النجاح في بيئة العمل | مركز سمت للدراسات

ماذا تفعل عندما يفضل مديرك زميلك عليك؟

التاريخ والوقت : الثلاثاء, 16 فبراير 2021

نيهار تشايا ودوري كلارك 

 

تعدُّ المحسوبية في مكان العمل أمرًا شائعًا جدًا للأسف. فيما يلي أربعة أشياء يجب عليك فعلها إذا حدث لك ذلك.

في معظم الحالات، يكون رئيسك هو الشخص الأكثر تأثيرًا في قدرتك على النجاح في العمل. لذلك قد يكون الأمر محبطًا من الناحية المعنوية، بل قد يُقيد حياتك المهنية حينما يبدو أنه يفضل زميلاً آخر عليك، إنه وضع مقلق. فإذا واجهت رئيسك في العمل بذلك، فمن المحتمل أن ينكر أي محاباة، بينما يجعلك لا تشعر بالطمأنينة وممتعضًا من زملائك في الفريق.

لكن المحسوبية في مكان العمل أمر شائع جدًا، رغم أن أي شخص قد يحاول أن يوحي إليك أن الأمر كله يوجد فقط في ذهنك. لقد أظهرت دراسة حديثة أن أكثر من نصف المديرين التنفيذيين يعترفون بوجود شخص ما مفضل لديهم عند اتخاذ قرارات بشأن الترقيات بالعمل.

وفي حين أنه من الصعب والمحبط أيضًا أن ترى رئيسك يقوم بمعاملة تفضيلية لزميل آخر، حتى عندما تعمل بشكل جيد، فإليك أربع استراتيجيات لحماية حياتك المهنية والحفاظ على دوافعك للنجاح:

اختبر افتراضاتك عن طريق تجاوز التوقعات لإطار زمني محدد

تقول الحكمة التقليدية حول “الإدارة”: عندما يكون لديك مدير إشكالي ينبغي أن تعمل بجد أكثر من أجل إنجاحه. وتعمل هذه الاستراتيجية في بعض المواقف، لكن بعض الرؤساء قد لا يقدمون أي تبادل لجهودك الدؤوبة. هنا نقترح أن تباشر العمل بشكلٍ أكثر ذكاءً لكسب قبولهم، وذلك في إطار “تجربة صغيرة ومحددة زمنيًا” وذلك من أجل قياس استجابتهم، وأن تتمكن من تجنب المبالغة في ذلك حتى لا يلحق الضرر بك.

لقد كافح أحد عملائنا المدربين، وكان يشغل منصب نائب الرئيس لقسم تكنولوجيا المعلومات، ليصبح مستشارًا موثوقًا به لرئيس الشركة، الذي بدا غير مهتم كلما التقى به، لكنه كان مبتهجًا ويقظًا بشكل واضح عند وجود الزملاء الآخرين الذين يميزهم.

لقد أحس بتصرفات نائب الرئيس غير المتسقة بالظلم والإيذاء، لكنه قرر القيام بتجربة من خلال ثلاث طرق جديدة لمدة ثلاثة أشهر، وذلك لملاحظة ما إذا كان هناك أي مجال للتأثير عليه بشكل مختلف.

أولاً: بحث بشكل استباقي عن فرص لتزويده بمعلومات حيوية في وقت مبكر. ثانيًا: قام بتزويده بالتفاصيل التي ستكون أكثر صلة بأهداف خط إنتاجه، بعيدًا عن المشكلات الفنية الصغيرة. وثالثًا: بدأ اجتماعاته الفردية بموضوع عمل استراتيجي مثير للاهتمام، لم يكن يتعلق بتكنولوجيا المعلومات، وذلك لإظهار وعيه وإدراكه للتأثيرات الأوسع نطاقًا بالنسبة له خارج نطاق عمل إدارته.

وقد قام بإحضار بعض الأبحاث حول موضوع ما وقال له: “لا أعرف ما إذا كان أي شخص قد أظهر لك هذه المعلومات الاستطلاعية أم لا، لكنني أعتقد أنك قد ترغب في وضعها في الاعتبار لخطة الربع الرابع لأن الآخرين قاموا بتضمينها”.

في نهاية الأشهر الثلاثة، كان أكثر استعدادًا للتفاعل معه، لذلك بدا أن التجربة قد نجحت بالفعل. وبالنسبة للقادة الآخرين، قد لا يغير مثل هذا النهج رئيسهم وقد يدفعهم بعيدًا أكثر. إنك إذا واجهت هذه النتيجة، فقد حان الوقت للتراجع قليلاً عن الإفراط في الاهتمام بها، وعليك أن تركز طاقاتك للحفاظ على قيمتك الذاتية.

ابقَ خارج الوضع المأسوي

ليس غريبًا أن ينظر الأشخاص إلى رئيسهم وزملائهم بالطريقة التي يتعاملون بها مع أحد الوالدين والأشقاء. فغالبًا ما يجدون أنفسهم يشاركون في تفاصيل شخصية مماثلة ويثيرون ردود فعل شخصية.

عليك مقاومة الدخول في منافسة مع زملائك واعتبر أن علاقاتهم مع رئيسك في العمل هي مهمتهم وليست وظيفتك أنت. وبدلاً من ذلك، عليك أن تذكر نفسك بنقاط قوتك وضاعف من الأشياء التي تقوم بها جيدًا للحفاظ على كفاءتك الذاتية.

لقد كانت لدى إحدى القائدات التي تمَّ تدريبها مدير لم تكن راضية أبدًا عن عمله، لكنها كانت غارقة في تفاصيل تقريرها المباشر. وكثيرًا ما حيرها هذا الأمر منذ أن كانا في نفس الفريق، وقالت لنفسها: “لن أسمح له بالكشف عما بنفسي، مهما حدث”.

لقد قررت أن تكون في سلام مع نفسها وركزت على مهمتها القيادية، وبناء أفضل فريق ممكن، وتحقيق نتائج غير مشكوك فيها. وحتى مع زملائها المفضلين، فإنها اختارت التدريب والتعاون بسخاء ورفضت السماح لرئيسها “بإخراجها عن دورها” كقائدة. وبمرور الوقت، قامت بتطوير مكانة قوية للقيادة في الشركة دون الانخراط في الوضع المأسوي، وفي النهاية، انتقل رئيسها إلى مكان آخر.

ضع في اعتبارك السبب المباشر وراء عدم كونك المفضل

قد يبدو زميلك وكأنه يتمتع بحياة عملية رائعة بسبب محاباة رئيسه، لكن من المحتمل أن يكون هو الآخر يعاني من الوضع الذي أنت عليه. فلسبب ما، يشعر العديد من الموظفين الذين يُفَضلون بشكل مفرط أو لديهم علاقات شخصية واضحة مع المديرين التنفيذيين خارج العمل، بأن الآخرين يتجاهلون إنجازاتهم ويفترضون أن نجاحهم لا علاقة له بموهبتهم.

كما أنه غالبًا ما تواجه هذه التقارير التفضيلية عبئًا مخالفًا يتمثل في تجاهلها أو نبذها من قبل رئيسها، إذ يتم الاعتماد عليها بشكل مفرط، مع توقعات بالعمل على مدار الوقت، بالإضافة إلى ولاء غير مشروط، وأداء لا تشوبه شائبة لا يمكن الهروب منه.

وفي هذا، يمكن أن يساعدك هذا المنظور حينما تشعر بالدونية تجاه زملائك في نظر رئيسك. وقد يكون من الأفضل أن تبقى في وضع محايد مع رئيسك في العمل بدلاً من أن تكون المرشح المفضل بشكل عام، خاصة إذا لم يكن رئيسك على مستوى من النضج كي يعرف كيف يحترم أعضاء فريقه على قدم المساواة.

استمر في المحاولة للتأثير على رئيسك، وقم بتنويع علاقاتك الخارجية والعلمية

ما دمت قررت البقاء في شركتك، فمن الذكاء ألا تتخلى عن محاولة بناء الثقة والتأثير مع رئيسك في العمل، بغض النظر عن عيوبه. لكن عليك أن تتجنب التركيز بشكل فردي على رضاه، لأنه في بعض الحالات، قد لا يكون لتفضيله للآخرين علاقة بك. لذا، فإن محاولات إثارة إعجابه قد تمثل إهدارًا للطاقة وتشتيت انتباهك عن بناء علاقات أخرى لمستقبلك.

لقد تعرضت إحدى الشركات الإعلامية التي قابلناها لدمج ثلاث علامات تجارية منفصلة؛ إذ ظهرت المحسوبية بين القادة لأنهم انجذبوا إلى زملاء لديهم خبرات عمل مشتركة من “الشركة القديمة”. وقد كان الترياق العلاجي للموظفين الذين شعروا بأنهم غير مفضلين هو البدء في تنمية علاقات جديدة تتجاوز هيكل التقارير الحالي، حتى يتمكنوا من تأسيس علامتهم التجارية في الشركة الجديدة. وبالطبع، عليك أن تبحث أولًا عن العلاقات التي لا تشكل تهديدًا لرئيسك في العمل. لكن الإفراط في التركيز على موافقة رئيس واحد دون توسيع شبكتك سيمنعك من تطوير رأس المال السياسي الخاص بك لتحقيق النجاح الوظيفي في المستقبل.

واليوم، فإن السبب الرئيسي وراء ترك الأشخاص لشركاتهم هو الشعور بعدم التقدير. لذلك، قد يكون من المؤلم أن ترى رئيسك يمنح زميلك اهتمامًا وتأكيدًا أكثر منك، حتى عندما تؤدي وظيفتك بشكل جيد. لكن اتباع هذه الاستراتيجيات يمكن أن يساعدك على اجتياز هذه الديناميكية الصعبة في العمل، مع العلم أنه حتى لو لم يكن رئيسك حاضرًا في العمل، فإن أفعالهم لا يجب أن تعيق نجاحك المهني.

 

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: Fast Company

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر