة أيضًا كان هناك ارتفاع ملحوظ فيها بشكل عام، وللإناث بشكل خاص، خلال الربع الرابع من 2020 لتصل إلى 51.2% في 2020 بعد أن كانت 42.3% في 2019، ومشاركة الإناث وصلت إلى 33.2% في 2020 بعد أن كانت 20.5% في 2019. ووفقًا لتقرير المرأة والأعمال والقانون لعام 2021 من البنك الدولي، فإن المملكة حققت معدلات مرتفعة جدًا في القوانين والأنظمة المؤثرة على عمل المرأة وتمكينها. من هذه الجوانب حرية التنقل، وقوانين العمل، وقوانين الدفع للمرأة، وريادة الأعمال. فحققت المملكة 100 درجة في كل من حرية التنقل، وقوانين العمل الداعمة، وأنظمة الدفع وريادة الأعمال، وبمعدل إجمالي 86%، وهو ما يعدُّ تقدمًا واضحًا.

بالنسبة لمساهمة قطاع المنشآت الصغيرة ومتوسطة الحجم، فوفقًا لآخر مسح لها في الهيئة العامة للإحصاء، فإن المشاريع متناهية الصغر تساهم بنسبة 26%، والمشاريع الصغيرة تساهم بنسبة 22%، ومتوسطة الحجم تساهم بـ18% من عدد المشتغلين في القطاع الخاص. كما أن المملكة تقدمت 10 مراكز في مؤشر حالة ريادة الأعمال لتصل إلى المركز السابع في 2020م بعد أن كانت 17 في 2019م، مما يعني تقدمًا وتطورًا في العوامل المؤثرة على ريادة الأعمال في المنطقة كون المؤشر يأخذ بالحسبان جوانب مثل: البيئة المالية المتعلقة بريادة الأعمال، والبرامج الريادية الحكومية، ونقل البحث والتطوير، والوصول للبنية التحتية التجارية.

أيضًا بالنظر للجهود المبذولة لتعزيز الاستثمارات في المملكة، فقد تم تأسيس 4 مشاريع كبرى هي: نيوم، والقدية، ومشروع البحر الأحمر، ومشروع روشن. كما تمَّ تأسيس أكثر من 30 شركة تعمل في عدة قطاعات محلية في أكثر من 10 قطاعات جديدة منها: الترفيه والسياحة، والصناعات العسكرية، والطاقة المتجددة وإعادة التمويل. وبالتالي تم استحداث أكثر من 365 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في نهاية 2020. هذا إلى جانب تقدم المملكة 29 مرتبة في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال لعام 2020 من البنك الدولي، وحصول المملكة على المركز الأول في التنافسية الرقمية بين دول مجموعة العشرين.

أمَّا منجزات التعليم والتدريب، فقد شوهد أن هناك توجهًا ودعمًا كبيرًا للتعليم الإلكتروني في المؤسسات التعليمية والتدريبية وتفعيل الكثير من المنصات التعليمية، مما أسهم في استمرار عملية التعليم حتى في ظل جائحة كورونا. لقد بلغ عدد المستفيدين من المنصات أكثر من 9 ملايين مستفيد في المملكة. وتم تقديم 3700 برنامج للتطوير المهني لأكثر من 420 ألف من الموظفين في مجال التعليم عن طريق المنصات التعليمية. كما لوحظ الاهتمام الكبير من وزارة التعليم بدعم عملية البحث والابتكار وريادة الأعمال في الجامعات السعودية، ما أسهم في زيادة الدورات التدريبية المقدمة، ورفع النشر للأبحاث العلمية بنسبة تصل إلى 130% بعد اهتمام الجامعات بوضع استراتيجيات وهوية بحثية واضحة تدعم مخرجات الجامعات الابتكارية.

‏أستاذ مساعد، جامعة الجوف*

@Naeimah_Fahad  

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر