سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
ماهر فرغلي
استعدت جماعة الإخوان المسلمين لما سيجري ما بين مصر وتركيا، واستبقت ذلك بوضعها هيكلة لمرصد إعلامي، ولجنة إعلامية أبرز مهامها الإنتاج الفنى، والسوشيال، والتدريب، والقيام بالحملات، والتسويق، وعمل صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب عمل صفحات لشخصيات، وإعلام مرئي، ومقروء، وعمل منتجات إعلامية، وفضائيات جديدة في أماكن أخرى ومنها لندن على سبيل المثال.
أهداف الخيارات المربكة
يشير منشقون إخوان، ومنهم الكاتب عبدالجليل الشرنوبي، في أحاديث نشرتها وسائل إعلام ومنها صحيفة العرب اللندنية إلى خطة إعلامية جديدة، تعتمد على قطاع السوشيال ميديا بشكل أكبر.
يطلق عناصر الإخوان على العاملين في هذه الخطة ومنها الترويج على السوشيال (غرف التصدي)؛ أي تلك المجموعات التي تحقق 3 أهداف رئيسية: إفشال الدول، الترويج للجماعة، والاستقطاب والتجنيد.
تركز غرف التصدي في خططها على الترويج والاستقطاب، مثال صفحات الشبكات المعروفة مثل: رصد، الجزيرة، مكملين، الشرق، وغيرها، انتهاءً بصفحات يتم الدعوة لها تحمل أسماءً مختلفة مثل “ثورة عم سعيد”، “والثورة مستمرة”، و”الغضب الساطع”، “العقاب الثوري المصري”، و”الأزهر اليوم”، بالإضافة إلى “الميديا توداي” التي أنشئت في 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2013، وصفحة “الحرية لمصر”، و”راديو ميدان”، و”نافذة مصر”، و”ألش خانة“.
تدار غرف التصدي من منطقة “ويستجيب هاوس”، وهي نفس البقعة الجغرافية في منطقة أيلينج غرب لندن، التي يوجد بها 3 مبانٍ إدارية هي: “ويستجيت هاوس” و”كراون هاوس” و”بيناكل هاوس”، وتضم المقرات الرئيسية لـ26 جمعية خيرية ومركزاً بحثياً ومنظمة حقوقية تنتمى إلى جماعة الإخوان، وتعتبر مركزاً محورياً لكل أنشطة الجماعة.
يقول الكاتب أحمد الخطيب، نائب رئيس تحرير صحيفة “الوطن”، المختص في الإسلام السياسي، في حديثه لـ”حفريات”: إنّ غرف التصدي كانت تركز خلال الفترة الماضية على أنّ الحملات الإعلامية لا بد وأن تشمل اللعب على الملف الطائفي المسيحي للكنيسة، ومطالبة بايدن بتعليق المعونة الأمريكية لمصر، وتشويه الصورة والسمعة لرجال النظام الحاكم، عن طريق ما أطلقوا عليه (الخيارات المربكة) على جانبين:
1 ـ تكوين وتنشيط بؤر جديدة إعلامياً، في مواقع التواصل، أو عبر افتتاح عدد من القنوات الجديدة.
2 ـ اختراق الساحة السياسية إعلامياً عبر تضخيم حجم ما يسمى الانشقاق الإخواني.
3- اللعب على الملف الحقوقي.
4- تجميل وجه الجماعة.
5 إعادة اللعب على ملف المصالحة مع الدولة.
أما الباحث طارق أبو السعد، فيؤكد في تصريحه لـ”حفريات”، أنّ “غرف التصدي تتشكل من 3 فئات، وهي عناصر نسائية أو صفحات بأسماء نساء، وصفحات المحبين، ولجان إلكترونية متخصصة من داخل مصر وخارجها.
المديرون والقادة
ووفق مصدر إخواني، مقيم بتركيا (طلب عدم ذكر اسمه) فإنّ مديري شبكات الإعلام والتصدي كثيرون، لكن أهمهم على الإطلاق ماجد عبد الله، وهو مخرج ويقدم برنامج “بورتريه”على قناة الشرق، أشرف على (قناة مصر 25) لفترة، وهي أول قناة لجماعة الإخوان، ثم تولى تأسيس وإدارة شبكة قنوات الشعب من الناحيتين؛ الفنية والإدارية، كما عمل منتجاً لصالح قناة الجزيرة الفضائية، وتولى في العام 2013 تدريب محمد مرسي على مهارات لغة الجسد الإعلامية!
من المفارقات أنّ عبد الله كان مديراً لشركتي “فكرة” و”جنى للخدمات الإنتاجية”، وهي الشركات التي تم الاستعانة بها في إنتاج برنامج “البرنامج” الذي قدمه المذيع باسم يوسف، وخصصه لنقد جماعة الإخوان.
الشخصية الثانية هو أحمد الشناف، المدير الحالي لـ”قناة مكملين” المحسوبة على جماعة الإخوان، حصل على بكالوريوس العلوم من جامعة الزقازيق (محافظة الشرقية المصرية)، وانضم لـ”شبكة رصد الإخوانية” مع بدايات تأسيسها في نهاية العام 2010، وثم انتقل إلى قناة مصر 25 في العام 2011، ومنها إلى قناة أمجاد السلفية ليتولى منصب مدير الأخبار. اختير الشناف ليتولى إدارة موقع مصر العربية، وسافر بعدها إلى تركيا في 2013 عقب عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي.
يذكر أنّ شباب الإخوان فضحوا الشناف وقالوا إنه لم يحصل على بكالوريوس العلوم الذي يدعيه، وإنه زور شهادته عبر برامج التصميم بمساعدة أحد العاملين في قناة “مكلمين” ليحصل على الجنسية التركية، وفق بعض المصادر الإعلامية المصرية.
أما فيروز حليم المذيعة في قناة “الشرق”، فتشير التسريبات الى أنّ لها دوراً كبيراً، وهي زوجة عزام التميمي، رئيس قناة “الحوار” الإخوانية، وهو فلسطيني الجنسية، هاجر مع عائلته إلى الكويت، ومنها إلى لندن، حيث حصل على الجنسية البريطانية، وتدرج داخل التنظيم الدولى للإخوان عبر إحدى نوافذه وهو ما يسمى بـ”الرابطة الإسلامية فى بريطانيا”، وهذه الرابطة كانت إحدى الجهات التي أدرجتها السلطات البريطانية في التحقيق الذي أجرته بشأن جماعة الإخوان قبل سنوات.
أما الشخصية الأخطر ويشار إليه أنه مدير كل عمليات الإخوان سواء على السوشيال أو الإعلام الفضائي، فهو عبدالرحمن أبودية، واسمه الحركي “أبوعامر”، والمعلومات المتاحة عنه، سرّبها العاملون بقنوات الإخوان.. فلسطيني، وحاصل على الجنسية البريطانية، وزوجته تدعى فطيمة راجي.
وكانت المخابرات الجنوب أفريقية أصدرت تقريراً عن أبودية في 2001، وأكدت وقتها أنه يستغل أموال الإغاثة في دعم حركة حماس والإخوان، وكان يأخذ الأموال من منظمة الأقصى أيضاً في جنوب أفريقيا لتمويل أنشطة الحركتين.
في 2006 تولى أبو دية منصب المدير العام لقناة الحوار في لندن، وهذه القناة كان رئيس تحريرها في ذلك الوقت عزام التميمي، وهو مسؤول التمويل لقنوات الإخوان باسطنبول، وفق موقع عربى 21، وموقع “ميدل إيست أي”، الذي يديره الكاتب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست.
لدى عبد الرحمن أبو دية مجموعة من شركات الإنتاج، وتتولى إنتاج البرامج لقنوات؛ “مكملين” و”الحوار”، منها “ايه تو زد” و”ريفليكشنز”، وهذه الشركات كان يتم تأسيسها بشراكة بين أبوعامر، ومراد جهاد، وأحمد الشناف، وأحمد زين المخرج الإخواني.
وفق ذات المصدر، فإنّ المسؤول المهم عن الرابطة المصرية للعاملين في الإعلام الإخواني هو حمزة زوبع، الذي هرب لإسطنبول، وظهر في أيلول (سبتمبر) 2013، وهناك أطلَّ على الشعب المصري في ثوب لم يكن مفهوماً وقتها، فكتب مقالاً تحت عنوان “أخطأنا وكذلك فعلتم.. وهذا هو الطريق”، وكانت المقال أشبه بالمساومة الإخوانية من أجل إيجاد حلول ترضي الجماعة حتى تعود للحياة السياسية وحزبها السياسي الحرية والعدالة بعد أن أقصاها الشعب المصري في “30 يونيو“.
اعترف زوبع في أحد الفيديوهات أنّ اعتصام رابعة كان هدفه الرئيسي هو الضغط من أجل التفاوض مع الجيش، للرجوع لما قبل 3 يونيو، وأن محمد مرسي كان يريد الانفراد بالسلطة، كما حاور عدداً من قيادات التنظيم ومنهم علي بطيخ، ليكشف عن انشقاقات بالجملة.
ورغم محاولات التخفي فقد تسببت الانشقاقات في الجماعة بأن فضحه أحد العاملين معه وهو طارق قاسم، وقال عنه إنه “مدلس، ويستفيد من رابطة الإعلاميين”.
وكان زوبع بالتعاون مع آخرين شكلوا لجنة أطلقوا عليها رابطة الإعلاميين المصريين بالخارج، وكان هدفها جمع الأموال من الهاربين الإخوان لمساعدتهم في الحصول على الجنسية التركية. وقال طارق قاسم في فيديو باليوتيوب: إنّ زوبع في أول يوم تشكّلت فيه اللجنة قال: لا أدخل كيان أتنافس فيه.. لازم أقود.
ظهر زوبع يوماً في لقاء حضره كل من أيمن نور وحسام الشوربجي ومختار العشري، وحسام الغمري، والقيادي الإخواني عادل راشد، بجوار ياسين أقطاي مستشار أردوغان، الذي كان يشرف في فترة من الفترات على القنوات الإخوانية، وكان هذا دليلاً على العلاقة المتميزة التي تجمعه بالسلطات هناك، والتي مكّنته فيما بعد من مساومة أعضاء الجماعة على عدم الترحيل والطرد.
وبحسب المعلومات المتوافرة فإنّ صديقه المقرب في إسطنبول عادل راشد، مهندس الفيديوهات التي تبثها قنوات الإخوان من الخارج، وتنشرها شبكات التصدي الإخوانية.
المصدر: حفريات
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر