سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
ساتوشي إيكوتشي
احتلت عبارات التحدِّي المتبادلة بين وفد أميركي وآخر صيني – خلال اجتماع شهدته آلاسكا يوم 18 مارس الجاري – صدارة الموضوعات المتعلقة بالشؤون الخارجية الدولية.
وتبادل الجانب الأميركي الذي يتألف من وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، عبارات التحدي مع نظيريهما الصينيين «يانغ جيه تشي» مدير اللجنة المركزية للشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي، ووزير الخارجية «وانغ يي» عبر الوسائل الإعلامية العالمية التي تابعت وقائع وتفاصيل النزال.
وكثيراً ما بقيت ولاية آلاسكا التي تقع في أقصى شمال الولايات المتحدة، وتمتد على طول الحدود الشرقية لروسيا، بعيدة كل البعد عن اهتمام العالم، وكانت تمثل مكاناً رمزياً في عقدي السبعينات والثمانينات عندما كان العالم منقسماً إلى كتلة غربية وأخرى شرقية خلال فترة الحرب الباردة.
ويُعرف عن عاصمة آلاسكا «أنشوراج» أنها كانت مقصداً مهماً للمسافرين والسيّاح الذين يتقاطرون إليها من دول الشرق الأقصى الحليفة للولايات المتحدة، وأهمها اليابان وكوريا الجنوبية، وكان المجال الجوي للاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت مغلقاً أمام طائرات الخطوط الجوية التابعة للكتلة الغربية.
ولعب مطار «أنشوراج» دوره كمحطة مهمة لتوقف أعداد كبيرة من طائرات السياح، وطائرات الخطوط البعيدة التي تهبط فيه للتزود بالوقود، وقد كُتب لهذه الحال أن تتغير تماماً.
فمنذ بداية عام 1990، عقب نهاية الحرب الباردة، تم فتح المجال الجوي فوق روسيا، وأدّى ذلك إلى استخدام خط جوّي أقصر يربط الشرق الأقصى بالولايات المتحدة وأوروبا، وبدأ اسم آلاسكا يغيب عن الأذهان إلا عندما لفتت حاكمتها السابقة ساره بالين النظر إليها غداة تألق نجم ترامب.
والآن، هناك تنافس من نوع آخر يدور هذه المرة بين الولايات المتحدة والصين، واستعادت «أنشوراج» موقعها المؤقت كخط لهذه المواجهة، وبعد أن كانت أولى الاجتماعات الخارجية التي عقدها بلينكن مخصصة لطمأنة حلفاء أميركا في شرق آسيا كاليابان وكوريا الجنوبية، فلقد آثر تجنّب زيارة الصين.
وفي طريق العودة، توقف في أنشوراج ليقضى يومين مع وفد صيني عالي المستوى كان قد قطع مسافة طويلة للوصول إلى آلاسكا، لاغتنام فرصة التحادث وجهاً لوجه مع الوفد الأميركي. واتضح من هذا اللقاء أن الأولوية الدبلوماسية لإدارة بايدن تتركز على الموقف من الصين والتحالفات الأميركية ذات القيمة الاستراتيجية في الشرق الأقصى، إلا أن هناك أيضاً مصالح اقتصادية حيوية للولايات المتحدة مع الصين يجب أن تتكيف بطريقة ما مع هذا الوضع المتوتر القائم بين البلدين.
المصدر: صحيفة الرؤية
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر